حذّر أطباء عراقيون من السمنة المفرطة عند الاطفال التي تكون مكانًا ملائمًا للعديد من الامراض، إضافة الى تأثيرها النفسي الذي يحمل معه انكسارات تكبر مع الطفل، واشار بعضهم إلى أنّ السمنة في العراق خلال السنوات الاخيرة تعد ظاهرة لافتة بسبب تحسن الحالة المادية وتدفق انواع كثيرة من الاطعمة التي يحبها الاطفال.
عبد الجبار العتابي من بغداد:أوضح خبراء ان سبب السمنة يعود للعادات الغذائية السيئة التي يتم اتباعها وعدم النظر الى ما يظهر على جسم الطفل من وزن زائد على انه سمنة ، وطالبوا بأن تكون الاسرة على وعي تام وتتخلى عن العواطف في تدليل ابنائهم والسماح لهم بأكل وشرب ما يريدون ومتى ما شاءوا ، كما ان للسمنة تأثير على الطفل نفسيًا من خلال سخرية اقرانه منه بسبب السمنة وعدم تمكنه من ممارسة الالعاب الرياضة بصورة صحيحة .
سألت إيلاف احدى الزميلات الصحافيات عن الحجم غير الطبيعي الذي تبدو عليه بنتها السنوات الخمس ذاتها، فأجابت مبتسمة اولاً وهي تقول بمزاح (دبدوبة .. اليس كذلك!!) ، ومن ثم قالت : هل تعلم انني فعلاً انتبهت الى هذا أحيرًا وهو ما جعلني اعرضها على طبيب فنصحني ان اجنبها اكل وشرب العديد من المأكولات والمشروبات التي يحبها الاطفال لاسيما (رقائق البطاطا) والبيبسي ، وحذرني من تزايد السمنة لديها لان من الصعوبة بمكان العودة الى الشكل الطبيعي بسهولة، واضافت الزميلة انها بالفعل بدأت بالمنع ولكن الغريب ان ابنتها كما تقول اصبحت لا تأكل الطعام الذي نقدمه لها بل انها اصبحت حزينة ، حتى انها قالت لي ذات مرة (ماما .. اريد ان آكل قليلاً من الطعام الذي احبه وأموت بعد ذلك!!) وهذا ما احزنني ايضًا ، ولانني اعرف مساوئ السمنة وتأثيراتها المستقبلية فأنا حائرة بين مشاعري كأم وبين الخوف عليها من الامراض .
وما قالته الزميلة جعلني اسأل عنه الطبيبة تغريد حسن التي قالت : السمنة تبدأ بأفراط الاهل بجلب الحلويات الى اطفالهم على اساس انه نوع من التدليل والمحبة ولكن بمرور الايام تتحول الى عادة سيئة لا يمكن التخلص منها بسهولة، الاهل يشعرون احيانًا بالسعادة لامتلاء اجسام ابنائهم على انه نوع من العافية والصحة ولا يعرفون ان بمرور الوقت تتحول هذه العافية الى مرض تكون سلبياته كثيرة على حالة الطفل الجسدية والنفسية .
واضافت : انا ارى ان الاطفال حينما يسمح لهم بأكل وشرب ما يريدون ومتى ما شاءوا وبدون نظام يحدث لديهم (ادمان) ، فمثلا لا يستطيعون التخلي عن اكل رقائق البطاطا والعصائر في أي وقت، بل ان الطفل حين يزعل لاي سبب تكون ترضيته بالحلوى وبكميات كبيرة احيانًا، وهو ما يؤدي الى نوع من السمنة، واعتقد ان اغلب الاطفال غير متوفرة لهم الاجواء الخاصة بممارسة الرياضة فتتحول الطاقة الحركية لديهم الى طاقة خامدة وهو ما يسبب السمنة التي كثيرًا ما نجد انها تحتوي على امراض كثيرة .
ولفتت الطبيبة الى ان ما يلفت النظر والانتباه هو ان اغلب الابناء الوحيدين هم من يمثل هذه الظاهرة ويبدو ان الاهل يغدقون حنانهم ومحبتهم عبر تقديم الاطعمة ويوفرونها بكميات كبيرة ، كما ان ما يطلبه الطفل يكون بين يديه، يرافق هذا خشية الاهل على اطفالهم الوحيدين من اللعب ، والطريف ان الاهل يكونون سعداء بزيادة وزن الطفل ويفرحون بها .
اما الطبيب فخري سليمان العجيلي صاحل العيادة الغذائية في منطقة السيدية فقال : ان السمنة عند الاطفال كما تسمى هي من عمر احد عشر عامًا الى ثمانية عشر عامًا ، وهناك عدة اسباب لها، منه وراثية، ومنها الجلوس الكثير امام التلفزيون او الاكل بشراهة وهو ما يسبب اختلافًا في الهرمونات، كما هناك اسباب تعتبر فيسيولوجية، ولكن اكثر الحالات في اسباب السمنة هي العادات الغذائية السيئة ، فالطفل يأكل اي شيء يقع تحت يده من الحلويات والمشروبات الغازية والعصائر وغير ذلك فتحدث عنده سمنة مفرطة .
واضاف حول كيفية الحماية منها : اما ان تتغير طريقة المعيشة وتعودها وان لا يأكل اربع او خمس وجبات يوميًا ويكتفي بثلاث وجبات ووجبتين خفيفتين او فاكهة ، وان يمارس الرياضة والنشاط الصفي من خلال الرياضة المدرسية .
كما اشار الطبيب العجيلي الى انه : يجب توعية الاسرة ان السمنة تسبب للاطفال امراضًا عديدة من اخطرها مرض السكري ومن ثم ضغط الدم والالتهاب الحاد في المفاصل ، وان يعلموا انه بمرور الوقت يشكل النوع الاول من السكر المرتبط بالسمنة ، هذا بالاضافة الى تأخر سن البلوغ عند الاطفال فالفتاة التي تنضج في عمر 12 سنة تتأخر سنتين على الاقل والولد ثلاث سنوات ، وذلك لان الافرازات الهورمونية تتغير بسب هذه السمنة .
اما الدكتورة اكرام دحام استاذة علم النفس / كلية التربية الاساسية / الجامعة المستنصرية استطلعنا رأيها فقالت : الحالة الصحية قبل الحالة النفسية تؤثر على نشاطات الفرد وفي المستقبل قد تسبب امراضًا ، لان عظامهم فيها ليونة فيصير الوزن اكثر من قابلية الجسم فيؤدي الى ليونة العظام ، ثم ان القلب لايتحمل هذا الوزن، مثلا انت كفرد لديك القابلية على رفع ثقل معين ، القلب كم لديه قابلية ، الطول زائد الوزن الذي لا بد ان يكون متناسبًا ، بالتالي اذا تلف احد الاعضاء مثل الغدد قد تتأثر فيحدث سكري فيؤثر على باقي الاعضاء في الجسم ، فضلا عن انه في المستقبل لا يحس ان لديه طاقة مثل باقي الاطفال في الركض او الذهاب والمجيء ، فيتطلب ذلك اكلا من النوع المبرمج ويكون ايضا الغذاء صحيا ـ فأغلب الاطفال يأكلون اكثر من قابلياتهم مثلا بدل ان يأكل مثلجات قطعة واحدة فأنه يأكل قطعتين او ثلاثًا ، فلابد من ملاحظة السعرات الحرارية الموجودة على الطعام كذلك ان يعرف نوع الطعام هل هو عضوي او غير عضوي .
واضافت : اما من الجانب النفسي فبالتأكيد للسمنة تأثير فالانسان عندما يكبر يستمر يسمن ، وهذا يؤثر على عطائه وعلى دراسته ، واصدقائه يمزحون معه ويقولون له (دبدوب) فيشعر بالحزن، كما انه يرى نفسه ليس مثل اقرانه يشارك في الالعاب ويركض، فيفضل من الان وتفاديًا لكل ذلك يجب عمل برنامج غذائي لانقاص وزن الطفل السمين وتجنيبه الامراض الجسدية والنفسية.
التعليقات