تسببت الثورة الجماهيرية التي تشهدها مصر الآن في إثارة الانقسام بين الساسة المحافظين في الولايات المتحدة بشأن الطريقة التي ينظرون من خلالها إلى تلك التظاهرات.


القاهرة: في الوقت الذي أكد فيه بعض من رموز quot;حزب الشايquot; الأميركي أن الثورة في مصر تمثل تهديداً للولايات المتحدة والنظام الرأسمالي، قال آخرون داخل مؤسسة الحزب الجمهوري إنها البداية على طريق نشر الحريةفي العالم العربي.

في السياق نفسه، أفادت اليوم صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية بأن زعماء الحزب الجمهوري في مجلس النواب، وهم أبرز مؤيدي إدارة أوباما بشأن الحرب في أفغانستان، قد حذّروا أعضاءهم من تجنب الخروج من نهج البيت الأبيض إزاء الوضع في مصر.

ونقلت الصحيفة في هذا الجانب عن إريك كانتور، زعيم الغالبية في مجلس النواب من ولاية فرجينيا، قوله quot;لا أعتقد أن ذلك مفيداً بالنسبة إلى هذا الرئيس، الذي حصل على ما يكفي من وقت عصيب كما هو حاصل الآن، ليتحدث 535 عضو من أعضاء الكونغرس عن إدارته لشؤون السياسة الخارجية. وكل ما يمكنني أن أخبركم إياه هو أن الأولوية بالنسبة إليّ هي أن نتأكد من وقف انتشار الإسلام المتطرفquot;.

ثم لفتت الصحيفة إلى تلك الافتتاحية اللاذعة التي وصف خلالها الكاتب الصحافي، ويليام كريستول، في صحيفة ويكلي ستاندرد الأميركية quot;خرافاتquot; جلين بيك، وهو واحد من زعماء حزب الشاي، بشأن انتشار الخلافة في الشرق الأوسط والعلاقات المزعومة باليسار الأميركي بأنها quot;هستيرياquot;.

وتابع في هذا الشأن موضحًا quot;كما إنه ليس من الصحي حين يهيمن الخوف بشكل كبير على محافظين أميركيين آخرين من صحوة شعبية، لدرجة تجعلهم يقفون جنباً إلى جنب مع الديكتاتور ضد الديمقراطيينquot;.

ساينس مونيتور من جهتها رأتأن الانقسام الحاصل في صفوف المحافظين بشأن مدى استجابة الولايات المتحدة للتطورات التي تشهدها مصر، يمتد أيضاً إلى موضوعات أخرى، مثل الطريقة التي يمكن من خلالها خفض الإنفاق الحكومي بشكل كبير، أو حتى ما إن كان يتعين على الحكومة أن تتخذ إجراءات أكثر صرامة في ما يتعلق بهذا الأمر.

وأوضح جوليان زيليزر، أستاذ التاريخ في جامعة برينستون أن quot;الأصوات الجديدة في الحزب الجمهوري - وهي الأصوات الخاصة ببيك وسارة بالين - كانت الأصوات الأكثر صخباً في التحذير من هذه الثورة المصرية. ولم يقتصر هجومهما على أوباما فحسب، بل طال أيضاً أهداف سياسة بوش الخارجية لتعزيز الحرية في العالم العربيquot;.