عبد الجبار العتابي من بغداد: صدرت.. مؤخرا للقاص والروائي العراقي حنون مجيد عن دار فضاءات للنشر والتوزيع والطباعة في الاردن روايته الجديدة التي تحمل عنوان (مملكة البيت السعيد)، اهداها الى روح الناقد الكبير الراحل الدكتور عبد الاله احمد، تقع الرواية في (242) صفحة من القطع المتوسطة وعبر اربعة وعشرين فصلاً حمل كل منها عنواناً خاصاً به، في الرواية يذهب الروائي الى تسجيل احداث ليست بعيدة لكنه يغور في تفاصيلها ليتعرف على حياة المجتمع العراقي في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها تحت وطأة الحصار الاقتصادي ويحاول ان ان يستخرج كثافة الوجع الذي في النفوس ومن ثم يشرح احوال تلك النفوس وهي تكابد مرارات الفقر والعوز والحاجة.
ومحاولة منا للتعرف على حيثيات الرواية وشخوصها سألنا الروائي حنون مجيد عنها فقال: هي رواية يمكن عدها من الروايات السياسية التي تتشرب من معين الواقع الاجتماعي المتنوع الكثير من الثراء في البيئة العراقية، وهي من هذا المنطلق حاولت ان تدين واقعا اجتماعيا كان مستبدا وكان شموليا وكان التفاوت فيه، الطبقي والاجتماعي، صارما وعنيفا وشديدا وكان الحيف المسلط على الطبقات الاجتماعية الفقيرة حيفا ظالما ووحشيا واختلطت المقاييس في تلك الفترة بحيث اصبح الاسفل في الاعالي ويتصرف كما لو انه هو السيد، في حين ظلت الطبقات الاجتماعية صاحبة المصلحة النبيلة والعليا في الوطن وفي الوطنية في القاع وتعاني من الكثير من الحرمانات وتعاني من الحيف والظلم وهذا هو في المحصلة النهائية او الجذرية التي حاولت الرواية ان تلعب عليها.
واضاف: تنوع شخوص الرواية من المهندس الى المدرس الى المحامي والى الاخرين من ذوي الانتماءات الطبقية والاجتماعية البسيطة الى الملكة التي هي في الاساس لا تمتلك هذه الصفة الا مجازا، هؤلاء الاشخاص انما هم من صنع الخيال والواقع الاجتماعي واغلب ما اتصفوا به هو الواقع الاجتماعي لان منهم احياء حتى الان.
وتابع: بدأت بكتابة الرواية عام 2007 ولكن انصرافي الى العمل في جريدة طريق الشعب مسؤولا على صفحتها الثقافية وما كرسته لهذا العمل من جهد ووقت اوقف عملي في هذه الرواية ثم حينما انصرفت اليها تركت العمل في الجريدة وانجزتها في مدة تكاد تكون قياسية.
وفي الاخير اجاب عن تساؤلنا حول العنوان قائلا: (مملكة البيت السعيد) ربما هو عنوان كلاسيكي ولكن متطابق مع الواقع، لاتهمني الصفة التي ينتمي العنوان بقدر انتمائه الى لب الرواية ولو تأمل القاريء في هذا العنوان لوجد فيه الكثير من الاحالات الى اشياء اجتماعية وسياسية منها ان هذه الملكة هي في الاصل امرأة من مستويات منخفضة ولا يحق لها ان تكون ملكة الا اذا كان الوضع السياسي القائم يؤهل مثل هذه الشخصيات لتبوأ مثل هذه المكانة، ثم انها كانت سعيدة في الوقت الذي كان الحصار يدمغ الواقع الاجتماعي بدمغته القاسية السوداء الكالحة التي جعلت من المرأة الشريفة امرأة محتاجة تبيع حتى ملابسها على الارصفة بعد ان باعت ذهبها وبعد ان باعت اخشاب عرسها وبعد ان باع زوجها الكثير مما كان يمتلك من كتب واثاث ومقتنيات، هذا الواقع هو الذي جعل من هذه المرأة المنخفضة امرأة ترمي بنقودها الى (ابي ليث) من شرفتها العالية ليلتقطها وهي في الهواء او وهي على الارض من اماكن متفرقة، هذه المقاييس المقلوبة قلبت العبد الى ملك والملك الى عبد واعتقد ان وضعا مثل هذا الوضع هو غير مستو ويجب ان يعود الى نهايته المحتومة وقد آل الى النهاية المحتومة كما عبرت الرواية.