أن يتزامن خطابا الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله والعماد ميشال عون فهذا دليل تتسلح به المعارضة اللبنانية للقول إن العماد والسيّد يمران بأزمة سياسية محليًا واقليميًا، ويحتاجان إلى التبريرات.


بيروت: يؤكد النائب خضر حبيب ( 14 آذار/مارس) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن خطابي الامين العام لحزب الله حسن نصرالله والعماد ميشال عون لم يضيفا أي جديد، لم يقدما شيئًا للشعب اللبناني، رغم أننا كنا ننتظر نظرة جديدة ومتفائلة الى المواضيع، مع تفاؤل اكبر، للواقع السياسي اللبناني الداخلي، لم يقدما سوى التشاؤم الى الشعب اللبناني والتكابر، وفرض الرأي.

اما عون فبرأي حبيب يشبه شهر شباط /فبراير، متقلب بين الحين والآخر، وما يقوله اليوم في الغد يكون أمرًا آخر.

فهو ينقلب 180 درجة كل مرة يصرِّح فيها، فلا مشكلة لدى عون بتغيير اقواله وتصريحاته.

وقد اعتاد الشعب اللبناني على اقوال عون المضادة والكلام غير الموزون.

ويضيف حبيب:quot; لا ضرورة لأي تنسيق حتى يخرج عون ونصرالله بالخطاب في الوقت عينه، ولكن مما لا شك فيه أنهما محشوران اليوم خصوصًا حزب الله، امام جمهورهما، والوضع المعيشي والازمة السورية، فحزب الله لديه مشكلة داخلية واقليمية، وبحاجة من وقت الى آخر الى تبرير ما يحدث على صعيد الساحة الداخلية وعلى صعيد سوريا.

عون ونصرالله : زواج متعة

وتحدث النائب السابق مصطفى علوش ( 14 آذار/مارس) وأكد لـquot;إيلافquot; أن خطابي نصرالله وعون يخدمان التوجه ذاته، وبنفسية واحدة، وعمليًا رغم بعض الهدوء الذي صدر على الاقل في خطاب نصرالله، غير أن ذلك لا يخفي التوتر الواضح في الوضع السياسي لكلا الطرفين، أو الطرف الواحد على الاقل، وهما متحدان.

ويضيف:quot; الواقع هناك استمرار للمكابرة وعدم الاعتراف بأن الاوضاع آلية الى التغيير ومحاولة للمواجهة والقتال الى آخر لحظة.

عن التمايز بين نصرالله وعون في قضية النازحين السوريين، هل هذا التمايز كان مصطنعًا وما الهدف منه؟ يجيب علوش:quot; التمايز لم يكن مصطنعًا، ولكن لكل طرف وجهة نظره في الموضوع، عون يحاول أن يكسب الشارع المسيحي ويثير بعض المخاوف التقليدية حول التغيير الديموغرافي واستغلال هذا الموضوع سياسيًا، اما نصرالله فيحاول المحافظة على بعض التواصل من خلال موقف، يبقى نظريًا انسانياً، لكنه أيضًا سياسي، ليقول إنه لم يقف بوجه النازحين في اي وقت من الاوقات.

ويضيف علوش:quot; جزء من الشارع المسيحي لا يزال يصدِّق عون على أنه يدافع عن حقوق المسيحيين، وجزء يعتبر أن كل ما يقوله عون حتى لو كان خارجًا عن المألوف هو محق، ولكن ايضًا هناك بعض اللبنانيين غير المسيحيين يؤيدون عون ويدفعونه لأخذ تلك المواقف، بغض النظر عن تأييدهم له أم لا، ولكن عون يعرف أن وضعه السياسي ضمن الشارع اللبناني، وبالاخص المسيحي تقلَّص كثيرًا على مدى السنوات الماضية.

عن كلام نصرالله بجهوزية المقاومة لحماية الثروة النفطية، يرى علوش أنها محاولة للهروب الى الامام، هل يريد أن يستدرج عروضًا، وتخرج المقاومة عن سلطة الولي الفقيه، اذا كان هذا الهدف، عليه أن يصرِّح بوضوح أن هذه المجموعات المسلحة الخارجة عن السلطة اصبحت تحت سلطة الشرعية، وبعدها في لبنان قد تصطلح الامور، اما في ظل وجود نصرالله كجندي في جيش ولاية الفقيه، فاذا اوكلت اليه الثروة النفطية سيكون ذلك لمصلحة الحرس الثوري.

اما أن يتزامن خطاب نصرالله مع عون امس، فهذا يعني بالنسبة لعلوش أنه ليس بالضرورة أن يكون هناك تنسيق للخطابين، ولكن بالتأكيدانهما مرتبطان بزواج متعة لا يزال قائمًا حتى الآن.