لا يمكن تحميل الحكومة اللبنانية وزر اضرار العاصفة التي تضرب لبنان منذ الاثنين، لكن ذلك لا يعفي الأجهزة الحكومية من مسؤولية اتخاذ بعض التدابير الوقائية لتفادي حجم الخسائر.


بيروت: يرى النائب أمين وهبي في حديثه لـquot;إيلافquot; أنه لا يمكن تحميل وزر العاصفة وما جرى من اضرار الى الحكومة لأن حجم الامطار التي هطلت كبير، وبهكذا حالة طبيعي أن يجري ما حصل في لبنان، وعلينا أن ننتظر استنفار كل الادارات، مع هطول الامطار والثلوج في اليومين المقبلين، وتقديم المساعدة للمواطنين، وعندها يمكن تقدير دور الحكومة إن كانت مقصرة أم لا.

ويؤكد وهبي أن البنية التحتية في لبنان هي مؤهلة لحجم امطار مقبول، وما جرى بالامس يحصل كل 100 عام، وكان الحجم غير متوقع، ولا أحد في لبنان يستطيع أن يبدل مجرى الانهر والامطار، وما يجب أن يتم هو اغاثة ما تبقى من اللبنانيين، ومساعدتهم، ويجب على الادارات الرسمية أن تستنفر، فالبارحة غرق رضيع وغيره، وعلى كل طرف أن يستنفر كل قواه لتقديم المساعدة.

عن المواطن الذي يبقى ضحية عدم تخطيط مسبق للامور، يقول وهبي:quot; رغم أننا ضد الحكومة ولكن لا يمكن تحميلها كل الامور، ولنتكلم بصدقية، يمكن القول إن حجم الامطار التي تساقطت، كان استثنائيًا، وبالتالي لا نعتقد أن الحكومة كانت قادرة على القيام بكل الامور الآن، فالبنية التحتية من حيث حجمها جيدة، ولكن تساقط الامطار كان غزيرًا لدرجة أن البنية لم تتحمل، وهي تدخل ضمن الكوارث التي تحدث، ففي اميركا حدثت وغيرها من البلدان، والامر كان فوق المتوقع.

لكن، يضيف وهبي، علينا أن نحكم منذ الآن خلال الازمة على عمل الاجهزة الحكومية، أكانت آليات جرف الثلوج أو غيرها، وفي كل الحالات علينا كلنا، كلبنانيين أن نستنفر من اجل اغاثة الناس ومساعدتهم لتجاوز هذه المرحلة.

ويتابع وهبي:quot; يجب أن تكون آليات جرف الثلوج منذ الآن مستنفرة 24/24 ساعة، والدفاع المدني والصليب الاحمر ايضًا وقوى الامن الداخلي وحتى الجيش، في عملية الانتشار على كل مساحة لبنان.
والجميع يجب أن يجهز لمساعدة المواطنين لتخطي هذه المرحلة.

عن دور الصليب الاحمر والدفاع المدني في ظل غياب التحرك الحكومي يقول وهبي:quot; عادة الصليب الاحمر والدفاع المدني وغيرهم ينشطون في الأزمات، والأكيد هم متطوعون، وعليهم التواجد خصوصًا في الطرق الجبلية، حيث خطر الثلوج، ومع وجود الاتصالات يمكن للجميع أن يستغيث بهم في حال حصول أي طارىء.

عن وضع البقاع اليوم في ظل الامطار المنهمرة، يقول وهبي البقاع مني بخسائر كثيرة، لأن الانهار جميعها فاضت، والسهل اصبح بحيرة واحدة، وهناك اعطال في شبكة الكهرباء، وبعض الشبكات تعطلت، ولم تصل الكهرباء حتى جزئيًا، ويتم الحديث عن اضراب لعمال الكهرباء كنا نتمنى أن يؤجل، لأن اليوم الوقت لمد اليد وليس للاضراب، لمساعدة المواطنين، وبعد جلاء الامور يمكن لكل من يريد أن يضرب.

كوارث طالت كل المناطق

ولم تسلم أي منطقة في لبنان من هول العاصفة التي تستمر حتى الجمعة المقبل، ففي عكار فرضت العاصفة إيقاعها حيث تساقطت الامطار بغزارة في مختلف القرى والبلدات ساحلاً ووسطاً، مصحوبة بعواصف رعدية ورياح بلغت سرعتها حدود الـ 80 كيلومترًا في الساعة، الأمر الذي تسبب بخسائر في البيوت الزراعية، ورفع منسوب مجاري الأنهر.

أما سفوح جبل المكمل، فتغطّت بالثلوج حيث بلغت كثافتها في منطقة الأرز الخمسين سنتيمترًا، وقد قطعت طريق عيناتا - الأرز وطريق القبيات - الهرمل. كما حوّلت السيول الجارفة الطرق الى أنهار حاملة معها الأتربة والحصى.
السيول الجارفة امتدت أيضًا الى الكورة حيث غمرت المياه طريق رشدبين - المغر وطريق بصرما مقابل مستشفى الكورة، وأدت الى تعطيل عدد من السيارات من دون أن تتسبب بزحمة سير خانقة. وفي الميناء بلغ ارتفاع الأمواج نحو المتر ونصف المتر وطاولت مياهها البولفار الممتد على طول الشاطئ.

وضربت العاصفة اقليم الخروب و ألحقت أضرارًا وخسائر بشرية.

وتسببت العاصفة بسقوط عدد من اللوحات الإعلانية وتعرقل السير على اوتوستراد صيدا الأولي - الدامور - خلدة - المدينة الرياضية ونفق سليم سلام. اما في صور، فقد توقفت حركة المرفأ والملاحة.

وفي اقليم التفاح، أدّى الطقس العاصف الى اعطال في شبكات الهاتف وباشرت الورش الفنية في quot;اوجيروquot; إصلاحها. كما لحقت الاضرار بالخيم البلاستيكية والأشجار، اضافة الى سقوط اغصان الاشجار على الطرقات.

ونتيجة ارتفاع منسوب المياه، أقفلت طريق الكرنتينا - سوق السمك، والطريق البحرية المؤدية الى جسر الكرنتينا.

ولم تكتفِ العاصفة بالأضرار المادية، إذ سقط نحو ستة قتلى ضحية لها، فتوفّي طفل غرقًا في اقليم الخروب بعدما غمرت الامطار خيم العرب الرحل في المنطقة، كذلك توفي المواطن جوزف أنطوان صفير، مواليد 1944، إثر إنزلاق سيارته بفعل السيول على طريق الزحيمة المنصورية. وقتل مواطن سوري الجنسية على طريق ضهر البيدر نتيجة الصقيع.