واشنطن تأمل في تشديد العقوبات الدولية على الأسد
مؤتمر quot;أصدقاء سورياquot; يلتئم في باريس للضغط على دمشق

قال الرئيس الفرنسي في عند افتتاح مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في باريس أن الأزمة السورية باتت تشكل quot;تهديدًا للسلامquot; في العالم، فيما ستطالب المعارضة السورية بمنطقة حظر جوي وممرات إنسانية.


باريس: دعا مشاركون في مؤتمر اصدقاء الشعب السوري المنعقد في باريس الجمعة مجلس الامن الدولي الى ادراج عملية انتقال السلطة في سوريا، والتي اتفق عليها في مؤتمر جنيف قبل اسبوع، في قرار يصدر عن مجلس الامن الدولي تحت الفصل السابع.

واعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في افتتاح المؤتمر الذي شاركت فيه قرابة مئة دولة عربية وغربية عن امله في ان quot;يشجعquot; المؤتمر مجلس الامن الدولي على التحرك لممارسة ضغوط على دمشق.

ودعا هولاند المشاركين في المؤتمر الى اتخاذ quot;خمسة التزاماتquot; من بينها quot;رفض الافلات من العقوبات على الجرائمquot;، وquot;التطبيق الفعلي والفعالquot; لعقوبات اقتصادية ومالية quot;وquot;تعزيزquot; دعم المعارضة من خلال تزويدها quot;بوسائل اتصالquot;.

اما الالتزامان الاخران فهما تقديم مساعدة انسانية والتعهد بتقديم دعم دولي لاعادة اعمار البلاد بمجرد انطلاق المرحلة الانتقالية.

واضاف الرئيس الفرنسي ان حصيلة ضحايا اعمال العنف في سوريا quot;رهيبة ولا يمكن للضمير الانساني ان يتحملهاquot;، داعيا الامم المتحدة الى quot;اتخاذ اجراءات باسرع ما يمكن لدعم خطة الخروج من الازمةquot; والتي عرضها مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا.

وتابع هولاند quot;اريد التوجه الى الذين ليسوا هنا. في المرحلة التي بلغناها من الازمة السورية، لم يعد من الممكن ان ننكر انها باتت تشكل تهديدا للسلام والامن في العالمquot;، مضيفا quot;كما اريد ان اقول الى الذين يدعمون فكرة ان نظام الاسد، رغم انه مقيت لكنه يمكن ان يساهم في تفادي حلول الفوضى، بانه سيكون لديهم اسوأ نظام وفوضى وان هذه الفوضى ستؤثر على مصالحهمquot;.

ويشارك في مؤتمر اصدقاء الشعب السوري الثالث من نوعه بعد اجتماعي تونس واسطنبول قرابة مئة دولة غربية وعربية تعتبر ان رحيل الاسد من الحكم مقدمة للتوصل الى حل في سوريا. وقد رفضت كل من روسيا والصين المشاركة فيه.

وتعتبر باريس وواشنطن انه يجب تكريس خطة انان وجعلها الزامية انطلاقا من منبر الامم المتحدة. كما تريان انها لا بد ان تدرج ضمن قرار لمجلس الامن الدولي بموجب الفصل السابع من شرعة الامم المتحدة الذي ينص على فرض عقوبات او اللجوء الى القوة ضد الجهات التي لا تحترمه.

بدورها طالبت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امام المؤتمر بقرار يصدر عن مجلس الامن الدولي حول العملية الانتقالية في سوريا مدعوم بعقوبات.

وقالت كلينتون quot;لا بد من اللجوء مجددا الى مجلس الامن للمطالبة بتطبيق خطة جنيف التي وافقت عليها روسيا والصينquot;، واضافت quot;كما لابد من المطالبة بقرار يحدد ما ستكون عليه عواقب عدم احترام هذه الخطة بما في ذلك ما ينص عليه الفصل السابعquot; الذي يشمل اللجوء الى العقوبات ويجيز استخدام القوة ضد الجهات التي لا تحترم القرار.

من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ quot;سنطالب باصدار قرار من مجلس الامن بموجب الفصل السابع يتضمن بروتوكول جنيفquot;.

وكانت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) اتفقت في نهاية الاسبوع الماضي حول مبدأ عملية انتقالية مع تشكيل حكومة جديدة تتضمن ممثلين عن النظام وعن المعارضة لكن دون الاشارة علنا الى رحيل الرئيس السوري.

ومنذ ذلك الحين وتفسيرات هذا الاتفاق تتفاوت بشكل جذري. فالغرب يرى ان الاتفاق يتضمن مرحلة انتقالية من دون الاسد بينما موسكو المعارضة لرحيله بالقوة تصر على ان الشعب السوري هو من يقرر مصيره.

وتعارض روسيا والصين حليفتا سوريا واللتان تتمتعان بحق النقض في مجلس الامن الدولي اصدار اي قرار بموجب الفصل السابع في مجلس الامن الدولي.

واتهمت كلينتون الدولتين بquot;عرقلةquot; احراز تقدم في سوريا.

وقالت quot;لا يكفي الحضور الى مؤتمر اصدقاء الشعب السوري فالسبيل الوحيد لتحقيق نتائج هو ان تحاول كل الدول المشاركة افهام روسيا والصين بان هناك ثمنا لا بد من دفعهquot;.

وفي الوقت الذي اعلن فيه في دمشق عن انشقاق العميد مناف طلاس، القريب من عائلة الرئيس بشار الاسد، عن الجيش السوري منذ ثلاثة ايام وخروجه مع افراد عائلته من سوريا وتوجهه الى باريس بحسب وزير السلطات الفرنسية، اعتبرت كلينتون بان المسيرة نحو سقوط نظام الاسد quot;ثابتة ولا رجوع فيهاquot;.

واكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان باريس تعتبر ان مسالة رحيله الرئيس السوري الى المنفى مطروحة لكنها ترى انه لا يمكن استقباله في بلد كبير مثل روسيا او فرنسا او الولايات المتحدة، على ما اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الجمعة.

وقال فابيوس لاذاعة اوروبا الاولى قبيل افتتاح المؤتمر ان quot;المسالة مطروحة: هل ستود هذه الدولة او تلك استقباله؟ بالطبع، لا يتعلق الامر بروسيا ولا بفرنسا ولا الولايات المتحدة، ولا على الارجح الصين. انها مسالة يتوجب معالجتهاquot;.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي تقاطع بلاده مؤتمر باريس، اكد الخميس ان بعض الدول طلبت من موسكو منح اللجوء السياسي للاسد، رافضا هذا الطلب الذي وصفه بquot;الدعابةquot;.

واكد فابيوس الجمعة quot;يحب ان يرحل بشار الاسد، انه قاتل، ويجب ان يرحلquot;، مشيرا الى ان انعقاد مؤتمر باريس يعني ان quot;الضغط الدولي يزداد قوةquot; مع مشاركة quot;اكثر من مئة دولة في دعم المقاومةquot; السورية.

من ناحيته دعا رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا الجمعة المشاركين في المؤتمر الى اتخاذ قرار باقامة منقطة حظر جوي وممرات انسانية في سوريا.

وقال سيدا quot;لا بد من اتخاذ كل الاجراءات لاقامة منطقة حظر جوي وممرات انسانيةquot;، مشيرا الى ان هذه الاجراءات يجب ان ترد ضمن قرار يصدر عن مجلس الامن الدولي quot;بموجب الفصل السابعquot; الذي يجيز فرض عقوبات دولية واللجوء الى القوة.

وفي موازاة ذلك، اعلن سيدا ان نظام بشار الاسد بدأ يضعف. وقال ان quot;النظام بدأ ينهار ويفقد السيطرة على الارضquot;، ووجه نداء الى الطائفة العلوية، الاقلية التي يتحدر منها الاسد والتي تتحكم بالسلطة في البلاد.

وقال سيدا الكردي الاصل quot;نريد ان نقول لاخواننا العلويين انهم جزء مهم من النسيج الوطني السوري. ولن نقوم بالتمييز بحقهم، وحدهم منفذو الجرائم سيحاكمونquot; على ما ارتكبوه منذ بدء الاحتجاجات الشعبية قبل 17 شهرا.

كما توجه سيدا الى روسيا التي تدعم النظام السوري على غرار الصين وتعرقلان صدور اي قرار عن مجلس الامن الدولي يدين الاسد. وقد رفضت الدولتان المشاركة في المؤتمر.

وقال سيدا quot;اننا نتوجه الى المسؤولين الروس. لدينا حقوق مشروعة وهذا من مصلحة الشعبين: الشعب الروسي والشعب السوريquot;.

هذا وفادت تقارير اعلامية الجمعة ان موسكو ستستقبل اثنين من ابرز وجوه المعارضة السورية لنظام بشار الاسد الاسبوع المقبل، في الوقت الذي تسعى فيه روسيا الى تعزيز الحوار كسبيل للخروج من الازمة السورية.

وصرح مصدر من وزارة الخارجية لوكالة انترفاكس ان روسيا ستستقبل الاربعاء رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا، مشيرا الى ان المعارض والمفكر السوري ميشال كيلو سيكون ايضا في موسكو الاثنين. ومن المتوقع ان يلتقي الرجلان في مقر وزارة الخارجية.

وفي تطور لافت اكد مصدر قريب من السلطات السورية الجمعة لوكالة فرانس برس انشقاق العميد مناف طلاس، القريب من عائلة الرئيس بشار الاسد، عن الجيش السوري منذ ثلاثة ايام وخروجه مع افراد عائلته من سوريا.

وقال المصدر في اتصال مع وكالة فرانس برس quot;لقد انشق العميد مناف طلاس منذ ثلاثة ايام وغادر سوريا على ما يبدوquot;.

وينتمي طلاس الى الطائفة السنية، وهو نجل وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس الذي خدم لفترة طويلة في عهد الرئيس حافظ الاسد، والد الرئيس الحالي. ومناف طلاس هو اهم الضباط السوريين الذين انشقوا منذ بدء حركة الاحتجاجات في منتصف آذار/مارس 2011.

ويتحدر طلاس من الرستن في محافظة حمص (وسط)، المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ اشهر طويلة والتي تعتبر معقلا للجيش السوري الحر. وقد كان صديق طفولة لبشار الاسد، بحكم العلاقة الوثيقة بين العائلتين.

وفي باريس اعلن فابيوس ان طلاس في طريقه الى باريس.

ميدانيا دارت اشتباكات في احد احياء دمشق صباح الجمعة، وذلك غداة يوم دام قتل فيه تسعون شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

في هذا الوقت، دعت المعارضة السورية الى التظاهر اليوم الجمعة تحت شعار quot;حرب التحرير الشعبيةquot;، بحسب ما ورد في صفحة quot;الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011quot;.

وتسببت اعمال العنف الجمعة بمقتل 29 شخصا، بحسب المرصد السوري الذي اكد ان quot;اشتباكات وقعت في حي كفرسوسة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلةquot;، مشيرا الى ان القوات النظامية قامت صباحا بquot;حملة مداهمات واعتقالات في حي الصالحية في دمشقquot;.

وعلى الصعيد الانساني اعلنت الامم المتحدة الجمعة ان اعمال العنف في سوريا ادت الى تسارع وتيرة الزيادة في اعداد النازحين في المنطقة مع 103 الاف لاجىء سوري مسجلين او يتلقون مساعدة في العراق والاردن ولبنان وتركيا، اي اكثر من عشرة الاف لاجىء اضافي في غضون 15 يوما.

وبحسب المرصد قتل اكثر من 16500 شخص في سوريا منذ بدء حركة الاحتجاجات الشعبية ضد النظام السوري في منتصف آذار/مارس 2011 التي قمعت بشدة، وما لبثت ان تطورت الى نزاع عسكري.