شبّه فارس سعيد، منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار، الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله حسن نصرالله بالكلام الشهابي المغلف بالنبرة الشمعونية، وقال إنه ينسف كل مرجعيات الحوار.


بيروت: يؤكد النائب السابق فارس سعيد ( 14 آذار/مارس ) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن خطاب نصرالله يمكن وصفه بأنه كلام شهابي بنبرة شمعونية، مضمون الكلام أنه يطالب بالحوار وكأنّ شيئًا لم يكن، وكأن اللواء وسام الحسن لم يقتل، وكأن ليس هناك من اتهام للمتهمين الاربعة لدى المحكمة الدولية، ويُطالب بالعودة الى الحوار قبل فوات الآوان وقبل خراب البصرة، وسقوط النظام السوري، ويربط الحل بسلة واحدة الاتفاق على قانون الانتخابات وعلى طبيعة الحكومة التي ستأتي ما بعد الانتخابات، وهذا الكلام يراد منه استدراج قوى 14 آذار/مارس، الى حالة من التفاوض، مع حزب الله في المرحلة المقبلة، وبالتالي اذا نظرنا الى هذا الكلام من هذا المنظور، يكون كلامًا لما سيأتي ما بعد سقوط النظام في سوريا.

في حال سقط النظام في سوريا، ألن تتحاوروا مع حزب الله؟ يجيب سعيد:quot; الحوار مطلوب وهو دائمًا تسعى اليه قوى 14 آذار/مارس، انما يجب أن نحدد مرجعياته، وهي اولاً اتفاق الطائف كما هو، وليس تحويل طاولة الحوار الى وثيقة جديدة، وهذا الاتفاق نعتبر اولاً اننا دفعنا ثمنه، الكثير من الشهداء، وثانيًا نعتبر أن أي خروج عن هذه المرجعية هو ادخال لبنان مجددًا باتجاه الفتنة، اما المرجعية الثانية في الحوار يجب أن تكون قرارات الشرعية الدولية، وبالتالي لا يمكن أن نتحاور حول الموضوع الانتخابي السياسي في لبنان اذا لم نأخذفي الاعتبار موضوع مرجعية الشرعيات الدولية، أي تنفيذها كلها وعلى رأسها القرار 1559، وطبعًا المحكمة الدولية.

والحوار ثالثًا يجب أن يأخذ مرجعية أخرى هي العلاقات اللبنانية السورية مع طبيعة سورية جديدة، أي الاعتراف بالائتلاف السوري الجديد، وارساء قاعدة تتناسب مع قناعاتنا كلبنانيين، وأن لبنان سيد مستقل، وكذلك سوريا، ولدينا علاقات طبيعية كأي بلد جار.

نصرالله، يضيف سعيد، ينسف كل هذه المرجعيات ويطالب فقط بمبدأ الحوار، وهو يهدف بذلك أنه يدرك أن التشنج القائم اليوم قد يضعف وضع حزب الله في لبنان، أو على الاقل يربكه لذلك يريد أن يتجنب هذا من خلال دعوته الى القبول بمبدأ الحوار، انما في الوقت ذاته ينسف مرجعيات الحوار التي نطالب بها.

ويتابع سعيد:quot; كلام نصرالله سمعناه من ابو عمار قبل اجتياح اسرائيل لبيروت، عن أن قوى 14 آذار/مارس اليوم تبني امورها على حسابات خاطئة.

عن تلميح نصرالله بأن 14 آذار/مارس رحبت بانتصار غزة وكأنها تدعم بطريقة غير مباشرة حزب الله يجيب سعيد:quot; اعتقد أن زيارة وفد 14 آذار/مارس الى غزة شكلت صدمة حقيقية لدى حزب الله، بأن الورقة أي تحالفه مع الفلسطينيين نجحت قوى 14 آذار/مارس في تحقيق اختراق لهذه الجبهة، نكرر ونقول عندما غزة تكون في تل الزعتر لن نكون معها، ولكن عندما تكون في غزة وتدافع بشبابها واطفالها وبقضية محقة، لا يمكن الا أن نكون معها، مرجعية السلاح يجب أن تعود الى الفلسطينيين، مرجعية سلاح حزب الله ليست لبنانية، حتى ندعم هذا السلاح، المرجعية ايرانية، لا يمكن أن ندعمها.

نصرالله والدعوة الى الحوار

وكان الأمين العام لـquot;حزب اللهquot; حسن نصرالله رأى في حديثه أن quot;الفريق الآخر قرر المقاطعة بهدف اسقاط الحكومة، ولم تسقط الحكومة لا في الشارع ولا في المقاطعة، وليس بسبب تمسكنا بل بسبب المعطى الدوليquot;. وقال: quot;اصرار الفريق الآخر على المقاطعة هدفه تعطيل مجلس النواب حتى لا يتم اقرار قانون انتخاب، ما يضعنا امام خيارين، اما انتخابات على اساس قانون الستين او عدم حصول الانتخاباتquot;.

وأضاف :quot; علينا أن نجلس الى طاولة الحوار وفي المجلس النيابي لتمر هذه الازمة وهذا هو المسار الطبيعي. المسار الطبيعي أن نجلس سويًا وأن ندرس قانون انتخاب جديداً، وبعد الانتخابات تشكل الحكومة وفق القوى التي تفرزها الانتخاباتquot;.

وتابع: quot;ألفت عنايتهم الى خطأ في التقدير، فيا شباب بنيتم حسابكم ولديكم تقدير على اساسه تقاطعون وتمنعون أي انجاز لهذه الحكومة. هم يراهنون على سقوط النظام السوري ولكن هل هذا التقدير صحيح؟ اولا الاحداث في سوريا ستتم السنتين، ومن اليوم الاول قال البعض إن النظام السوري سيسقط بعد شهرين ونحن على باب السنتين. اذا كنتم تراهنون على معلومات فهي خطأ، وكل وسائل الاعلام تعمل على اظهار دمشق منطقة ستسقط بيد المعارضة. أي منصف يمكن أن ينظر الى خارطة سوريا ويقرأ المناطق التي يسيطر عليها النظام والمعارضة، ويعرف من ذلك أن النظام أقوى. لا رهانات قوى 14 اذار/مارس كانت صحيحة ومنذ سنتين ترتكبون نفس الخطأ وانتم تركيب سياسي يعتمد على الخارج، فلنجلس ونتكلم لبنانيًا، وانصح هؤلاء الا يستمروا في التقدير الخاطئ واعادة النظر في المقاطعة وليتفضلوا الى المجلس النيابي لنناقش قانون انتخاباتquot;.