علاينة عارف منبيروت: المثقف العربي معروف بتقلباته، ويميوله التي تتجسد موقفا مضادا ضد هذا النظام، دفاعا عن نظام آخر. للآن لم يُعرف موقف حقيقي متماسك إزاء مفهوم الطغيان، والدولة الشمولية. فكل المواقف تتأتى من حسابات معينة. بهذا المعنى نشر موقع جريدة quot;الغاوونquot; اليوم بياناً عن حال المثقفين العرب هذا نصّه: نشر اليوم الشاعر اليمني عبد العزيز المقالح في جريدة quot;القدس العربيquot; قصيدة مهداة إلى شباب الثورة المصرية... ونحن نسأله: ماذا عن شباب الثورة اليمنية وأنت تعمل مستشاراً للرئيس علي عبدالله صالح؟! معظم المثقفين العرب اليوم يُدينون ويهاجمون فقط الرئيس الذي يسقط... فالمثقف الأردني يتحدّث عن فساد حسني مبارك ولا يفتح فمه عن الملك عبدالله، والمثقف السوري يتحدث عن ديكتاتورية زين العابدين بن علي ولا يجرؤ على انتقاد بسيط لبشار الأسد، والمثقف السعودي يتحدث عن تبذير القذافي ولا يجرؤ على انتقاد فحش آل سعود... والبارحة وقّع الشاعر الصديق حسن نجمي بياناً عن مصر في حين أنه يعمل مسؤولاً ثقافياً تحت ظلال الملك المغربي.
حين تسلَّم المثقف الرخيص جابر عصفور quot;جائزة القذافيquot;، كان عشرات المثقفين الرخيصين حاضرين يصفّقون ويهلِّلون من كبيرهم جمال الغيطاني الذي امتدح القذافي وجائزته إلى صغيرهم ثائر ديب الذي لم يبقَ لديه من هموم سوى تشويه صورة الكاتب السوري المعارض الجريء ياسين الحاج صالح.
واليوم يقف المثقف العربي صامتاً أمام ثورة البحرين، مضيفاً إلى سجلّه الأسود مآثر الطائفية والمذهبية. المثقف العربي الحالي هو ابن هذه الأنظمة الفاسدة وعليه أن يرحل معها كي يخرج جيل جديد من المثقفين الأحرار. وأخيراً، هذا البيان الصغير عن المثقّف العربي الصغير ليس للتوقيع، لأننا لا نستبعد أن يقوم أولئك الذين قصدهم البيان بتوقيعه والإشادة به.

لقراءة البيان على الموقع
http://alghawoon.com/mag/