على الرغم من تقدّم حزب المحافظين في الانتخابات البريطانية، إلا أنّ ذلك لن يتيح له تحقيق الأغلبية، ما يدفع البلاد نحو برلمانيوصف بـquot;المعلقquot;يقضي بأن يحاول غوردن براون كرئيس للوزراء منتهية ولايته تشكيل حكومة الا اذا قرر الاستقالة. ووسط مخاوف من مازق سياسي، يراقب المستثمرون ما ستؤول اليه المفاوضات خلال الايام القليلة المقبلة آملين بان يتولى الحكومة رئيسًا سينقذ البلاد من العجز في الميزانية.
لندن: فاز المحافظون بزعامة ديفيد كاميرون في الانتخابات التشريعية البريطانية من دون أن يحققوا غالبية مطلقة تتيح لهم تشكيل الحكومة، متقدمين على حزبي العمال بزعامة غوردن براون والاحرار الديموقراطيين بزعامة نيك كليغ، وفق ما اظهر استطلاع للراي لدى الخروج من مراكز الاقتراع.
ودعي اكثر من 45 مليون بريطاني الى مكاتب الاقتراع الخمسين الفًا للاختيار من بين 4149 مرشحًا يطمحون لدخول البرلمان. وجرت انتخابات محلية في الوقت نفسه في قسم من بريطانيا. وتعين على الناخبين ان يتوجهوا احيانًا الى مكاتب اقتراع غريبة جدًّا مثل انكليسي ارمس، الحانة الفخمة في ساوث كينسنغتون في لندن.
وبعد فرز أصوات607 مقاعد من أصل 650 في البرلمان،حصل حزب المحافظين الذي يقوده ديفيد كاميرون على 288 مقعدا (36,2%)، وحصل حزب العمال بزعامة غوردن براون على241 مقعدا (29%) . أما الحزب الليبرالي الديموقراطي بقيادة نيك كليغ فقد حصد51 مقعدا (22,9%)
ـ عندما يعجز اي حزب عن الفوز بأغلبية مقاعد مجلس العموم المؤلف من 650 مقعدًا، ما يمنع الحزب من تمرير القوانين التي يريدها في المجلس.
ـ بحسب العرف، يحق لرئيس الوزراء الذي يشغل المقعد، غوردن براون، أن يمنح الفرصة الأولى لكي يطلب دعم احزاب اخرى ويؤلف حكومة ائتلافية، او يعقد معها اتفاقًا تدعم معه سياساته لكي يتمكن من تمرير الحكومة في البرلمان. وقد يكون ذلك مثيرًا للجدل، لأن حزب العمال الذي يرأسه براون من المتوقع ان يحل في المرتبة الثانية او حتى الثالثة على المستوى الوطني.
ـ الأكثر ترجيحا ان يقدم براون استقالته من رئاسة الحكومة. الا انه يمكنه ان يتمسك بالبقاء حتى يوم 18 مايو (أيار) يوم انعقاد البرلمان، ولكن المعارضة قد تحاول ان تبني حركة اعتراضية لعدم منح الثقة بحكومته، او ببساطة ان تصوت ضد اول قانون تشريعي يطرحه في 25 مايو (أيار). وفي هذه المرحلة، او حتى قبلها، يقدم براون استقالته، وتدعو الملكة زعيم أكبر كتلة نيابية لتشكيل حكومته، اي ديفيد كاميرون كما رجحت استطلاعات الرأي.
ـ سيكون لديه خيارات متعدّدة استنادًا الى عدد المقاعد التي تنقصه لكي يصل الى الاغلبية. قد يحاول تشكيل ائتلاف مع الديمقراطيين الاحرار، او الاحزاب الصغيرة الاخرى، بحسب المقاعد التي يحتاجها. او يمكنه ان يشكل حكومة أقلية، تكون حياتها قصيرة لأن خصومه سيحاولون اسقاط مشاريعه في البرلمان لاجباره على الدعوة لانتخابات جديدة. وقد يراهن كاميرون على ان خصومه لا يريدون انتخابات سريعة جدا، لان ذلك قد يغضب الناخبين، كما انهم تنقصهم الاموال لكي يقودوا حملة انتخابية اخرى بهذه السرعة. الا ان مهمة كاميرون ستكون صعبة لتمرير قوانينه، ما سيدفعه للدعوة لانتخابات عامة خلال 6 اشهر الى سنة على ابعد تقدير.
ـ بعد انتخابات فبراير (شباط) 1974، أمضى رئيس الوزراء الذي كان في الحكم، المحافظ ادوارد هيث، 4 ايام يحاول ان يبني ائتلافا، لكنه فشل واستقال. عندها دعي حزب العمال الذي كان لديه اكبر عدد من المقاعد، الى تشكيل حكومته. فشكل حكومة أقلية دامت 7 أشهر فقط، دعا بعدها الى انتخابات أخرى، وتمكن من الفوز بالاغلبية بفارق 3 مقاعد فقط.
وحصل الحزب الوحدوي الديموقراطي (بروتستانتي لايرلندا الشمالية) علىثمانية مقاعد (0,6%) والحزب الوطني الاسكتلندي علىستة مقاعد (1,7%)، والشين فين (كاثوليكي ايرلندا الشمالية) علىاربعة مقاعد (0,5%)، وحزب بليد سيمرو (قومي لويلز) علىثلاثة مقاعد (0,6%)، والحزب القومي لايرلندا الشمالية علىثلاثة مقاعد (0,4%) وحزب الخضر او دعاة حماية البيئة علىمقعد واحد (0,9%)، وحزب التحالف (ايرلندا الشمالي غير طائفي) علىمقعد واحد (0,2%)، وحصدت احزاب اخرى مقعد واحد (1%).
وبلغت نسبة المشاركة 65,1% (مقابل 61% في انتخابات 2005)، في المجلس المنتهية ولايته كان حزب العمال يشغل 345 مقعدا وحزب المحافظين 193 مقعدا والليبراليون الديموقراطيون على 63 مقعدا.
واظهر استطلاع نشرته شبكات quot;بي بي سيquot; وquot;سكاي نيوزquot; وquot;اي تي فيquot; ان المحافظين فازوا ب307 مقاعد في مجلس العموم، وهو عدد ادنى من الغالبية المطلقة البالغة 326 نائبا من اصل 650. وفاز حزب العمال الذي يحكم بريطانيا منذ 13 عاما ب255 مقعدا وحل في المرتبة الثانية.
من جهتهم، حصل الاحرار الديموقراطيون الذين حققوا اختراقا في الاستطلاعات خلال الحملة الانتخابية بفضل شعبية زعيمهم نيك كليغ على 59 مقعدا. وهذه النتائج، في حال تاكدت، ستشكل تراجعا مفاجئا للاحرار الديموقراطيين الذين كان لهم 63 مقعدا في مجلس العموم المنتهية ولايته.
وهذا الوضع الذي يطلق عليه اسم البرلمان المعلق، هو نادر جدا في المملكة المتحدة حيث النظام الانتخابي يعطي الافضلية للحزبين. ويعود اخر برلمان معلق الى العام 1974. ورغم حلوله في المرتبة الثانية، فان رئيس الوزراء غوردن براون قد يستقيل او يبقى في منصبه ويحاول تشكيل حكومة ائتلافية مع الاحرار الديموقراطيين.
وفي مجلس العموم المنتهية ولايته، يتمتع العمال الذين يحكمون بريطانيا منذ 13 عاما، بغالبية مريحة من 345 نائبا مقابل 193 للمحافظين و63 للاحرار الديموقراطيين. ونشرت استطلاعات الناخبين بعد اقفال مراكز الاقتراع عند الساعة 21:00 ت غ. وستبدأ النتائج الرسمية بالظهور بعد ساعة على اقفال مراكز الاقتراع. ولكن النتائج النهائية الكاملة لن تعرف قبل مساء الجمعة. وتقف بريطانيا على أبواب مرحلة سياسية حساسة فيما تعيش البلاد اوضاعًا اقتصادية حرجة.
وفي وقت سابق قال متحدث باسم حزب المحافظين ان الحزب سيكون لديه quot;اساس للحكمquot; اذا صحت تنبؤات أولية بفوزه بنحو 305 مقاعد وهو ما يقل عن العدد اللازم للاغلبية المطلقة وقدرها 326 مقعدا
ومع بدء نشر النتائج الاولية، وعد غوردون براون رئيس الوزراء البريطاني بـquot;لعب دوره كي تكون لبريطانيا حكومة قوية ومستقرةquot; في وقت تحدث فيه عدد كبير من وزراء حزب العمل عن امكانية حصول ائتلاف مع الليبراليين الديمقراطيين بعد الانتخابات. وقال براون quot;واجبي تجاه البلاد بعد هذه الانتخابات، هو ان العب دوري كي تكون لبريطانيا حكومة قوية ومستقرةquot;. وكان براون يتحدث في دائرته الانتخابية كيرككالدي وكاودينبيث (اسكتلندا) بعيد الاعلان عن اعادة انتخابه نائبًا للمرة السابعة على التوالي.
وكان استطلاع لرأي الناخبين نشرته شبكات بي بي سي وسكاي نيوز واي تي في ان في نهاية التصويت مساء الخميس افاد بأن حزب المحافظين المعارض سيحصل على 305 مقاعد في البرلمان اي 95 مقعدا اضافيا عما حققه في انتخابات العام 2005، اما حزب العمال الحاكم فقد احرز 255 مقعدًا خاسرًا 94، اما الديمقراطيون الاحرار فقد يحصلون على 61 مقعدًا.
وهذه النتائج، في حال تأكدت، ستشكل تراجعًا مفاجئًا للاحرار الديمقراطيين الذين كان لهم 63 مقعدًا في مجلس العموم المنتهية ولايته. وبعيد اعلان نتائج الاستطلاعات لدى الخروج من مراكز الاقتراع، تراجعت قيمة الجنيه الاسترليني مساء الخميس وسط مخاوف من مأزق سياسي.
فقرابة الساعة 21,15 ت غ، بلغ سعر العملة البريطانية 85,77 بنسا مقابل اليورو بعدما كان 84,82 بنسا مساء الاربعاء. هذا الوضع لن يتيح لكاميرون تشكيل حكومة في شكل فوري. فالاعراف، في غياب الدستور المكتوب في بريطانيا، تقضي بان يحاول غوردن براون كرئيس للوزراء منتهية ولايته تشكيل حكومة الا اذا قرر الاستقالة.
وبذلك، سيلتفت براون الى الاحرار الديموقراطيين ليرى ما اذا كان قادرًا على تشكيل ائتلاف معهم، وخصوصا ان الحزبين معا سيكون لهما عدد من المقاعد يفوق تلك التي حصدها المحافظون وحدهم في حال تاكدت نتائج الاستطلاع. وكان نيك كليغ اعلن خلال الحملة الانتخابية انه قد يقبل التعاون مع حزب العمال، لكنه سيواجه صعوبة في التعامل مع براون.
من ناحيته، قال وزير الداخلية الن جونسون انه لا يرى quot;اية مشكلةquot; في احتمال حصول تحالف مع الليبراليين. واضاف quot;في حال كانت ارادة الشعب بان لا يحصل اي حزب على الاغلبية المطلقة فهنا يجب ان نكون سياسيين ناضجين. اعتقد ان لنا اشياء كثيرة مشتركةquot; مع الليبراليين الديمقراطيين متحدثًا خصوصًا عن اصلاح انتخابي يريده الحزبان رافضًا الاقرار بهزيمة حزبه.
اما المتحدثة باسم المحافظين تيريزا ماي فقد رفضت بقاء العمال في السلطة. وقالت quot;في حال كانت الاستطلاعات صحيحة فاعتقد ان هذا الامر يظهر تراجعًا واضحًا لغوردون براون. اعتقد ان ذلك يظهر ان حزب العمال فقد اي شرعية للحكمquot; معتبرة ان بقاء العمال في السلطة سيكون quot;استثنائيًّاquot; بعد quot;اسوأ رقم انتخابي حققوه منذ العام 1931quot;.
من ناحيتهم، لم يشأ الليبراليون الديموقراطيون الالتزام بامكانية حصول تفاهم مع العمال او مع المحافظين. وقال النائب الليبرالي اد دافاي لمحطة quot;بي بي سيquot; ان quot;نيك كليغ (زعيم الحزب) قال بكل وضوح اننا نريد انتظار النتائج. الناخبون هم الذين يصنعون الملكquot;.
وفي حال اختار براون الاستقالة، سيكون كاميرون في موقع يؤهله للوصول الى داوننغ ستريت، اما عبر التوافق مع الاحرار الديمقراطيين او مع احزاب صغيرة مثل الحزب الوحدوي الايرلندي واما عبر تشكيل حكومة اقلية.
وقال ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين المعارض في بريطانيا يوم الجمعة ان حزب العمال الحاكم فقد تفويضه لحكم البلاد. وقال بعد الفوز في دائرته الانتخابية quot;اعتقد انه بات واضحًا ان حكومة العمال فقدت تفويضها لحكم بلدنا.quot;
التعليقات