إيلاف: أدلى التونسيون يوم الأحد 23 أكتوبر/ تشرين الأول بأصواتهم في انتخابات quot;تاريخيةquot; ستفضي إلى تشكيل مجلس تأسيسيّ مهمته الأساسية صياغة دستور quot;الجمهورية الثانيةquot;.
الانتخابات التونسية تعتبر أول انتخابات منذ اندلاع quot;الربيع العربيquot; بإحراق محمد البوعزيزي الشاب العاطل عن العمل لنفسه، ومن المتوقع أن يمتدّ تأثيرها إلى خارج تونس، إذ أنها ستكون محددا لبقية الأقطار سواء تلك التي تخلصت من حكامها المستبدين أو تلك التي تكابد للتخلص منهم، فنجاحها سيعطي دفعا للثوار في بلدان أخرى، وفشلها قد يحبط عزائمهم.
لم يأت الأحد 23 أكتوبر الذي يعتبره التونسيون يوم quot;عرس الديمقراطيةquot; من عدم، فقد سبقته تضحيات عديدة، ففي الرابع عشر من يناير 2011 هرب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي إلى السعودية تحت ضغط الشارع المطالب بتنحيه مخلفا أكثر من 300 ضحية وخسائر جسيمة، ولكنّ توقيت رحيله لم يتزامن مع الإعلان عن الإعداد لانتخابات المجلس التأسيسيّ الذي ظلّ الفريق الحاكم حينها يتنصّل من الإقرار به رغم أنه من المطالب الأساسية للثوار.
في 27 من فبراير 2001 استقال محمد الغنوشي الذي كان من المقربين لبن علي من رئاسة الحكومة تحت ضغط الشارع أيضا، فيما بات يعرف باعتصام (القصبة 2)، وحينها فقط، تولى الباجي قائد السبسي رئاسة الحكومة الانتقالية وأعلن عن تنظيم انتخابات مجلس وطني تأسيسي يوم 24 يوليو، تأجلت فيما بعد إلى 23 أكتوبر، فتنفّس التونسيون الصعداء.
وشهدت تونس استقطابا حادا طول الفترة الماضية بين الإسلاميين والحداثيين، إذ حاول الفريق الأول طمأنة الشعب التونسي بأنه البديل عن نظام بن علي الديكتاتوريّ، في حين أبدى الفريق الثاني تخوفه من استبدال ديكتاتورية علمانية بأخرى دينية، فيستوي الحال أو يزداد سوءا.
و(إيلاف) التي تابعت سقوط quot;الديكتاتور الصغيرquot; اعتمادا على شبكة مراسليها في تونس ومصادر أخرى، واصلت متابعة تداعيات سقوط نظام بن علي على تونس وعلى المنطقة، وغطت انتخابات المجلس التأسيسي، منذ الدعوة إليه مرورا بمراحل الإعداد المختلفة والترشح والدعاية، وحتى إعلان النتائج التي يتوقع أن يكون للإسلاميين نصيب وافر فيها.
فكان الملفّ التالي:
التعليقات