القاهرة: في وقت طالب فيه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بضرورة أن يحدث quot;انتقال منظمquot; لمرحلة ما بعد الرئيس مبارك الآن، رأت تقارير صحافية أميركية أن الرئيس المصري مازال متمسكاً بموقفه، ويرفض فكرة التخلي عن السلطة في أي وقت قريب.

وبينما تحولت أزمة مصر السياسية إلى اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية وأولئك الداعمين للرئيس مبارك، لم تفعل الولايات المتحدة شيئاً يذكر يوم أمس أكثر من تجديد دعوتها للانتقال السريع إلى الديمقراطية.

وقد أعلنت إدارة أوباما بالفعل عن دعمها للاحتياجات والشكاوى المشروعة للشعب المصري، كما سبق وأن أكدت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون. وقد بدأت تظهر وعود بأن تتم مراجعة المساعدات الأميركية التي تمنحها أميركا كل عام إلى مصر بقيمة 1.5 مليار دولار، ويتم تخصيص معظمها للبرامج العسكرية وغيرها من البرامج الأمنية.

بيد أن الرئيس المصري، الذي يحكم قبضته على البلاد منذ ما يقرب من 30 عاماً، مُصِر على موقفه، ويرفض التخلي عن السلطة حتى انتخابات الرئاسة المقررة في أيلول/ سبتمبر القادم، طبقاً لما ذكرته اليوم صحيفة quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; الأميركية.

وقد رفضت وزارة الخارجية المصرية كل النداءات الخارجية التي تحث على ضرورة البدء في مرحلة ديمقراطية جديدة بالبلاد الآن، وقالت إن تلك الدعوات تهدف لإثارة الوضع الداخلي في مصر. وفي تصريحات أدلى بها إلى وكالة رويترز الإخبارية، قال روبرت دانين، المسؤول الأميركي البارز سابقاً والذي يعمل الآن في مجلس العلاقات الخارجية :quot; يبدو أن هذا بمثابة الرفض الواضح لإدارة أوباما وللجهود المبذولة من جانب المجتمع الدولي لمحاولة المساعدة في حدوث انتقال سلمي للسلطة من الرئيس مبارك إلى قائد ديمقراطي جديد يقود البلاد في المرحلة المقبلةquot;.

وفي الوقت الذي تخطط فيه الإدارة الأميركية لمجموعة كاملة من السيناريوهات، كما أوضح يوم أمس روبرت غيبس، المتحدث باسم البيت الأبيض، فإنها لم تكشف بعد عن ماهية تلك الخطط سوى أن تكون تكراراً لما قاله أوباما بعد التحدث لمبارك مساء أول أمس.

وفي القاهرة، يبدو واضحاً أن المسؤولين يشعرون بالضغوط التي تُمَارس عليهم من جانب واشنطن - وهو الأمر الذي يشكون منه. وقال مسؤول مصري لصحيفة النيويورك تايمز الأميركية إن حكومة بلاده لديها مشكلة حقيقية في الطريقة التي يتعامل من خلالها البيت الأبيض مع الوضع. وتابع المسؤول حديثه في هذا السياق بالقول :quot; هناك تناقضاً بين الدعوة لبدء مرحلة انتقالية الآن، وبين الدعوات التي أطلقها الرئيس مبارك نفسه لنقل السلطة بصورة منظمة. فمسؤولية مبارك الأولى هي ضمان حدوث نقل منظم وسلمي للسُلطة. ولا يمكننا فعل ذلك إن كان لدينا فراغاً في السلطةquot;.

ورغم مطالبة نواب بارزين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، مثل جون كيري، وجون ماكين، بضرورة أن يرحل الرئيس مبارك ويتخلى عن السلطة لتجنب تحول الاضطرابات إلى ثورة، إلا أنه وبغض النظر عن العنف الذي شهدته القاهرة وغيرها من المدن المصرية يوم الأربعاء، فإن بمقدور مسؤولي الإدارة الأميركية أن يقولوا فقط إن البيت الأبيض يستنكر ويدين أعمال العنف ويكرر دعوته القوية لضبط النفس.