ما إن اعلن نضال وخلود زواجهما مدنياً في لبنان، حتى ثارت موجات في لبنان منها مؤيدة لهما وأخرى معارضة. وأعطى هذا الاعلان دفعا لمنظمات المجتمع المدني التي تناضل منذ زمن من أجل إقرار قانون للزواج المدني. إلا أن رجال الدين وكذلك رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لهم موقف معارض تماما.



بيروت: انتقد رجال دين سنة بشدة في خطب صلاة الجمعة اليوم طرح موضوع الزواج المدني الذي يدور حوله جدل واسع منذ ايام في لبنان، معتبرين انه مشروع quot;فتنةquot; في البلد ذي التركيبة الطائفية والسياسية الهشة، بحسب نصوص الخطب التي وزعتها دار الفتوى.
وقال مدير عام الاوقاف الاسلامية الشيخ هشام خليفة في خطبة نشرت نصها الوكالة الوطنية للاعلام ان quot;طرح مشروع الزواج المدني حاليا ما هو إلا لإثارة فتنة جديدة تضاف الى سائر الفتن والمشاكل التي يتعرض لها لبنانquot;.

وناشد عضو المجلس الاداري للاوقاف الاسلامية الشيخ أحمد البابا quot;المسؤولين جميعا طي هذا الملف والى الأبدquot;، لان المشروع quot;لن يقبل به احد ابدا، لا سابقا، ولا حاليا، ولا لاحقاquot;.
واعتبر ان الزواج المدني quot;مرفوض ومردود لأنه يخالف شرع الله العظيم، ولن يقبل به المسلمون، لا اختياريا، ولا اجباريا، ولن يمر هذا القانون وفي البلاد مسلم واحدquot;.

واشار الى ان كل من يعتقد quot;ان الزواج المدني افضل من الزواج الشرعي فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله، وهو خارج عن ملة الاسلامquot;.
ولا يمكن عقد زواج مدني في لبنان، لكن يتم الاعتراف بزواج مدني معقود في الخارج. وتنظم كل طائفة من الطوائف ال18 احوال أفرادها الشخصية.

ويطالب المجتمع المدني منذ زمن بإقرار قانون الزواج المدني الاختياري ليس لتسهيل الزواج بين اشخاص ينتمون الى اديان مختلفة فحسب، انما ايضا بين اشخاص قد يكونون من دين واحد لكن لا يؤمنون بالارتباط الديني.
وبدأ الجدل بعد اعلان نضال درويش وخلود سكرية، وهما مسلمان من مذهبين مختلفين، اخيرا انهما عقدا زواجا مدنيا في لبنان بعد الاستناد الى نص مرسوم يعود الى عهد الانتداب الفرنسي وينص على ضمان حقوق الافراد وفيه اشارة الى الزواج المدني الفرنسي.

ولا يعتبر هذا الزواج قانونيا، لكن الشريكين تقدما بملف قانوني وطلب الى وزارة الداخلية للتوقيع عليه.
ومنذ الاحد الماضي، دخل رئيس الجمهورية ميشال سليمان على خط الجدل ليعلن تأييده لإقرار قانون للزواج المدني في لبنان عبر حسابه على موقع quot;تويترquot; وصفحته على موقع quot;فيسبوكquot;، فحصد خلال ايام نحو ثمانية آلاف تأييد (لايك)، لكن ايضا الكثير من الانتقادات في بلد لا تزال فئات واسعة منه محافظة، فيما تعول اوساط اخرى على العصب الطائفي لتحقيق نقاط سياسية.
وقال عضو المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى الدكتور الشيخ محمد انيس اروادي في خطبة الجمعة quot;كلما احتاج بعض السياسيين للعب بعواطف الناس وإلهائهم عن مشاكل الفقر والبطالة والكهرباء والاقتصاد المنهار (...) يلجأون لسحب هذا الموضوع (الزواج المدني) من الادراج ورميه في الساحة الاجتماعيةquot;.
وكان رئيس الجمهورية الاسبق الياس الهراوي طرح العام 1998 اقرار قانون quot;الزواج المدني الاختياريquot;، لكن المشروع لم يجد طريقه الى الاقرار في البرلمان بسبب حملة شرسة شنت عليه لا سيما من المرجعيات الدينية.

الا ان رفضا قاطعا للبحث في المشروع صدر من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي نقل عنه قوله في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة، ان quot;الجدل حول الزواج المدني لا طائل منهquot;، مشيرا الى انه لن يعرض هذا الموضوع على النقاش خلال فترة توليه رئاسة الحكومة.
وفي اوساط المجتمع المدني وبين داعمي خلود ونضال، الحماسة مستمرة. وتقول خلود ان بعض الناشطين عرضوا عليهما تنظيم احتفال كبير لهما في وسط بيروت، ما يشكل دفعا للحملة من اجل الزواج المدني.
اما عن المستقبل والاولاد فتقول خلود quot;سنترك لهم ان يبحثوا ويتعلموا، ويختاروا ما يريدونquot;.