دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما علناً الرئيس السوري بشار الأسد الى التنحي لينهي رسميًا التوجه الاميركي الى العمل مع النظام السوري، ويبدأ حملة جديدة هدفها عزل النظام المحاصر أصلاً وتشديد الضغط عليه.

وقال اوباما إن مستقبل سوريا يجب أن يقرره شعبها، ولكن الرئيس بشار الأسد يقف في الطريق. وأضاف أن دعوات الأسد إلى الحوار والاصلاح بدت دعوات فارغة في وقت يسجن مواطني شعبه ويعذبهم وينكل بهم. quot;وقد دأبنا على القول ان على الرئيس الأسد أن يقود انتقالاً ديمقراطيًا أو يتنحى عن الطريق. وهو لم يمارس هذه القيادة. فمن أجل الشعب السوري حان الوقت لتنحي الرئيس الأسدquot;.

وأكد اوباما أن الولايات المتحدة لن تفرض حلاً على سوريا، بل ستدعم مطلب الشعب السوري بالانتقال الديمقراطي من خلال تشديد الضغط على النظام وحلفائه. وأصدر لهذا الهدف أمرًا تنفيذيًا بتجميد كل ارصدة الحكومة السورية التي تصلها ولاية القضاء الاميركي على الفور ومنع تعامل المواطنين الاميركيين مع الحكومة السورية. كما تحظر العقوبات الجديدة استيراد المشتقات النفطية السورية الى الولايات المتحدة وتعامل الاميركيين مع شركات النفط السورية.

وتحدثت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مشددة على الطابع متعدد الأطراف لسياسة الادارة.

وقالت كلينتون إن الولايات المتحدة في الوقت الذي تشدد الضغط على نظام الأسد لتعطيل قدرته على تمويل حملته الدموية فانها ستتخذ خطوات للتخفيف من أي آثار غير مقصودة تتركها العقوبات على الشعب السوري.

وأضافت ان الادارة الاميركية ستواصل العمل مع المجتمع الدولي، لأن دولاً أخرى عليها ان تقدم دعمها وتتحرك إذا أُريد للشعب السوري ان يحقق اهدافه.

وكان كثير من المراقبين في واشنطن يتوقعون أن تدعو الإدارة الى تنحي الأسد الاسبوع الماضي، ولكن مجلة فورين بولسي نقلت عن مسؤولين أميركيين ان الإدارة كانت تحتاج إلى مزيد من الوقت لتحشيد دول أخرى إلى جانبها.

كما وزع البيت الأبيض يوم الخميس بيانات من رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر ومسؤولة السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون وبيانا ثلاثيا من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل كلها تدعو الى رحيل الأسد.

وقال ثلاثة مسؤولين اميركيين كبار في مؤتمر صحافي عبر دائرة الفيديو إن الادارة بدأت التحضير جديا لهذا الاعلان في الأول من آب/اغسطس. وفي ذلك اليوم الذي صادف بداية شهر رمضان اصبح واضحًا من تصعيد النظام حملة البطش بالمحتجين quot;ان وعوده بالاصلاح كانت اكذوبة وان صبرنا نفد معهquot;، على حد تعبير احد المسؤولين.

وقال المسؤول quot;إن التوقيت كان مدفوعا بالتنكيل المريع الذي يمارسه نظام الأسد والسعي الى بناء ائتلاف دولي يشاركنا دعوتنا الى رحيل الأسد اليومquot;.

وكان اوباما بحث الوضع في سوريا مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في 11 آب/اغسطس، ثم اجرى محادثات أخيرة مع عدة زعماء اوروبيين بينهم كاميرون في 13 آب/اغسطس.

في هذه الأثناء نقلت مجلة فورين بولسي عن مسؤول في الادارة ان السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد بقي على اتصال مع النظام السوري وكان يتحادث مع مسؤولين كبار في وزارة الخارجية السورية حتى الاسبوع الماضي.

السؤال الآن ماذا بعد؟ فالخطة الأساسية تهدف الى تشجيع الدول الاوروبية على الاحتذاء باميركا وقطع علاقاتها مع قطاع الطاقة السوري. وقدر مسؤول ان 90 في المئة من نفط سوريا يُصدر الى اوروبا.

وقال مسؤول إن من المتعذر التنبؤ بطول الفترة التي يستغرقها الانتقال والأرجح ألا يكون الانتقال سهلاً quot;لكننا على يقين بأن الأسد في طريقه الى الرحيل، وعلى يقين بأن تشديد الضغوط الدولية سيتواصل، ونحن على يقين بأن تشديد عزلته سيتواصل. وسنعمل مع حلفائنا وشركائنا ليتمكنوا من اتخاذ اجراءات اضافية فوق العقوبات الاضافية... وبذا نتوقع ان يمارس حلفاؤنا ضغوطا اضافيةquot;.

ولكن احدا من جميع هؤلاء المسؤولين لم يذهب الى حد التنبؤ باليوم الذي قد يسقط فيه نظام الأسد. وقال أحد المسؤولين quot;اننا نتوقع أن يواصل الشعب السوري نضاله وتضحياته، ولكن في هذا السياق يكون الأسد في طريقه إلى الرحيل. فالشعب السوري لن يقبل بحكمه بعد الآنquot;.

وسُئل المسؤولون الاميركيون إن كان خيار العمل العسكري لحماية المدنيين، كما في ليبيا، غير وارد في حالة سوريا. ونقلت مجلة فورين بولسي عن احد المسؤولين قوله في معرض الإجابة quot;لا أظن أن أحدا يعتقد أن هذا هو النهج المرغوب به في سوريا. وبالتالي فان أبسط طريقة للحسم هي أن يحقق الشعب السوري الانتقال الديمقراطي الذي يستحقه ويطالب بهquot;.