رفعت الأسد عم الرئيسي السوري بشار الأسد

بعد أكثر من ربع قرن من التمتع في منفاه الأوروبي الفاخر الذي فرضه على نفسه، ظهر رفعت الأسد، عم الرئيس السوري بشار الاسد في باريس يوم 13 تشرين الثاني/نوفمبر معلناً عن تأسيس المجلس الوطني الديمقراطي السوري، منظمة جديدة للمعارضة السورية، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ بداية الثورة السورية منذ تسعة اشهر، والتي خلفت أكثر من 3000 قتيل.


على الرغم من الروابط الأسرية التي تجمعه بالرئيس السوري بشار الأسد، يحاول رفعت الاسد الابتعاد أكبر مسافة ممكنة عن النظام السوري، متعهداً بسحق عائلة الأسد التي حكمت سوريا لأكثر من أربعين عاماً.

ويقول رفعت الأسد إن منظمته ستقاتل الحركة الإسلامية المتنامية في سوريا، بما في ذلك جماعة الاخوان المسلمين والأحزاب السلفية. لكن على الرغم من الإعلان عن تأسيس المجلس الوطني الديمقراطي، يبدو أن الأسد العم يواجه صعوبة في تحديد برنامج المنظمة وأهدافها.

وفي مقابلة مع صحيفة الـ quot;تايمquot;، أجاب رفعت الاسد خلال 90 دقيقة عن عدد كبير من الاسئلة التي وجهتها له الصحيفة، مشيراً إلى أنه يؤيد ويدعم التدخل العربي في سوريا، لكنه لا يرحب بأي تدخل من دول غير عربية.

ورفعت الاسد (74 عاماً) هو الشقيق الأصغر للرئيس السوري السابق حافظ الأسد وعم الرئيس السوري الحالي بشار الأسد، وكان مسؤولاً عن سرايا الدفاع في الجيش السوري بين عامي 1966 و1984، والتي يعتقد أنها كانت من أقوى فرق الجيش وأقواها دعماً.

وبعد صراع على السلطة داخل الأسرة، انتقل رفعت الأسد إلى أوروبا عام 1984، لكنه يقول إنه ما زال يحظى بتأييد واسع quot;في كل قريةquot; في سوريا، وأن الناس يطالبونه بالعودة وتسلم السلطة بدلاً من ابن أخيه.

ويقول الأسد ان الأقليات هم المفتاح في سوريا، موضحاً أنه يهدف إلى الجمع بين المجموعات العرقية المنشقة، بما في ذلك المسيحيين والآشوريين، من أجل استعادة السلام.

وعلى الرغم من الانشقاقات الاخيرة داخل الجيش السوري، يقول رفعت الأسد انه ليس مهتماً في دعم قوات الامن المنشقة كوسيلة لاسقاط النظام.

وأشارت الصحيفة إلى أن رفعت الاسد شخصية نرجسية ويشير إلى نفسه بصيغة quot;الغائبquot; فيقول: quot;المنشقون عن الجيش اتصلوا برفعت الأسد، ومعظمهم طلب من رفعت الأسد أن يكون قائد حركتهمquot;، مشيراً إلى أن انشقاق الجيش سوف يعني بداية حرب اهلية.

وعلى الرغم من إطلاق منظمته في باريس، يقول الأسد إنه لم يتصل بالقادة الأوروبيين، الذين سارعوا في الاسابيع الاخيرة لمناقشة الأزمة المتصاعدة في سوريا مع جماعات معارضة في المنفى، مضيفاً: quot;هم (القادة الأوروبيون) يجب أن يأتوا إلى رفعت الأسدquot;.

ونقلت الصحيفة عن المراقبين السوريين قولهم إن الأسد العم لن يلعب دوراً فعالاً أو ايجابياً في سوريا، فقال سلمان الشيخ، مدير مركز بروكنجز الدوحة، الذي يتابع حركة المعارضة السورية إن رفعت الاسد quot;شخصية غير موثوقة من قبل الشعب وإنه يكره سوريا وشعبهاquot;، مشيراً إلى أن الاسد العم لن يصمد في سوريا لثانيتين.

ومع ذلك، يقول الشيخ أن رفعت الاسد قد يحظى بشعبية في أوساط العلويين، الطائفة الأقلية التي تحكم سوريا، والذين يخشون الآن من أن يتعرضوا لأعمال عنف في حال سقوط نظام الأسد.

لكن هذا الدعم، برأي سلمان الشيخ، لن يكون مقبولاً من قبل الشعب السوري، quot;لأن رفعت الأسد شخصية فاسدة جداً ولديه تاريخ طويل في الفساد في سوريا فهو من الذين نهبوا البلادquot;، كما يقول، في اشارة الى اتهامات من قبل نظام دمشق بسرقة مبالغ كبيرة من البنك المركزي السوري قبل أن يلجأ إلى أوروبا.

وبعيداً عن علاقاته الأسرية وثروته الطائلة، يبدو أن رفعت الأسد يواجه عائقاً أكبر وأكثر جدية سيمنعه من العودة إلى سوريا، وهو ما يقال عن تورطه في واحدة من أكبر المجازر في سوريا، وتحديداً في مدينة حماة عام 1982، عندما سحقت قوات الامن تمرداً من جانب جماعة الاخوان المسلمين، في عهد الرئيس الراحل بشار الأسد.

وفي كتاب توماس فريدمان quot;من بيروت الى القدسquot; الذي صدر عام 1989، يقول الكاتب إن الضباط الذين كانوا تحت قيادة رفعت الأسد، اعترفوا بأن الأسد العم وجه لهم أوامر تقول: quot;لا أريد أن أرى بيتاً واحداً لا يحترقquot;، ومن ثم تفاخر، وفقاً لفريدمان، بأنه قتل المدنيين في حماه حيث قال أمام أحد رجال الأعمال اللبنانيين quot;قتلنا 38000 سوريquot;.

وبعد عقود، تشهد مدينة حماة مجزرة جديدة شبيهة بالتي شهدتها على يد الأسد الاب، حيث تطلق قوات الاسد الرصاص على المتظاهرين في المدينة. وعلى الرغم من مرور الوقت، يبدو ان نظرة رفعت الأسد لم تتغير تجاه هذه حماة، وعند سؤاله عن شعوره تجاه المشاهد شبه اليومية التي تظهر تعرض المتظاهرين السوريين لإطلاق النار في الشوارع، فقال: quot;لا أعتقد أن ابن أخي هو المسؤول، لأنه أضعف بكثير من أن يفعل لكquot;.

واضاف: quot;بشار يختلف كثيراً عن والده، فلو كان حافظ الاسد على قيد الحياة، لكان هناك 200.000 قتيل اليوم، كما أن قوات الأمن يشتكون من أن هذا الرجل ليس شجاعاً وليس زعيماًquot; مشيراً إلى أن الرئيس الاسد لا معنى له الآن، quot;فهو يقول ما يملى عليه فقطquot;.