تاريخ النشر: الجمعة 23 ديسمبر 2011 - 9.15 غرينتش
آخر تحديث: الجمعة 23 ديسمبر 2011 - 18.00 غرينتش
زار وفد من مسؤولي الجامعة العربية موقعي التفجيرين اللذين هزّا دمشق الجمعة وخلّفا أكثر من 40 قتيلا ومئات الجرحى، يأتي ذلك فيما اتهم عمار قربي رئيس المؤتمر السوري للتغيير في إفادات لـ(إيلاف) النظام بتدبير الانفجارين مشيرا إلى احتمال أن يكون ضحايا التفجيرات من المعتقلين السياسيين.
صور نشرتها وكالة الانباء السورية quot;ساناquot;لموقع الإنفجارين |
بهية مارديني من القاهرة، وكالات دمشق: اتهم المجلس الوطني السوري المعارض نظام الرئيس بشار الاسد بتدبير الهجومين اللذين استهدفا الجمعة مقرات امنية في دمشق واوقعا بحسب السلطات السورية اربعين قتيلا وعشرات الجرحى.
وقال المجلس في بيان على موقعه quot;ان النظام السوري وحده يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرين الإرهابيين مع أجهزته الأمنية الدموية التي أرادت أن توجه رسالة تحذير للمراقبين (العرب) بعدم الاقتراب من المقرات الأمنية وأخرى للعالم بأن النظام يواجه خطرا خارجيا وليس ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامةquot;.
واضاف البيان quot;إن التفجيرين اللذين حدثا في وقت متقارب، تزامنا مع بدء وصول المراقبين العرب للكشف عن جرائم النظام وعمليات القتل التي يقوم بها بحق المدنيين والمتظاهرين السلميين في سورياquot;.
كما اتهم المجلس الوطني النظام السوري بquot;نقل آلاف المعتقلين إلى مقرات عسكرية محصنة، وتحذير الأطباء والعاملين في المشافي من الإدلاء بأي تصريحات للمراقبين العرب، ومحاولة إخفاء أي آثار تدل على حدوث عمليات قتل أو تعذيب أو مقابر جماعية يتم فيها إخفاء الذين يتم قتلهم على أيدي زبانية النظامquot;.
وتابع البيان quot;ان الشهداء الذين سقطوا اليوم هم جزء من ثمن الحرية التي يدفعه السوريون للتخلص من نظام الاستبداد والجريمة، وسيحاسب الذين ارتكبوا تلك الأعمال أمام العدالة، ولن يجدي النظام نفعا أي محاولة للتعمية عن جرائمهquot;.
كما اتهم النظام بالتخطيط quot;لارتكاب مزيد من عمليات التفجير في سوريا بهدف إشاعة أجواء من الرعب والفوضى، ومنع المراقبين العرب من الوصول إلى الحقائق التي باتت معروفة لدى الرأي العام في سوريا وفي العالم أجمعquot;.
واتهمت السلطات السورية تنظيم القاعدة بالوقوف وراء التفجيرين اللذين استهدفا مقر جهاز امن الدولة ومبنى المخابرات في حي كفرسوسة في دمشق معلنة انهما اوقعا 40 قتيلا وعشرات الجرحى.
من جانبه، إتهم عمار قربي رئيس المؤتمر السوري للتغيير (أنطاليا) في تصريح خاص لـquot;إيلافquot; النظام السوري بتنفيذ تفجيري دمشق، واعتبرهما quot;أمرا متوقعاquot; ، مبرراً أن التفجيرات quot;كانت مخططة بالتزامن مع وصول مقدمة بعثة المراقبين العربquot; ، لافتا إلى quot;تهديد وزير الخارجية السوري في مؤتمره الصحافي الأخير بأن البعثة ستجد عصابات مسلحة إرهابية تؤكد رواية النظامquot;.
وأكد القربيquot; أن كمية المادة التفجيرية التي تم استخدامها لا يمكن الا أن يملكها نظام كالنظام السوريquot;.
وأوضح أن quot;التفجيرين وقعا صباح يوم الجمعة حيث تنخفض الحركة المرورية في المنطقة مما يتيح للنظام وضع السيناريو الذي يريدهquot;.
وأضاف: quot;زيارة وفد من المراقبين العرب مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى مكان التفجير يضر بمصداقية بعثة المراقبينquot;.
وأشار إلى انهquot; مهما كانت هوية الضحايا سواء من المارة أو الأمن السوري فنحن نترحّم على ضحايا التفجيرين، ولكن مخاوفنا تزداد في أن يكون الضحايا الذين قتلوا في التفجيرين من المعتقلين على خلفية الثورة السورية، وخاصة في ظل عدم نشر أية قائمة بأسماء الضحايا والحديث عن أن أغلب الضحايا من المدنيينquot;.
وأشار القربي إلىquot; التناغم اللبناني السوري، فلبنان يحذّر سوريا من تسلل القاعدة والنظام السوري يتهم القاعدة بتنفيذ التفجيرينquot;.
من جانبه قال شلال كدو القيادي في الحزب اليساري الكردي في سوريا في تصريح خاص لـquot;إيلافquot; أن التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا إدارة أمن الدولة في كفر سوسة، إلى جانب فرع المنطقة الأمني قرب إدارة الجمارك العامة في قلب العاصمة السورية دمشق، واللذين تزامنا مع وصول المراقبين العرب quot;يوحي بأن الأزمة في سوريا باتت تأخذ منحىً أكثر دموية من ذي قبل، وان النظام سوف يستخدم كافة الأوراق الأمنية التي بحوزته من الآن فصاعداًquot;.
واعتبر أنه مما لا شك فيه quot;ان توقيت التفجيرين الإرهابيين له علاقة وطيدة بوصول مراقبي جامعة الدول العربية إلى دمشق، مع الأخذ بالاعتبار أن العمليتين الانتحاريتين جاءتا في يوم عطلة رسمية، ويفترض ان تكون الفروع الأمنية كغيرها من المؤسسات الحكومية في عطلة رسمية، مما يعزز الاعتقاد بأن التفجيرين عبارة عن رسالتين سياسيتين للمراقبين أنفسهم، وذلك لتعقيد المشهد أمامهم أكثر فأكثرquot;.
ورأى كدوquot; أن المشهد الأمني في سوريا ليس على هذه الدرجة الكبيرة من التعقيد، وان النظامما زال قوياً من الناحية الأمنية، خاصة وانه يتمسّك بكافة المفاصل الأمنية والعسكرية في البلاد، وهو ليس في وضع يسمح بمرور سيارات مفخخة إلى الأماكن الحساسة في العاصمة، وتفجيرها بهذا الشكل الذي رأيناه اليوم الجمعةquot;.
وأكد كدو أنّ quot; النظام السوري له ارث كبير في التضليل واختلاق الأحداث لدرجة بات المرء لا يصدق حتى الحقائق الساطعة اذا كانت صادرة من الإعلام الرسمي السوري نظراً لتشويه سمعته بين مختلف أوساط الرأي العام ولبعده عن الحقيقية والخبر اليقين ليس في سوريا وحدها فحسب بل في مختلف مناطق العالمquot;.
وهز دمشق صباح اليوم تفجيران في الساعة العاشرة والربع بتوقيت دمشق وأعلنت وكالة الأنباء السورية quot;ساناquot; أن عمليتين إرهابيتين نفذهما انتحاريان بسيارتين مفخختين استهدفا إدارة أمن الدولة وأحد الأفرع الأمنية في دمشق.
وأكدت سانا quot;سقوط 40 شخصا من الشهداء المدنيين والعسكريين وغالبية الشهداء من المدنيينquot;.
وأشارت التحقيقات الأولية ، بحسب سانا، إلى أن العمليتين الإرهابيتين من أعمال تنظيم القاعدة.
في المقابل كثفت دمشق قمعها بالتزامن مع وصول بعثة المراقبين حيث قصفت القرى في جبل الزاوية حول أدلب كما كثفتاعتقالاتها حيث تم اعتقال الطالب الجامعي حسن محمود الصبيحي أحد أبناء داعل في درعا وهو طالب جامعي في كلية الهندسة المدنية بجامعة حمص سنة ثانية أثناء تواجده في السكن الجامعي بحمص وذلك دوناً عن بقية زملائه الطلاب يوم الخميس 22/12/2011 الساعة الثالثة عصراً وتم اقتياده إلى جهة غير معلومة علماً بأنه لا توجد أنشطة وفعاليات ثورية للطلبة في المدينة الجامعية ولا توجد أية تحركات طلابية تثير حفيظة الأجهزة المنتشرة في الجامعة.
تفجيرات دامية
قالت قناة الدنيا التلفزيونية السورية إن 40 قتلوا وأصيب 100 في تفجيرين وقعا في دمشق اليوم الجمعة وذلك نقلا عن أحد مراسليها في الموقع.
وأضافت القناة أن معظم الضحايا في التفجيرين اللذين وقعا قرب موقعين أمنيين في العاصمة من المدنيين.
وقد دان الرئيس اللبناني ميشال سليمان في اتصال هاتفي مع الرئيس السوري بشار الاسد الانفجار، معتبرا انه يستهدف quot;خربطة الحل العربيquot;، بحسب ما جاء في بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية.
وذكر البيان ان سليمان اجرى اتصالا بالرئيس السوري quot;دان في خلاله التفجير الارهابي الذي وقع في العاصمة السوريةquot;.
واعتبر سليمان ان تزامن الانفجار quot;مع وصول طلائع المراقبين الى سوريا يهدف الى خربطة الحل العربي الذي تم الاتفاق عليه بين سوريا والجامعة العربيةquot;.
وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أكد الجمعة ان اكثر من ثلاثين شخصا قتلوا وجرح اكثر من مئة آخرين في هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفا مركزين للأمن في دمشق.
وقال المقداد للصحافيين في موقع احد الهجومين quot;سقط اكثر من ثلاثين قتيلا واكثر من مئة جريح في اعتداءي اليومquot;.
واضاف quot;في اليوم الاول من وصول المراقبين العرب، انها اول هدية من الارهاب والقاعدة لكننا سنسهّل الى ابعد حد مهمة الجامعة العربيةquot;.
وتابع المقداد ان quot;الارهاب اراد ان يكون اليوم الاول للمراقبين في دمشق يوما مأسويا لكن الشعب السوري سيواجه آلة القتل التي يدعمها الاوروبيون والاميركيون وبعض الاطراف العربيةquot;.
وكان المقداد برفقة سمير سيف اليزل مساعد الامين العام للجامعة العربية ورئيس البعثة التي ستعد لقدوم المراقبين العرب ووصلت امس الى العاصمة السورية.
في هذا الوقت كان التلفزيون الحكومي السوري أعلن ان quot;عددا من الشهداء المدنيين والعسكريينquot; سقطوا في التفجيرين اللذين استهدفا صباح اليوم الجمعة مقرين امنيين في دمشق.
وقال التلفزيون ان quot;عددا من الشهداء العسكريين والمدنيين قتلوا في عمليتين ارهابيتين نفذهما انتحاريان بسيارتين مفخختين واستهدفا مقرا ادارة المخابرات العامة واحد الافرع الامنيةquot; السورية.
وكان التلفزيون السوري اعلن ان quot;عمليتين ارهابيتين وقعتا في دمشق احداهما تستهدف امن الدولة والاخرى احد الافرع الامنية والتحقيقات الاولية تشير الى انها من اعمال تنظيم القاعدةquot;.
من جهته قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان quot;انفجارين وقعا في العاصمة السورية تبعهما صوت اطلاق رصاص كثيف في محيط مبنى ادارة المخابرات العامةquot; في كفرسوسة جنوب دمشق.
وأظهرت مشاهد بثها التلفزيون السوري جثثا متفحمة وأخرى متشظية، ودمارا كبيرا في الأبنية والسيارات والممتلكات، فيما لم يظهر التلفزيون صور السيارتين المفخختين اللتين قال النظام إن انتحاريين اثنين فجراهما.
واتهم معارض سوري النظام اللبناني بالتواطؤ مع نظيره السوري في هذه الجريمة عندما يجري الترويج أولا لتسلل عناصر قاعدة إلى سوريا ثم إحداث انفجارات في دمشق ولصقها بالتنظيم الذي لم يعرف عنه أي نشاط داخل سورية سابقا.
كما شككت أوساط المعارضة بإمكانية وصول سيارات مفخخة إلى قرب الأجهزة الأمنية التي تشهد عادة مراقبة أمنية مكثفة على مدار الساعة.
وأعربت أوساط المعارضة عن خشيتها أن يكون النظام بفعلته هذه يريد التغطية على من قام بتصفيتهم سابقا من المعتقلين، خاصة وأن النظام أعلن أن أحد الانفجارين استهدف مقر مخابرات يتم احتجاز المعتقلين فيه عادة.
ويأتي الهجومان غداة وصول طلائع بعثة المراقبين العرب الى سوريا برئاسة المسؤول في الجامعة العربية سمير سيف اليزل لتسوية المسائل اللوجستية والتنظيمية تمهيدا لوصول بين ثلاثين وخمسين مراقبا عربيا الاحد، بموجب البروتوكول الموقع بين سوريا والجامعة العربية.
ودعا ناشطو المعارضة السورية الى التظاهر الجمعة تحت شعار quot;بروتوكول الموتquot; للتنديد بمهمة مراقبي الجامعة العربية الذين بدأوا الانتشار في سوريا والتي يعتبرونها quot;مناورةquot; من النظام.
حزب الله يتهم الولايات المتحدة
على صعيد آخر دان حزب الله التفجيرين اللذين وقعا في دمشق اليوم الجمعة، متهما الولايات المتحدة التي وصفها quot;بأم الارهابquot;، بالوقوف وراءهما ووراء التفجيرات التي وقعت امس في بغداد، وذلك quot;انتقاما لهزيمتها في العراقquot;.
وقال حزب الله في بيان ان quot;الجريمة الإرهابية المروعة التي ارتكبها اعداء الانسانية في مدينة دمشق قبل ظهر اليوم تأتي بعد يوم واحد من التفجيرات المنسّقة التي استهدفت بغداد والمدن العراقية الاخرى، ما يوحي بأن القوى المتضررة من الهزيمة الكبرى التي لحقت بالولايات المتحدة وأدت الى خروج قواتها ذليلة من العراق، بدأت بعملية انتقام دموية جبانةquot;.
واشار الى ان هذه العملية تستهدف quot;كل القوى والدول التي كان لها موقف واضح من الاحتلال الاميركيquot;.
وقال البيان ان quot;هذه التفجيرات التي اسفرت عن استشهاد وجرح عشرات الاشخاص، معظمهم من النساء والاطفال، هي من اختصاص الولايات المتحدة ام الارهاب، وأصابعها الممتدة في منطقتنا والمتخصصة في استهداف الابرياء وقتلهم وترهيبهم، لدفعهم الى الانصياع للسياسة الاميركيةquot;.
ودان حزب الله quot;الجريمة الفظيعةquot; في دمشق، مؤكدا ان quot;مثل هذه الجرائم الارهابية لن تفتّ في عضد القوى المقاومة والممانعة، ولن تعطي الأميركيين والصهاينة وحلفاءهم في المنطقة الفرصة لتمرير مخططاتهم الخبيثة على حساب حقوق أمتناquot;.
واشنطن تدين تفجيرات دمشق وترى مع ذلك انها لا ينبغي ان تعرقل عمل بعثة المراقبين العرب
وقد ادانت الادارة الاميركية الجمعة تفجيرات دمشق معتبرة مع ذلك انها لا ينبغي ان تعيق عمل بعثة المراقبين العرب التي تتقصى الحقائق بشأن قمع حركة الاحتجاج في سوريا.
وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية ان quot;الولايات المتحدة تدين الاعتداءات باقصى قوةquot; حيث ان quot;لا شيء على الاطلاق يبرر الارهابquot;.
وذكر تونر بان الادارة الاميركية ادانت العنف في سوريا ايا كان مصدره وكذلك quot;الاشهر التسعة الطويلة التي مارس فيها نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد التعذيب والعنف لقمع تطلعات الشعب السوري الى تغيير سياسي سلميquot;.
وغداة وصول طليعة المراقبين العرب بموجب اتفاق مع الجامعة العربية رأت واشنطن انه quot;من الضروري الا تعيق التفجيرات عمل البعثة الفائق الاهميةquot;.
وتابع تونر quot;نأمل ان تستمر هذه المهمة من دون عراقيل وسط اجواء من اللاعنف. وعلى النظام التعاون سريعا وبالكامل مع بعثة المراقبينquot;.
التعليقات