عبد الجبار العتابي من بغداد: اعرب الفنان الدكتور خالد احمد مصطفى عن رهبته وخوفه من العمل المسرحي الذي سيقدمه قريبا والذي يتناول قضية (الامام الحسين) حيث سيجسد فيها شخصية (يزيد بن معاوية)، واشار الدكتور خالد ان الخشية تأتي من الفهم الخاطيء وهنا تكمن الخطورة حيث ستكون المسرحية بشكل تجريبي، وقال الدكتور خالد في حوار مع (ايلاف): اعتدنا على شكل معين قريب لما نشاهده في مناسبة احياء ذكرى الواقعة (واقعة الطف) الشكل هنا سيكون شكلا فنيا بحتا بعيدا تماما.

* ما الجديد من النشاطات لديك؟
- جديد الاعمال مسرح اكثر شيء، فبعد اجتياحنا لروسيا واوكرانيا نحن مجموعة المختبر المسرحي ستقدم عملا مشتركا مع عدد من الفنانين العراقيين سأكون من ضمنهم مع فنانين اوكرانيين وروسيين في فضاءات مختلفة في روسيا واوكرانيا بالتعاون مع البيت العربي والبيت العراقي في اوكرانيا، هذا سيكون في شهر تموز / يوليو المقبل، ونحن الان نهيء للعمل داخل بغداد والمجموعة الروسية والاوكرانية تهيء مع مخرجين روسي واوكراني والعمل العراقي يخرجه الدكتور قاسم مؤنس، كما نتهيأ لمسرحية (الحسين) التي كتبها الدكتور عقيبل مهدي بشكل تجريبي، وهذا العمل قد يكون مغايرا تماما لما قدمته الفرق الاخرى لشخصية (الحسين) حيث سيقدم بشكل معاصر جدا وفيه مخاطرة كبيرة ان لم يكن هناك متلقي واعي يفهم ما وراء السطور وما وراء الشكل، العمل هذا من تأليف الدكتور عقيل مهدي واخراجه وتمثيل الدكتور جبار خماط وهديل رشيد، وهنالك ايضا مسرحية (الميدان) التي قدمناها في السنة الماضية سيعاد عرضها في مهرجان المسرح العراقي بأذن الله.

* اين تكمن الخطورة في مسرحية الحسين؟.
- الخطورة في الشكل، اعتدنا على شكل معين قريب لما نشاهده في مناسبة احياء ذكرى الواقعة (واقعة الطف) الشكل هنا سيكون شكلا فنيا بحتا بعيدا تماما، عندنا موسيقى بعيدة تماما، عندنا حركات واداء حركي بعيد تماما، غير تقليدي، سوف نعمل فنيا بعيدا عن الشكل المعتاد لتقديم هذا العمل الذي دائما يكون شكلا كلاسيكيا او واقعيا، الان سنغرب الكثير من الاشياء، فأذا كان المتلقي لايعي التغريب ولا يعي معنى اللون ولا يعي معنى هذه النغمة الموسيقية، لا يعي معنى الاشارة والايماءة، سوف يفهمها بشكل مغالط وربما سيقول: كيف تستخدمون هكذا موسيقى وكيف تقدم هكذا حركة، قد لايفهمها، ولذلك سنقدم العمل للاكاديميين، والذي يشرفنا انه سيكون هنالك منشور يوضح فكرة هذا العمل للانسان البعيد عن المسرح.

* هل سيتم تجسيد شخصية الحسين؟
- نعم ستمثل، وسيجسدها الفنان الدكتور جبار خماط.

* ما الجديد فيها وهناك من سبق ان جسدها؟
- نعم سبق ان شاهدناها في (التشابيه) ولكن على المسرح ايضا مثلت، قدمها الفنان اياد راضي في المسرحية التي قدمها جواد الحسب، ولكن ايضا قدمت بشكل كلاسيكي وبشكل قريب للواقع، نحن سنقدمها بلا مجاميع ولا جيوش، فقط مناظرة بين الحسين وبين يزيد بن معاوية، سأقول لك احد المشاهد، وان كنت افضح اسرار العمل، مثلا: هناك لعبة شطرنج، وهناك يزيد يلعب الشطرنج مع شخصية يفترض انها الامام الحسين، ولكن كيف هذا ما ستتم مشاهدته في العرض، وهناك مشهد بالارجوحة، ارجوحة وحلقات الجمباز وممارسة الايروبيك والجمناستك من قبل يزيد.

* ما الشخصية التي ستجسدها في العمل؟
- شخصية يزيد، وبصراحة انا اخشى من جهل الناس لا اخشى من الانسان الذي يعي، اخشى من الاخر الذي يصب جام غضبه على من يجسد شخصية معينة يكمن فيها خيط الشر.

* ما الذي حاولت ان تعطي لهذه الشخصية لكي يقتنع بها الاخر؟
- بالتأكيد.. عملنا الدكتور عقيل مهدي وانا الكثير على الشخصية، وسوف اقدمها مثلما انا مقتنع بها بعيدا عن اي افكار اخرى قد اتعرض لها مستقبلا.

* هل افهم من كلامك انك تشعر برهبة معينة؟
- الرهبة موجودة من عنوان المسرحية، يعني ليس من السهولة ان تقدم على مثل هكذا شخصية حتى وان كنت لم تقدم الشخصية الرئيسية، فأنت تمثل بجوارها، بحضورها، بكل علائقنا التاريخية، بكل مرجعيتنا، هنا تكمن خطورة كبيرة، واذا ما كنت خائفا فأخاف من هذه المسألة، فنحن نحاول ان نتقدم خطوة تجاه تاريخ كبير مترسخ في ذهن الشعب العراقي كله بشكل عام، وفي ذهن الامة الاسلامية وفي ذهن الانسانية بشكل عام.

* هل تعتقد ان هذه المسرحية تمثل تحولا في المسرح العراقي؟.
- لا اقدر ان احكم، مسرحية الحسين الاولى لجواد الحسب كنت مشتركا فيها ايضا، واعتقدنا انها ستكون ضربة قوية ولكن مع الاسف في العراق ستقدم اعمالا مهمة وخطرة ولكنها تمر مرور الكرام.

* كيف ترى واقع المسرح العراقي الان وهل يعجبك حاله؟
- يعجبني.. نعم، لان الفنان العراقي لم يتوقف ولن يتوقف عند حد معين، ولكنه لا يعجبني داخل العراق لان الفسحة لا تزال ضيقة ولكن الفنان العراقي حقق حضورا متميزا، وليس المسرحي فقط، بل اي فنان، واشيد هنا بالفنان التشكيلي والموسيقي والسينمائي الذين حققوا حضورا متميزا خلال السنوات الماضي في معظم دول العالم، اقتحمنا اوربا واسيا ومعظم بلدان الوطن العربي بفرق اهلية، واقتحمناها بشكل شخصي، هذا الذي ما كان بالنسبة لنا، ولكن داخل العراق بصراحة هناك الكثير الكثير من المعوقات وعلينا ان نزيلها ولكن للان الظروف غير سانحة.