نموذج هندسي لمتحف غوغنهايم المقرر بناؤه في أبوظبي

أشرف أبوجلالة من القاهرة: أعلن أكثر من 130 فناناً، من بينهم العديد من الشخصيات البارزة في عالم الفن الشرق أوسطي، عن نيتهم مقاطعة متحف quot;غوغنهايمquot; الذي يتم تشييده الآن في أبو ظبي بكلفة قدرها 800 مليون دولار، ما لم تتحسن ظروف العمال الأجانب في موقع البناء.
ويعتبر متحف غوغنهايم الجديد، الذي وضع تصميمه الهندسي المعماري الشهير فرانك جيهري، واحداً من أبرز مشاريع البناء في منطقة الشرق الأوسط. وينتظر أن يكون محوراً لمشروع عملاق خاص بالتطوير العمراني يطلق عليه quot;جزيرة السعدياتquot;، ويشتمل هذا المشروع على فرع لمتحف اللوفر تقدر تكلفته بنصف مليار دولار، من تصميم جان نوفيل، وكذلك متحف وطني من تصميم نورمان فوستر، ومنتجعات فاخرة، ونوادي خاصة برياضة الغولف، ومراسي، وأفدنة من الفيلات الخاصة.
وقال الفنانون إنهم يردون بذلك على مجموعة من الانتهاكات التي تم ارتكابها على الجزيرة، بما في ذلك فشل المقاولين في سداد رسوم استقدام العمال، وظروف العمل المحفوفة بالمخاطر، وكذلك حجب الأجور بشكل تعسفي. ولفتت صحيفة النيويورك تايمز في تقرير لها اليوم ضمن هذا السياق إلى أن مثل هذه المشكلات لا تشيع في منطقة يشغل فيها العمال الأجانب كافة الوظائف تقريباً التي تحتاج لمهارات محدودة.
وفي بيان، قال وليد رعد، فنان لبناني المولد يعيش في نيويورك وواحد من منظمي حملة المقاطعة :quot; لا يجب أن يُطلب من الفنانين أن يعرضوا أعمالهم في مباني بُنِيت على أكتاف عمال تم استغلالهم. فأولئك الأشخاص الذين يعملون بالطوب ومواد البناء يستحقون نفس نوع الاحترام الذي يحظى به من يعملون بالكاميرات والفُرَشquot;.
وأوضح الفنانون أنه وحتى تتم الاستجابة لمطالبهم، فإنهم سيرفضون المشاركة في الفعاليات والأحداث التي سيستضيفها المتحف أو بيع أعمالهم للمتحف. وقالت النيويورك تايمز إن هذا التلويح بالمقاطعة يأتي في وقت صعب بشكل خاص بالنسبة لمتحف ومؤسسة سولومون غوغنهايم في نيويورك، التي تسعى لتجميع عدة أعمال من العدم تقريباً لملء مساحة تقدر بعشرات الآلاف من الأقدام المربعة، قبل الافتتاح المقرر لمتحف أبو ظبي عام 2015. ومن المنتظر أن يركز جزء كبير من المتحف على الفن الشرق أوسطي المعاصر، وإن رفض فنانون معروفون في المجموعة من أمثال شيرين نشأت ومنى حاطوم وأكرم زعتري وإيتو برادة وعبد القادر عطية، أن يشاركوا، فمن الممكن أن يُفتَح المعرض بمجموعة شرق أوسطية محدودة.
وفي اتصال هاتفي من دبي، حيث كان حاضراً لأحد معارض الفنون، قال ريتشارد أرمسترونغ، مدير متحف ومؤسسة غوغنهايم :quot; لقد كنت في قرية العمال، والإقامات هناك في حد ذاتها منقطعة النظيرquot;. وأشار أيضاً إلى أن شركة الاستثمار وتنمية السياحة، وهي الوكالة التي تتبع الحكومة وتقوم بتطوير الموقع وبقية الجزيرة، قد أعلنت مؤخراً عن أنها ستقوم بتعيين مراقب للإشراف على ممارسات العمل هناك.
وقد أثيرت في البداية المخاوف الخاصة بظروف العمل في جزيرة السعديات في تقرير أعدته منظمة هيومان رايتس ووتش عام 2009. وفي حزيران/ يونيو عام 2010، اتصل وليد رعد وإميلي جاسر، الفنان الفلسطيني الذي يعيش بصورة جزئية في نيويورك، بأرمسترونغ ونانسي سبيكتور، أمين أول المتحف، لمناقشة الظروف الخاصة بالعمالة في جزيرة السعديات. وخلال اجتماع ثاني، طلب الفنانون من مسؤولي متحف غوغنهايم أن يضغط على الحكومة لإجبار الموظفين على تعويض العمال برسوم توظيف وتعيين مراقب مستقل للتأكد من أن معايير العمل الدولية سيتم استيفائها أثناء تشييد المتحف. وقال أرمسترونغ إن متحف غوغنهايم ظل يعمل مع وكالة التنمية كي يتم التوصل إلى حلول بخصوص تلك المسائل، وأعلنت الوكالة الأسبوع الماضي عن أنها كانت تقوم بتعزيز الأنظمة لجعل المقاولين يسددون رسوم التوظيف، وأنها قامت بتعيين مراقب خارجي للتعامل مع شكاوى العمال.
لكن منظمة هيومان رايتس ووتش، التي تتعاون مع مجموعة الفنانين، أوضحت أن المراقب سيزاول عمله عبر الامتثال للقانون الإماراتي وسياسة ممارسات التوظيف الخاصة بالوكالة، التي لا تلبي معايير حقوق الإنسان ومعايير العمل الدولية الأكثر صرامة.