انكسرت الجرة نهائيًا بين حزب الله والقوات اللبنانية بعد الخطاب الاخير لرئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ردًا على الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، فهل نشهد توترًا اضافيًا في الشارع اللبناني؟.



بيروت: اعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع نهاية علاقات كانت منقطعة اصلاً، ولا يمكن العودة عنها لا عبر حكومة وحدة وطنية، ولا من خلال طاولة حوار، باعتبار أنّ الأمور بينهما وصلت إلى الطريق المسدود بعدما تحوّلت الخلافات في وجهات النظر إلى حرب إعلامية استخدم فيها جعجع تعابير من العيار الثقيل في رد مفنّد على المواقف التي كان قد أعلنها نصرالله في بداية الأسبوع.

ويرى النائب طوني ابو خاطر ( القوات اللبنانية) في حديثه لquot;إيلافquot; ان رد رئيس القوات اللبنانية على الامين العام لحزب الله كان واضحًا، والخطاب كان ردًّا على نصرالله، الذي كان واضحًا وكان هناك مغالطات وتجن على الكثير من الفرقاء في لبنان، فالامر استدعى ردًّا مفنّدا من جعجع ، ووضحه من خلال وثائق دقيقة، واتى على مواضيع عديدة منها موضوع الانتخابات، عندما قال انه كيف ما كان القانون سوف نربح.

عن اعتبار البعض ان خطاب جعجع جعله يزجّ بنفسه داخل الصراع السني الشيعي ولم يكن موفقًا برده الاخير، يرد ابو خاطر:quot; من الاساس التجني الاكبر عندما تم اتهام المسيحيين انهم يسعون الى الفتنة على الساحة السنية الشيعية، وهو امر مغلوط جدًا.

ويضيف ابو خاطر :quot; ان لسان حال المسيحيين في قوى 14 آذار/مارس، انهم لا يريدون الفتنة بل الوطن.

وهم يعتبرون ان اي ازمة سنية شيعية تؤدي الى دمار الوطن ككل، وفي العراق مثلاً ما حصل من ازمة ادت الى شبه زوال للمسيحيين.

ومن هنا النزاع الذي يتم الحديث عنه ليس مرتجى من 14 آذار/مارس، وتوسع جعجع في حديثه عن امور اخرى انما اعطى اثباتات لكل ما قاله.

ويضيف ابو خاطر ان جعجع يريد دائمًا من خلال خطاباته الحفاظ على الوطن الذي لا يبنى الا من خلال تكاتف كل القوى، الطلاق حاصل منذ زمن مع كل الافرقاء حتى اعضاء المجلس النيابي على اساس انه يجب ان تقف آلة القتل، والا يغطي فرقاء 8 آذار/مارس الامر.

التباين.. ميزة لبنان

بدوره يتحدث النائب قاسم هاشم ( كتلة التنمية والتحرير) ويؤكد لquot;إيلافquot; ان المشهد السياسي في البلد اليوم منقسم بين فريقين، ومعروف موقف كل فريق من الآخر في مجمل القضايا، وامر طبيعي مع وجود انقسام بهذه الحدة، فكل الامور والقضايا في كل المراحل تكون حاضرة للخطاب السياسي، ومن هذا المنطلق من الطبيعي ان نشهد رد جعجع، واصبحت تلك من النكهة السياسية التي يتميز بها لبنان.

ورد جعجع، بحسب هاشم لم يكن مفاجئًا سوى انه كان مباشرًا، وكان متوقعًا ان يكون هناك رد، ولكن ما جاء في الرد لم يكن بالمستوى ذاته من التعاطي، ولكن من حق اي فريق، ايًا يكن موقعه وموقفه، ان يختار ما يراه مناسبًا لابداء رأيه او للدفاع عن فريقه، وهو امر طبيعي في السياسة اللبنانية، ومن يرى غير ذلك فهو غير واقعي.

ويضيف:quot; وقد تكون تلك الواقعية بعيدة عن المنطق السياسي السليم الذي يحفظ امن البلد والاستقرار السياسي، ولكن يبقى هذا لبنان، وعلينا ان نرتضيه كما هو سلبًا وايجابًا.

ولدى سؤاله ان جعجع من خلال تصريحاته اعلن الطلاق مع كل فريق 8 آذار/مارس؟ يجيب هاشم:quot; موضوع جعجع وطلاقه مع 8 آذار/مارس معروف سابقًا، منذ ان بدأ هجومه على رئيس المجلس النيابي نبيه بري المعروف بمواقفه المتزنة، وانه صمام امان لدى كل اللبنانيين.

وعندما يكون هناك اشارة للطلاق مع بري فهذا يعني ان من اراد هذا الموقف لم يستثن احدًا، وذهب في السلبية الى اقصى الحدود التي لا توفر احدًا ولا تترك مجالاً للتفاهم او التوافق السياسي.

اما هل يمكن القول ان هناك نعيًا كاملاً لطاولة الحوار؟ فيؤكد هاشم انه مهما كانت حدة المواقف، يجب الا يكون هناك اي تأثير في المشاركة في طاولة الحوار، بل على العكس تمامًا مع وجود انقسام على هذا المستوى، فالامر يعني انه يجب الاسراع في التلاقي حول طاولة الحوار، وليس هناك من مبرر مهما اتسعت الخلافات في الرؤيا السياسية، ان يتباعد الفرقاء عن اللقاء.