دعا أوباما إلى قيام quot;حكومة تمثيليةquot; في مصر، معتبرًا أن هذا البلد تغيّر بمعزل عما إذا كان الرئيس حسني مبارك سيتنحى حالاً أم بعد انتهاء ولايته.


واشنطن: قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في مقابلة أجرتها معه شبكة فوكس نيوز المحافظة quot;إن الشعب المصري يريد الحرية، ويريد انتخابات حرة ونزيهة، يريد حكومة تمثيلية، حكومة تلبّي مطالبه. وقلنا إن عليهم بدء المرحلة الانتقالية الآنquot;.

وسئل عما إذا كان الرئيس حسني مبارك سيتنحى الآن رد أوباما quot;هو وحده يعرف ما سوف يقوم به. كل ما نعرفه هو أن مصر لن تعود إلى ما كانت عليهquot;، مضيفًا quot;أنه لن يترشح للانتخابات مجددًا، وولايته تنتهي هذه السنةquot;. وكان مبارك تعهد تحت ضغط التظاهرات الشعبية المطالبة برحيله بأنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجري هذا العام، وأنه لن يرشّح نجله جمال مبارك لخلافته.

وانطلق الأحد الحوار الوطني الذي دعت إليه السلطات المصرية لإيجاد مخرج للازمة التي تهز البلاد منذ أسبوعين، غير ان الاخوان المسلمين الذين يشاركون فيه اعتبروا ان ما قدمته السلطات حتى الآن quot;غير كافquot;، متوقعين ان تتواصل المفاوضات لفترة طويلة.

وشدد أوباما على ان المجتمع المصري لا يقتصر على جماعة الاخوان المسلمين، لكنه اقر بوجود مخاوف حيال مواقفهم. وردا على سؤال عما اذا كان الاخوان المسلمون يمثلون quot;تهديداquot;، قال أوباما quot;اعتقد انهم احد الفصائل في مصر. هم لا يتمتعون بدعم غالبية المصريين، ولكنهم منظمون جيدًا. وفي أيديولوجيتهم نواح معادية للأميركيين، لا شك في ذلكquot;.

وأضاف quot;ثمة مجموعة كبيرة من الأشخاص العلمانيين في مصر، ثمة مجتمع مدني واسع يريد التقدم إلى الواجهة أيضًاquot;. وقال quot;من المهم ألا نقول إن الخيارين الوحيدين أمامنا هما الإخوان المسلمون أو شعب مصري مقموع. أريد حكومة تمثيلية في مصر، ولدي الثقة بأنه إذا تقدموا في عملية منظمة، يمكننا العمل معًاquot;.

من ناحيتها، حذرت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون من أن تنحي مبارك بشكل متسرع مثلما يطالب به معارضوه قد يثير تعقيدات متعلقة بالدستور، معتبرة رغم ذلك أنه يعود للشعب المصري أن يحدد موعد رحيل الرئيس.

وقالت كلينتون متحدثة الى الصحافيين لدى عودتها من المانيا، حيث جرت محادثات دولية حول الوضع المصري، quot;حسبما افهم الدستور (المصري)، في حال استقال الرئيس، فان رئيس البرلمان يخلفه، ويعمل على اجراء انتخابات رئاسية في مهلة 60 يوماquot; مضيفة quot;يجب ان يقبل المصريونquot; هذا الواقع.

ولفتت الى ان احد قادة الاخوان المسلمين وكذلك المعارض المصري محمد البرادعي قالا ان تنظيم انتخابات quot;سيستغرق بعض الوقتquot;، مضيفة quot;لسنا نحن من نقول ذلك، بل همquot;. واثنت كلينتون على موقف مبارك القاضي بعدم ترشحه او ترشيح ابنه للرئاسة. وقالت ان هذا الموقف quot;يجب ان ينظر اليه على انه خطوات مهمة اتخذهاquot; في اتجاه انتقال السلطة.

ورفضت التعليق على المحادثات التي اجراها نائب الرئيس عمر سليمان مع المعارضة مكتفية بالقول انه يعود للمصريين ان يقرروا ما اذا كانت مشاركة الاخوان المسلمين في المرحلة الانتقالية تضفي عليها مصداقية. وقالت quot;ثمة منظمات وافراد تعطي مشاركتها مصداقية بنظر بعض المصريين، فيما تثير مخاوف بنظر البعض الاخرquot;. ورات انه سيتحتم على المصريين ازالة بعض العقبات قبل تنظيم انتخابات في ايلول/سبتمبر.

من هذه الخطوات الضرورية المترتبة عليهم، ذكرت أن يحددوا كيفية quot;تعديل الدستور حتى يتناسب اكثر مع نوع الديموقراطية والنظام السياسيquot; الذي يريدونه، وتحديد جدول زمني لتحقيق هذا الهدف ونظام انتخابي.

وابدت استعداد الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية لتقديم خبرتها للمساعدة على التحضير للانتخابات. وقالت quot;سنحاول العمل مع العديد من الدول من اجل ان نقدم اي مساعدة ممكنةquot;، مضيفة quot;لدينا خبراء في تنظيم انتخابات ذات مصداقية، ولدينا خبراء في صياغة الدستورquot;. وتابعت quot;من المهم ان تكون لنا نظرة بعيدة المدى. لا نريد ان نصل الى ايلول/سبتمبر، وان تجري انتخابات فاشلة، ثم يشعر الشعب بان الامر غير مجدquot;.

وسئلت عما اذا كانت سبعة اشهر مهلة كافية من اجل ذلك، فردت quot;هذا يعود لهم، لكنني اعتقد انه في حال قيام مجهود مشترك، وفي وجود الجدول الزمني والخطوات العملية التي ادعو اليها، فهذا يمكن تحقيقهquot;. لكنها لفتت الى ان quot;الامر سيتطلب تعاونا هائلا، ليس من جانب الحكومة فحسب، بل من جانب المجتمع المدني واللاعبين السياسيين ايضاquot;.