جنديان تركيان يحرسان الحدود مع سوريا فيما تنتظر مجموعة من السوريين السماح لها بالدخول إلى الأراضي التركية

انطاكيا: دان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الجمعة quot;المجازر ضد الابرياءquot; التي يرتكبها النظام السوري معتبرا ان quot;شرعيةquot; الرئيس بشار الاسد اصبحت موضع تساؤل.

وقال غيتس في مركز فكري في بروكسل ان quot;ازهاق حياة ابرياء يجب ان يكون مشكلة ومصدر قلق للجميعquot;. واضاف quot;اعتقد ان الجميع يجب ان يتساءلوا لمعرفة ما اذا كان الاسد يملك شرعية حكم بلده بعد هذا النوع من القتلquot;.

واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مساء الخميس، النظام السوري بارتكاب quot;فظاعةquot; وعدم التصرف بشكل quot;انسانيquot; حيال المحتجين، كما ذكرت وكالة انباء الاناضول.

ونقلت الوكالة الجمعة عن اردوغان قوله في مقابلة تلفزيونية مساء الخميس quot;تحدثت مع (الرئيس السوري بشار) الاسد قبل اربعة او خمسة ايام لكنهم (السوريون) يقللون من اهمية الوضع (...) وللاسف لا يتصرفون بشكل انسانيquot;.

ووصف الطريقة التي قتلت فيها قوات الامن السورية نساء بانها quot;فظاعةquot;، معتبرا بشكل عام ان قمع التظاهرات في سوريا quot;غير مقبولquot;.

واضاف انه في هذا الاطار، لا يمكن لتركيا ان تدافع عن سوريا.

وكان اردوغان الذي يقول انه quot;صديقquot; للاسد طلب مرات عدة اصلاحات عاجلة في سوريا في مواجهة الحركة الاحتاجاجية التي لا سابق لها في هذا البلد. لكنه لم يدع الى رحيل الرئيس السوري. وكرر اردوغان التأكيد ان تركيا ستبقي حدودها مفتوحة امام اللاجئين السوريين، لكنه اضاف quot;الى اين سيصل ذلك؟quot;.

ولجأ 2500 سوري الى جنوب تركيا، على حد قول وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو مساء الخميس. وقالت وكالة الاناضول ان 495 وصلوا ليلا واستقبلوا في مدينة كاربياز في محافظة هاتاي (جنوب). ويفر معظم اللاجئين من مدينة جسر الشغور التي تبعد حوالى اربعين كيلومترا عن الحدود التركية حيث قامت قوات الامن السورية بعمليات تمشيط في الايام الاخيرة.

واعلن التلفزيون الرسمي السوري ان الجيش السوري بدأ عملية عسكرية في منطقة جسر الشغور بمحافظة ادلب (300 كلم شمال دمشق). وقال التلفزيون ان الجيش بدأ هذه العملية quot;استجابة لنداء الاهالي (...) للسيطرة على القرى المحيطة والقبض على العصابات المسلحة التي روعت السكان وقامت بقتل عناصر من القوات الامنيةquot;.

وقتل اكثر من 1100 مدني واعتقل عشرة آلاف آخرين في قمع التظاهرات الاحتجاجية ضد النظام السوري منذ 15 آذار/مارس، كما تقول منظمات الدفاع عن حقوق الانسان. ويؤكد عدد من الجرحى السوريين الذين لجأوا الى تركيا لتلقي العلاج انهم تعرضوا لنيران جنود ايرانيين يشاركون في قمع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وتعود الوقائع الى 20 ايار/مايو خلال quot;اسبوع الحريةquot; الذي واجهته قوات الامن بقمع شديد في مدينة ادلب شمال غرب سوريا.

وروى مصطفى (23 عاما) وهو بائع معادن اصيب بالرصاص في ساقه اليسرى وذراعه اليمني ويعالج في احد مستشفيات انطاكيا جنوب تركيا quot;كنا نتظاهر الجمعة لدى الخروج من المسجد ونهتف شعارات مثل +ليسقط النظام+ فقطعت قوات الامن الطرق المؤدية الى المدينة واطلقت النار عليناquot;.

ويقول quot;كان هناك شرطيون باللباس المدني ولكن كان هناك ايضا جنود ايرانيونquot; مضيفا quot;رأيتهم بام عيني وكنا طلبنا منهم في اليوم السابق عدم مهاجمتنا لكنهم لا يتكلمون العربيةquot;.

واوضح quot;كانوا ملتحين في حين ان اطلاق اللحى ممنوع في الجيش السوريquot; مشيرا ايضا الى انهم يرتدون بزات سودات غير معروفة في سوريا.واعطى اكرم (17 عاما) الطالب الذي يعالج في مستشفى اخر من انطاكيا الوصف نفسه لquot;رجال باللباس الاسودquot; اطلقوا النار على سكان قريته القريبة من ادلب.

وقال الطالب الذي اصيب برصاصة في ساقه اليسرى quot;كانوا قناصة تحديدا ولم يكونوا يتكلمون العربية. كما انهم كانوا يحملون اسلحة من طراز لا نعرفهquot;. وهو يرى ان هوية هؤلاء القناصة لا تترك مجالا للشك quot;انهم ايرانيون من الباسيجquot;.

والباسيج تابعون للحرس الثوري الذراع المسلحة للنظام الايراني الى جانب الجيش النظامي. وفي المقابل يبدو فيليت (23 عاما) القادم من قرية اخرى قريبة من ادلب اكثر حذرا.

ويقول الطالب المصاب في ساقه اليمنى quot;لا يمكنني ان اجزم انهم كانوا ايرانيين، لكن من المؤكد انهم لم يكونوا سوريينquot;. كما اكد انهم لم يكونوا من quot;الشبيحةquot;، المسلحين السوريين الذين يرتدي بعضهم ملابس سوداء مضيفا quot;هؤلاء نعرفهم جيداquot;.

والمهاجمون بحسب وصف الطالب quot;كانوا يرتدون بزات سوداء وينتعلون احذية بيضاء وكانوا ملتحين وحليقي الرؤوسquot;. ويضيف quot;شاهدت سبعة او ثمانية منهم وانا انتشل الجرحى. هم الذين كانوا يطلقون النار مع الشرطيين باللباس المدني، فيما الجنود السوريون بقوا في الخلفquot; موضحا quot;كانوا طويلي القامة جسيمين ويحملون بنادق قناصةquot;.

ومن الصعب التثبت من صحة هذه الاقوال اذ يحظر على الصحافيين التنقل في سوريا. وكانت صحيفة واشنطن بوست نقلت في نهاية ايار/مايو عن مسؤولين اميركيين لم تكشف هويتهم ان ايران ترسل مدربين ومستشارين الى سوريا لمساعدة السلطات على قمع التظاهرات التي تهدد اكبر حليف لها في المنطقة.

واكدت الصحيفة ان ارسال المدربين والمستشارين الايرانيين يضاف الى المساعدة النظامية التي تقدمها طهران الى دمشق ولا تقتصر على معدات مكافحة الشغب، بل اجهزة متطورة للمراقبة تسمح لنظام بشار الاسد بملاحقة مستخدمي شبكتي فيسبوك وتويتر.

واضافت ان مراقبة اجهزة الكمبيوتر بفضل المساعدة الايرانية سمحت على ما يبدو بتوقيف مئات المعارضين في منازلهم في الاسابيع الاخيرة. وذكرت واشنطن بوست ان ضباطا من وحدات القدس القوات الخاصة التابعة لحراس الثورة الايرانية، لعبوا دورا اساسيا في القمع في سوريا منذ منتصف نيسان/ابريل الماضي.

كما تحدثت الصحف عن وجود مسلحين من حزب الله اللبناني في سوريا، بدون ان يكون من الممكن تاكيد الخبر. وندد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الثلاثاء امام البرلمان البريطاني بدور ايران في سوريا.

وقال quot;ان ايران تمارس قمعا وحشيا ضد قادة المعارضة لديها، وفي الوقت نفسه تقدم معدات ودعما فنيا لمساعدة النظام السوري على سحق الاحتجاجات في سوريا، وهذا غير مقبولquot;. ونفت ايران بشكل قاطع الخميس اي تدخل لها في سوريا.