يسعى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى مبادرة إنقاذية لتقريب وجهات النظر بين مختلف الأحزاب اللبنانية، ويؤكد أنّ الانقسام بات يثير مخاوف من فتنة ما قيد التحضير، فهل تنجح مبادرته؟
بيروت: quot;دارتا المختارة وكليمنصو، طبعًا بعد قصر بعبدا، مفتوحتان لكل من يريد الحوار وأنا مستعد لتقديم التنازلات لتجنيب البلد أي خضة أمنية قد تطيح بالسلم الأهليquot;، الكلام للنائب وليد جنبلاط امام زواره، حيث تستحوذ مبادرة الحزب التقدمي الاشتراكي، المسماة إنقاذية، على مراقبة الأوساط السياسية لمعرفة ماذا تتضمن من بنود للحلّ، فهي جاءت بحسب أوساط مواكبة، نتيجة مخاوف النائب وليد جنبلاط الذي لا ينفك يعبّر أمام أصدقائه وزواره عن قلقه من تفاعل الخطاب المذهبي وحصول فتنة سنية ndash; شيعية.
يرى النائب خالد زهرمان (المستقبل) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن مبادرة جنبلاط تأتي بعد اغتيال اللواء وسام الحسن، وتعنُّت الفريق الآخر بتمسكه بالحكومة وعدم التجاوب مع تغييرها، واصرار رئيس الجمهورية على موضوع الحوار، لذلك أتت تلك المبادرة في مكانها ووقتها، ولكن لا نعرف مدى نجاحها، ولكنها تبقى جيدة ويجب تفعيلها.
ويؤكد زهرمان أن جنبلاط تحدث عن أن الوضع في لبنان لم يصل الى مثل هذه القطيعة بين الفرقاء حتى ايام الحرب، وحالة الانقسام والانقطاع اليوم لم نشهد لها مثيلاً، وتهدد الوضع الداخلي.
ويقول زهرمان إن التخوف على الاستقرار في البلد هو الاهم وليس فقط الخوف من فتنة سنية شيعية، هناك ضوابط دولية، وعوامل التفجير متواجدة على الارض، مع وجود السلاح، وكلنا نعرف أن وجود السلاح خصوصًا الاساسي حيث الدولة غير قادرة على التعاطي معه، هو ما يبشر بأن الازمة قد تحصل، ويجعل عوامل التفجير موجودة، وفي أي لحظة يمكن أن تنفجر الامور، وكما أن الضوابط الدولية تمنع الوصول الى حرب اهلية، الا أن عوامل التفجير لا تزال موجودة.
ويؤكد زهرمان أن جنبلاط اليوم لا يفتش على تعزيز زعامته من خلال مبادرته الاخيرة، وهي أتت نتيجة لغيرته على وضع البلد، اكثر من البحث عن زعامة، ولا وقت اليوم لذلك. ومن خوف جنبلاط على الاستقرار الداخلي قام بمبادرته، وليس للبحث عن دور أو زعامة.
ويرى زهرمان أنه لا يمكن أن نكون متفائلين كثيرًا بنتيجة تلك المبادرة، ولا يخفى على أحد أن الامور لا تدعو الى الكثير من التفاؤل، لأننا مصرُّون على أن تلك الحكومة لم تعد قادرة علىأن تدير البلد، والفريق الآخر للاسف يقوم بخطابات تؤكد تمسكه بتلك الحكومة، وعدم التخلي عنها.
من هنا، يضيف زهرمان، عملية المبادرة ومدى نجاحها تلفها الصعوبات. وعن استعداد تيار المستقبل لمبادرة جنبلاط، يقول زهرمان التواصل لم ينقطع ابدًا، وعلى مستوى القيادات من خلال سعد الحريري، ووليد جنبلاط، حتى اخيرًا كان هناك اتصال بينهما.
جنبلاط : عينه على الانتخابات
من جهته يرى النائب السابق اسماعيل سكرية (كتلة الوفاء للمقاومة) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن مبادرة جنبلاط تبرز دوره لتخفيف التوتر السياسي، ولكن ايضًا لإبراز الدور الايجابي الجامع الموحد، وعينه على قانون الانتخاب.
هل مخاوف جنبلاط بمكانها بحيث يؤكد أن القطيعة لم تصل الى هذا الحد بين الفرقاء اللبنانيين حتى في أيام الحرب؟ يؤكد سكرية أنها في مكانها ولا مبالغة، وتلك القطيعة متصلة بشكل أو بآخر بما يجري حولنا. ويؤكد سكرية أن التخوف من فتنة سنية شيعية اليوم في مكانه، وتخوف جنبلاط من موقع خبرته وتجربته، والاحداث التي جرت.
ويرى سكرية أن مبادرة جنبلاط لتعزيز موقعه لبنانيًا ودرزيًا خصوصًا. وجولة مناصريه على مختلف الفرقاء لن تلقى الردود المتوخاة، لأن الامور اكبر من مبادرة جنبلاط، والظروف السياسية تحكمها الاوضاع الاقليمية.
ويرى سكرية أن الدول الخارجية والقرار الدولي يمكن أن يحل الوضع في لبنان، وهذا ما يجعل الوضع مستقرًا في لبنان، فمع ضغط دولي اميركي فرنسي، تتسهل الامور في لبنان وتُفتح القنوات.
التعليقات