quot;إيلافquot; تجول في دائرتي بيروت الأولى والمتن في لبنان
الجانبان متفائلان قبل ساعات من المواجهة الإنتخابية
دعاية انتخابية تؤكد وجود معتقلين لبنانيين في السجون السورية (عدسة إيلاف) |
علي حلاوي من بيروت: كثيرة هي التوقعات التي يتناقلها اللبنانيون في ما تبقى من ساعات فاصلة عن فتح صناديق الاقتراع عند السابعة صباح الأحد. فمع احتساب المقاعد المضمونة لكل من الفريقين وتصنيف مقاعد اخرى بين مرجحة لهذا الفريق على حساب الاخر، تبدو مقاعد الاشرفية، المتن اضافة الى زحلة الاكثر غموضاً، حيث تتمنى قوى 8 و14 آذار لو ان في مقدوها الى تدفع الزمن الى الامام لترتاح من عبء السؤال الأعظم quot; الى اين ستذهب تلك المقاعد الذهبية؟quot;.
quot;إيلاف quot; قصدت احياء من الدائرة الأولى في بيروت (الاشرفية) ومن دائرة المتن الشمالي لاستطلاع آراء ناخيبيها ولتنقل الى حد ما زاوية من الصورة اللغز. وتبين لها أن الساعات المتبقية قبل فتح صناديق الاقتراع ترسم ملامح معركة قوية في الاشرفية كما توقع كثيرون. ففي هذه الدائرة بالتحديد يخوض المسيحيون للمرة الأولى بعد إقرار اتفاق الطائف الانتخابات النيابية في ظل انفصال تام عن المحيط السني، مما سيسفر عن منافسة بين لائحة quot;التيار العونيquot; بالتحالف مع حزب الطاشناق الأرمني، وبين لائحة قوى 14 آذار/مارس والمستقلين التي تضم النواب ميشال فرعون جان اوغسابيان وسيرج طورسركسيان ، والمرشحين نديم بشير الجميل ونايلة جبران تويني. تعبر الاشرفية عن معركتها بكل صراحة وبمنتهى العلانية، ولا يخفي أهلها انتماءهم السياسي او حتى الحزبي، وامتدت الحماسة فيها حتى إلى الشباب الذين لا يحق لهم في الاقتراع لعدم بلوغهم سن الحادية والعشرين. فقبل الدخول الى ساحة ساسين مثلاً، تجمع اكثر من عشرة مراهقين، يرتدون ثياباً تتألف من لونين غالبين، الابيض والازرق، واتخذوا من ابنة جبران تويني مثالاً اعلى لهم، جلس هؤلاء صبياناً وبنات على الرصيف، وتكلف اثنان منهم مهمة توزيع منشورات على المارة، ونسخ من برنامج نايلة الانتخابي سواء على صعيد لبنان او بيروت الاولى.
من ساحة ساسين نزولاً الى حي بيضون، صور وشعارات لكلا اللائحتين من مختلف الالوان والاحجام والتعليقات، تتابع الماكينة الانتخابية للمرشح فرعون عملها في ذلك الحي ذي الغالبية الإسلامية من دون اي معوقات وهم يرفضون ما يشاع عن احتمال حصول خرق للائحتهم الخماسية. على بعد امتار من ماكينة فرعون يقف وسام سويدان امام محله، يقولها بكل صراحة quot;انا مع 14 آذار وسأقترع لها يوم الاحد، وسألتزم اللائحة كاملةquot;. تبدو الاشرفية منهمكة في انتخاباتها، توقعات الفوز والخرق هي السائدة، في احد المحال، خمس نسوة يجتمعن ، الا ان واحدة منهن فقط تنتخب في الدائرة الاولى، تتردد رانيا في بادىء الامر
الدعاية الانتخابية في كل مكان (عدسة إيلاف) |
في التعبير عن موقفها غير ان تدخل رفيقتها تحت عنوان quot; نحن لا نخاف احدا quot; يدفع رانية الى البوح بموقفهاquot; بالتاكيد سأنتخب 14 آذارquot;، مع اشارة رانية الى ان السياسة لا تعنيها اطلاقاً ولكن منذ سنة 2005 اتعاطف مع قوى ثورة الارزquot;. وعلى وقع المناقشة يدخل احد الشبان الى المحل، وما يلبث ان يدخل مباشرة في صلب الموضوع قائلاً quot; اتوقع ان يخرق المرشح مسعود الاشقر لائحة 14 آذار، فهو ابن الاشرفية وله خدمات في المنطقة، ولكن اؤكد لك ان ( نائب الجنرال ميشال عون في quot;التيارquot;) عصام ابو جمرا لن ينجح في الاشرفية لانه دخيل عليها ولا احد يعرفه فيهاquot;. على انه واحد من السيناريوهات المطروحة في الاشرفية، حيث يقول بعض أنصار عون أن هناك احتمالاً كبيرا لتكون النتيجة ثلاثة مقاعد للمعارضة مقابل اثنين للموالاة . وفي حسابات هؤلاء إن فوز المرشح مسعود الاشقر مضمون اضافة الى المرشحين الارمنيين لحزب الطاشناق، وتعبر اوساط المعارضة عن وجود خطر كبير على مرشحيها عصام ابو جمرا الاتي من خارج الاشرفية والمرشح نيكولا الصحناوي الذي يتنافس مع ميشال فرعون على المقعد نفسه، على ان الارجحية تبدو لنايلة تويني على حساب ابو جمرا، ولفرعون على حساب صحناوي.
في المقلب الاخر لا يختلف المشهد في دائرة المتن، فالشد السياسي والحزبي وصل الى طاقته القصوى. ويظهر في الشارع المتني انقسام إلى ابعد الحدود ولكن في ظل تأكيد من كل الاطراف على ديمقراطية العملية الانتخابية والحفاظ على امن المنطقة. وحدها التكهنات والحسابات سيدة الموقف في مناطق المتن الرئيسية، أي الجديدة، المنصورية، الدورة، برج حمود وصولاً حتى الرابية وبكفيا. وما يعترف به الناخب المتني سواء كان ينتمي الى تحالف quot;التيار العونيquot; - الحزب السوري القومي الإجتماعي ام الى تحالف ميشال المر- حزب الكتائب- حزب quot;القوات اللبنانيةquot; والمستقلين، هو أن فوز لائحة بكاملها أمر صعب. فمؤيدو quot;التيارquot; يقرون بصعوبة المعركة الانتخابية في المتن وهم على يقين ان ميشال المر سيخرق لائحتهم، كما تبدو حظوظ سامي الجميل كبيرة في الوصول الى الندوة البرلمانية وفق رأيهم . وتذهب تقديرات العونيين إلى نيلهم 6 مقاعد في مقابل مقعدين للمر والجميل. اما في حسابات قوى 14 آذار والمستقلين في المتن ، فإن الخرق الوحيد المحتمل في لائحتهم قد يحققه النائب ابراهيم كنعان، باعتباره المرشح الماروني الاقوى في لائحة الجنرال عون.
التعليقات