هيل: حان الوقت كي يحل العراق مشاكله بنفسه |
بغداد، وكالات: تسلمت القوات العراقية مهام الحفاظ على الامن في بغداد والمدن والبلدات الاخرى بالتزامن مع انسحاب القوات الامريكية المقاتلة من المناطق السكنية منتصف ليل الاثنين. وقد بثت قوات التلفزيون المحلية العراقية عدا عكسيا انتهى بمنتصف ليل الاثنين للاحتفال بانسحاب القوات الاميركية.
وقد اعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المناسبة عطلة رسمية واعتبر يوم 30 يونيو يوم السيادة الوطنية. ونقلت وكالات الانباء عن صادق الركابي، احد مساعدي نوري المالكي ان quot;تم انجاز انسحاب القوات الاميركية من كافة المدن بعد التضحيات التي قدمت لاجل الامنquot;. وقال الركابي ان العراقيين يحتلفون الان بعودة سيادتهم. وشهدت المدن العراقية احتفالات ليلة الاثنين بانسحاب القوات الامريكية الى قواعدها.
وذكرت وكالات الانباء انه تم اطلاق الالعاب النارية في سماء بغداد فيحا حضر الاف الاشخاص حفلا موسيقيا قدمت فيها اغان وطنية. وشهدت نقاط التفتيش اذاعة اغان وطنية عبر مكبرات للصوت نصب خصيصا بهذه المناسبة. وفي المقابل وضعت القوات العراقية في حال تاهب تحسبا لشن المسلحين هجمات مسلحة خلال فترة تسليم المهام من القوات الاميركية الى القوات العراقية.
وقال الجنرال دانيل بلوغر في الاحتفال الرمزي الذي أقيم بهذه المناسpبة: quot;يتسلم اليوم شركاؤنا العراقيون مسؤولية هذا الموقع التاريخي المعروف بالمجمع القديم لوزارة الدفاع.quot;
هذا، وقال هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقية إن إنسحاب القوات الأميركية من عدد من مدن العراق أول مرحلة لتطبيق الإتفاقية الأمنية المشتركة. ووفقاً للاتفاقية فإن الجنود الأميركيين وعددهم 131 ألفاً سيقيمون في قواعد عسكرية خارج المدن العراقية، على أن يقوموا بالتدخل في العمليات العسكرية داخل المدن بالتنسيق والطلب من القوات العراقية.
ومنذ يناير/كانون الثاني سلم الأميركيون أو أغلقوا أكثر من 150 قاعدة في أنحاء البلاد، على أن تسلم القوات الأميركية نحو 300 موقعا في العراق تدريجيا إلى السيطرة العراقية.
وتعتقد الولايات المتحدة أن القوات العراقية مستعدة لتولي السيطرة على الأمن في المدن، بحسب ما أبلغه السفير الأميركي في بغداد كريستوفر هيل الاثنين. وقال هيل quot;إن القوات الأميركية، بالإضافة إلى كونها أفضل القوات المقاتلة، ففيها أيضا أفضل المدربين في العالم.. لقد عملنا بجد مع القوات العراقية، ونعتقد أنهم على استعداد لذلك.quot; وأضاف أن quot;العراقيين ينبغي أن يشعروا بالفخر لأن الأجهزة الأمنية في بلادهم قادرة على تولي هذه المسؤوليات.quot;
ويوم الأحد، أشار قائد القوات الأميركية في العراق، الجنرال راي أوديرنو، إلى quot;تحسن ملحوظ في أداء القوات العراقية.quot; وقال إن الوضع الأمني بات أفضل، على الرغم من التفجيرات الأخيرة التي هزت البلاد، وإن الحكومة العراقية أصبحت أكثر ثباتاً وقوة، ما يجعل من الانسحاب أمراً ممكناً. وتابع أوديرنو قائلاً quot;لقد عملوا كثيراً للوصول لهذه اللحظة.quot;
كماأعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في هذا الصدد عن الثقة في قدرة القوات العراقية على ملء الفراغ الذي سيخلفه انسحاب القوات الأميركية من المدن الكبرى، وأضافت: في تقديرنا أن العراقيين مستعدون وراغبون وقادرون على الاضطلاع بهذه المهمة. وكما قلت سيستمر وجودنا هناك، ولن ننسحب دفعة واحدة، بل سنبقى في البلاد تنفيذا لالتزاماتنا المنصوص عليها في اتفاقية وضع القوات. ونحن نقف على أهبة الاستعداد لمساعدتهم إذا اقتضت الضرورةquot;.
و لانسحاب القوات من المدن العراقية اهمية خاصة، الا ان التحدي الحقيقي يكمن في انسحاب القوات الحربية الاميركية من العراق العام المقبل. ومع تولي قوات الامن العراقية مسؤولية الامن في المدن والبلدات الرئيسية من 1 يوليو، فقد الغيت اجازات الشرطة وتم حشد المزيد من القوات.
وقدغابتالقوات الاميركية عن المناطق الشيعية والسنية في بغداد بشكل مقصود قبل اتمام الانسحاب. واكتظت الشوارع بالسيارات والمشاة فيما انطلقت الموسيقى من الحوانيت. ونصبت الشرطة العراقية نقاط تفتيش للتدقيق في الهويات وتفتيش السيارات بحثا عن اسلحة. وسلم مبنى وزارة الدفاعة، الذي تم الاستيلاء عليه عقب الغزو عام 2003، الى الحكومة العراقية الاثنين.
وتسلم الجنرال عبود قمبر، قائد عمليات بغداد، مفتاحا رمزيا من الجنرال الاميركي دانيل بولغر قائد القوات الاميركية في بغداد.
ويظل في الاعراق 131 الفا من القوات الاميركية، منها 12 فرقة مقاتلة، ومن غير المتوقع ان ينخفض العدد عن 128 الفا حتى ما بعد الانتخابات العراقية في يناير المقبل.
احباط هجوم على بغداد قبل ساعات من الانسحاب
كما أعلن مسؤول في quot;جهاز مكافحة الارهابquot; العراقي، احباط هجوم بالصواريخ على بغداد واعتقال ثلاثة ارهابيين بينهم عربي خططوا لتنفيذه الثلاثاء تزامنا مع انسحاب القوات الاميركية. وقال المصدر ان quot;قواتنا احبطت هجوما بالصواريخ على بغداد واعتقلت ثلاثة ارهابيين احدهم عربي الجنسية، خططوا لتنفيذه يوم الثلاثين من حزيران/يونيوquot;.
واوضح ان quot;شاحنة محملة باكثر من تسعين صاروخا كشفت وفق معلومات استخباراتية، عند احد المداخل الغربية لمدينة بغداد، قبل ان تدخل الى المدينةquot;. واكد ان quot;الشاحنة استطاعت تجاوز اكثر من عشر نقاط تفتيش لان الصورايخ كانت مخبأة في هيكل الشاحنة ومغلفة بمواد عازلة تماماquot;. ويتولى جهاز مكافحة الارهاب، الذي يضم قوات عراقية خالصة ويرتبط برئاسة الوزراء مسؤولية ملاحقة عناصر الارهاب بدعم من القوات الاميركية.
التعليقات