تستقبل العاصمة الفرنسية اليوم المؤتمر الثالث لـquot;أصدقاء الشعب السوريquot;، وسط غياب رسمي لروسيا والصين، فيما تعتزم واشنطن الدعوة الى تشديد العقوبات الدولية على الرئيس السوري بشار الاسد والمقربين منه.


باريس: يعتزم ممثلو حوالى مئة بلد غربي وعربي مجتمعون في مؤتمر اصدقاء سوريا الجمعة في باريس، البحث عن وسائل لزيادة الضغط على دمشق وموسكو في اتجاه تنحي الرئيس بشار الاسد في تزخيم لجهد دبلوماسي غير محسوم النتائج.

والهدف المعلن لهذا المؤتمر الثالث لاصدقاء الشعب السوري الذي سيفتتحه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، هو اظهار تعبئة دولية كبيرة لصالح انتقال سياسي يلحظ تنحي الرئيس السوري.

الا ان المشاركين يجتمعون على وقع انقسامات كبيرة، من جهة بين الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي في ظل مقاطعة روسيا والصين مجددا لهذا المنتدى ورفضهما لارغام بشار الاسد على الرحيل، ومن جهة ثانية بين مختلف تيارات المعارضة السورية التي تفشل في توحيد صفوفها.

وتشارك الولايات المتحدة وغالبية الدول الاوروبية ودول عربية بينها قطر والسعودية، غالبيتها على مستوى وزراء خارجيتها، في هذا المؤتمر الى جانب اكثر من مئة عضو في المعارضة والمجتمع المدني في سوريا.

وقال مسؤول طلب عدم كشف اسمه في الطائرة التي تقل وزير الخارجية الأميركية إلى فرنسا quot;نحن، وأعتقد ان غالبية الدول الممثلة في باريس، نظن ان (القرار) يجب ان يندرج تحت الفصل السابع مع عقوبات اقتصادية على الاسدquot;، في اشارة الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يجيز فرض عقوبات اقتصادية واستخدام القوة في حال اقتضت الحاجة.

واضاف quot;عدد كبير من البلدان في باريس تفرض اصلا هذه العقوبات لكن جعلها عالمية يرتدي اهمية كبيرة. هذا هو الموقف الذي سنواصل ابلاغه لروسيا والصينquot;.

ويتوقع ان يعيد المشاركون تأكيد quot;ادانة القمعquot; واعلان quot;امور ملموسةquot; في سبيل الضغط على النظام ودعم الشعب والمعارضة، وفق مصدر دبلوماسي غربي. وهذا الهدف يمر عبر quot;توسيع مروحة العقوباتquot; بحسب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس.

واشار فابيوس في حديث لصحيفة quot;لو باريزيان اوجوردويquot; الفرنسية الى ان المؤتمر قد يوافق على مبدأ دعم المعارضة عبر تزويدها خصوصا وسائل اتصال ودعم quot;الشبكات الانسانيةquot; في سوريا. وفي سبيل تحقيق خرق في جدار الازمة السورية، لا يزال الغربيون يعولون على تغيير في موقف روسيا حليفة النظام السوري.

الا ان الجهود الدبلوماسية لم تثمر اي نتيجة في هذا الاتجاه حتى الساعة في حين تستمر حصيلة القمع والمعارك في الازدياد. وبقيت خطة المبعوث الدولي الى سوريا كوفي انان التي تنص خصوصا على وقف لاطلاق النار، من دون تنفيذ رغم اعلان النظام السوري موافقته عليها.

وسعيا لوضع الخطة حيز التنفيذ، تنادي فرنسا بتوافق في الامم المتحدة quot;من الممكنquot; ان يفتح الطريق امام قرار دولي تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة. وهذا تحديدا ما طلبه المجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية تيارات المعارضة، من مؤتمر اصدقاء الشعب السوري. الا ان موسكو والصين تعارضان ذلك.

اما بالنسبة الى الاتفاق الذي توصلت اليه في جنيف الاسبوع الماضي مجموعة العمل حول سوريا التي تضم الاعضاء الدائمين في مجلس الامن، حول مبدأ انتقال للسلطة مع حكومة جديدة تضم ممثلين عن النظام والمعارضة من دون التطرق مباشرة الى تنحي الرئيس السوري، فإنه يثير تباينات جذرية في تفسيره.

وفود المعارضة السورية توجهت إلى العاصمة الفرنسية باريس للمشاركة في فعاليات الاجتماع الثالث quot;لمجموعة أصدقاء الشعب السوريquot;

ويهدف هذا الحراك الدولي الى الاستفادة من المعطيات الراهنة عبر البناء على مقررات محادثات جنيف قبل ايام وعلى محادثات القاهرة وباريس، في حين من المنتظر انعقاد مجلس الامن الدولي الاسبوع المقبل للبحث في فرض عقوبات على دمشق.

واشار مسؤول اميركي اخر الى ان quot;ثمة عملا كبيرا سبق ان حصل في نيويورك لناحية التفكير في ما سيكون عليه هذا القرارquot;.

وقال ان الهدف هو quot;الذهاب مباشرة الى (مجلس الامن الدولي في) نيويورك لان ما من وقت للانتظار. سيكون من الصعب التكهن كم من الوقت سيستغرق الاتفاق على ذلك. لكن العمل جار حاليا والتركيز سيكون في نيويورك الاسبوع المقبل حالما ننجز عملنا في باريسquot;.

ويشارك في مؤتمر اصدقاء سوريا الجمعة اكثر من 80 بلدا اضافة الى منظمات غير حكومية وممثلين عن المعارضة السورية. وتوجهت وفود من المعارضة السورية بعد مغادرتها القاهرة إلى العاصمة الفرنسية باريس للمشاركة في فعاليات الاجتماع الثالث quot;لمجموعة أصدقاء الشعب السوريquot;.

يأتي هذا عقب زيارة استمرت ثلاثة أيام في مصر شاركت فيها المعارضة بالمؤتمر الذي أقيم برعاية الجامعة العربية لتوحيد جهود المعارضة.

وسيكون أبرز المشاركين في مؤتمر باريس يوم الجمعة quot;المجلس الوطني السوريquot; كممثل عن الشعب السوري، بالإضافة إلى quot;ميشيل كيلو وسمير عيطاquot; من المنبر الديمقراطي، وبعض الشخصيات السياسية المعارضة.ويعقد الإجتماع لبحث تطورات الأوضاع في سورية بعد اجتماع مجموعة quot;الإتصال الدوليةquot; الذي عقد في جنيف الأسبوع الماضي.

ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن عدد من المعارضين السوريين في المجلس الوطني والنشطاء السياسيين، قولهم إنهم quot;يأملون أن يحقق المؤتمر القادم في باريس مطالب الشعب السوري، ويعود إلى الأسس التي وضعها المشاروكون في مجموعة أصدقاء سوريا الثاني الذي عقد في إسطنبولquot;

وأضاف البعض أن مؤتمر باريس قد يبحث تجريم النظام السوري على والمجازر والجرائم التي ارتكبها، ما دفع روسيا والصين للتراجع عن المشاركة في المؤتمر على حد تصورهم. واضافوا أنه من المحتمل أن يبحث المؤتمر العقوبات المفروضة على سوريا ويعتمد آلية لمحاسبة quot;الذين لطخت أيديهم بالدماءquot; والمساعدات الإنسانية للمدنيين العالقين في مناطق المواجهات حسب مصادر الناشطين السياسيين.

وقررت الأحزاب الكردية المعارضة للنظام السوري المشاركة في إجتماع أصدقاء سوريا. ويشارك في الإجتماع باسم أكراد سوريا كل من رئيس المجلس الوطني الكوردي عبد الحكيم بشر وكامران حاجي عودو ومصطفي خير الدين مراد. ويذكر أن المعارضة الكردية قد انسحبت من الجلسة الأخيرة لإجتماع المعارضة السورية في العاصمة المصرية القاهرة يوم الأربعاء الماضي.

وسيفتتح الرئيس الفرنسي quot;فرنسوا هولاندquot; الاجتماع الثالث لأصدقاء سوريا، وسيعمل على الضغط على دمشق لتطبيق خطة جنيف التي وضعها الموفد الأممي والعربي المشترك كوفي أنان بشأن عملية انتقالية سياسية ووقف إطلاق النار. وتتصدر تركيا وفرنسا وبريطانيا الدعوات المتكررة لتنحي بشار الأسد والكف عن تقديم الدعم والوقوف إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد حسب ما يرى مراقبون.