لندن: ما زال موضوع الموت المفاجىء لملك البوب مايكل جاكسون مسيطرا على اغلب صفحات الصحف البريطانية التي تخصص عادة اغلب صفحاتها يومي السبت والاحد للمواضيع الترفيهية وتقلل من كم الاخبار السياسية.

لكن هموم ومشاغل الشرق الاوسط تأبى ان تترك صفحات هذه الصحف حتى في ايام عطلة نهاية الاسبوع في بريطانيا.

اغلب الصحف البريطانية تناولت الشأن العراقي مع اقتراب موعد انسحاب القوات الاميركية من المدن والبلدات العراقية يوم الثلاثاء المقبل وتناولت اوضاع العراق بعد ست سنوات من الغزو الاميركي والمستقبل الذي ينتظر العراق.

طريقة حياة

في مقال بعنوان quot;كيف تحولت الرشوة الى طريقة عيش في العراقquot; تناول كبير مراسلي صحيفة الاندبندنت باتريك كوكبيرن معاناة العراقيين العاديين من ظاهرة الرشوة حيث يضطرون الى دفع الرشى في كل دوائر الدولة وكيف ان الرشوة انتشرت في كافة مفاصل الدولة حتى في الدوائر العليا من السلطة.

وحسب تقارير منظمة الشفافية الدولية فان العراق هو من بين اكثر الدول فسادا والدولتان الوحيدتان اللتان تأتيان بعد العراق في سلم الفساد عالميا هما الصومال وهاييتي.

واستعرض الكاتب كيف انتشرت الرشوة في العراق بعد فرض الامم المتحدة عقوبات اقتصادية عليه في اعقاب غزو الكويت بعدما كانت الرشوة معدومة قبل ذلك.

ويقول الكاتب ان الحصار الذي عاناه العراق لمدة 13 عاما دمر الاقتصاد والمجتمع العراقي ومع سقوط نظام صدام حسبن كان ملايين العراقيين على استعداد لفعل اي شيء من اجل ضمان سبل معيشتهم.

وكان سقوط بغداد عام 2003 الفرصة التي جاءتهم وشاع معه مصطلح quot;الحواسمquot; وهو اللقب الذي اطلق على الذين كانوا يقومون بالسرقة.

واورد الكاتب عددا كبيرا من حالات سرقة المال العام مثل سرقة مليار وثلاثة مائة مليون دولار لشراء اسلحة من بولندا عامي 2004 و2005 وما تم توريده من اسلحة ومعدات كان اقرب الى الخردة.

ويقول الكاتب ان العراقيين العاديين يتداولون فيما بينهم اسماء عدد كبير من السياسيين والمسؤولين الذين صاروا من اصحاب القصور في الاردن ومصر وسورية خلال ذروة سنتي العنف الطائفي في العراق 2006 و2007.

فرصة امام العراق

في صحيفة الاندبندنت ايضا كتب تيم كولين، احد ضباط الجيش البريطاني السابقين والذي خدم في العراق بعد الغزو، مقالة تناول فيها اوضاع العراق السياسية في الوقت الراهن واهم اللاعبين على الساحة العراقية وما ينتظر العراق بعد انسحاب القوات الاميركية من المدن العراق.

ويتوقع كولين ان العنف الطائفي سيتصاعد في العراق لكن قوات الامن والجيش العراقي سيصمدان وان ايران التي تم استنزاف قوتها في العراق ستحاول العودة الى الساحة العراقية عبر فيلق بدر وجيش المهدي.

لكن فرصة عوتها الى الساحة العراقية تبقى ضئيلة بعد الضربات العسكرية التي تلقاها المجلس الاسلامي الاعلى بزعامة عبد العزير الحكيم والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر وتراجع نفوذهما السياسي مؤخرا.

داخليا يرى الكاتب ان على الحكومة العراقية انهاء ملف كركوك والتوصل الى اتفاق مع الجانب الكردي حول مصير هذه المدينة التي جعلها صدام قنبلة قابلة للانفجار حال العبث بها.

ويقول كولين ان الاتفاق حول هذه المسألة يتطلب الصبر والشجاعة والسخاء من كلا الطرفين كون هذه المشكلة هي اكبر الاخطار التي تتهدد العراق.

وعلى المالكي ان يستقطب العرب السنة الذين يتمسكون بفكرة الوطنية العراقية والحفاظ على كرامة العرب السنة واذا تمكن المالكي قيادة العراق بذكاء يمكن للعراق ذي الغالبية الشيعية ان يكون مثالا يحتذى في العالم العربي حيث امام العراق فرصة نيل تقدير العالم العربي ذو الغالبية السنية وتوحيد العرب الشيعة بعيدا عن النفوذ الايراني.

الصراع خلف الكواليس

في صحيفة الاوبزرفر نجد تقريرا لمراسل الصحيفة من العاصمة الايرانية طهران تناول فيه مستقبل الصراع السياسي في ايران بين المحافظين من انصار المرشد الاعلى علي خامنئي الذي يقف بقوة الى جانب الرئيس محمود احمدي نجاد من جهة والتيار الاصلاحي والمعتدلين وحتى بعض اوساط المحافظين من جهة اخرى.

ويقول مراسل الصحيفة ان الصراع انتقل الان من شوارع طهران الى اروقة النظام حيث تفيد الانباء ان الشخصية السياسية النافذة ورئيس مجلس الخبراء هاشمي رفسنجاني يخطط لتقويض نفوذ خامئني الذي تراجع خلال الاسابيع الاخيرة ويشير الى ان هذه الانباء تتزامن مع نشوب توتر بين نجاد ورئيس البرلمان علي لاريجاني.

ويقول المراسل ان الانقسام في اعمدة النظام يتسع رغم سحق المظاهرات وقمعها.

فلاريجاني الذي اقصاه نجاد من منصب ادارة الملف النووي الايراني اعلن انه بصدد تشكيل لجنة من البرلمان لبحث حوادث العنف التي جرت بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات بينما اعلن انصار نجاد في البرلمان انهم درسوا امكانية توجيه توبيخ للاريجاني.

ويقول الكاتب ان من مظاهر الازمة التي تعيشها ايران الان انقسام داخل مجلس الخبراء بين رفسنجاني واية الله مصباح يزدي الذي يعتبر المرشد الروحي لنجاد ويحظى بشعبية في اوساط الحرس الثوري ومليشيا الباسيج.

quot;حملة تطهيرquot;

صحيفة التايمز تناولت الشان الايراني ايضا لكن من زاوية اخرى وقالت ان معارضي الرئيس نجاد يتوقعون ان يشن الاخير حملة تطهير واسعة تستهدف كل من وقف ضد اعادة انتخابه بل حتى الذين لم يقفوا الى جانيه علانية بعد ان يؤدي اليمين اوائل شهر اغسطس/آب المقبل.

وتقول الصحيفة ان حملة التطهير قد بدأت عمليا فقد تم طرد نائب وزير النفط اكبر توركان من منصبه رغم انه من الوجوه الصاعدة في الحكومة بعد ان كتب مقالة في احدى الصحف المتعاطفة مع المعارضة.

وتنقل الصحيفة عن اوساط ايرانية ان 17 من كبار ضباط الحرس الثوري نقلوا الى وظائف اخرى بسبب الشكوك بولائهم وهو ما اعتاد عليه نجاد اذ انه استبدل حكام جميع المحافظات الايرانية والسفراء والوزراء بشخصيات موالية منذ توليه منصبه عام 2004.