ينقسم اللبنانيون على مختلف الامور، لكنهم لا يعرفون من يؤيدون في الانتخابات الأميركية، على الرغم من أنهم يميلون إلى باراك أوباما من دون شرح الأسباب، إلا المثل اللبناني quot;من تعرفه أفضل ممن تتعرف إليهquot;.


بيروت: اليوم، عشية الانتخابات الاميركية التي يتنافس فيها المرشحان الديموقراطي باراك اوباما والجمهوري ميت رومني، لا يقف اللبنانيون على الحياد، قاعدة وسياسيين، بل يدلون بدلوهم، من دون أن يقترعوا لأحد المرشحين، ومبررهما خدمة مصلحة لبنان، الذي يذهب في السياسة الأميركية الثابتة فداءً لحماية إسرائيل.

رامي عيد يرى أن السياسة الاميركية مستمرة ولا تختلف بين شخص وآخر، quot;فالاميركيون يضعون خطة وينفذونها، وحتى اليوم تبين أن باراك اوباما رجل واقعي غير مهووس بالحربquot;. يضيف: quot;لا نستطيع تقدير السياسة الاميركية الا بحسب الظروف، مع وجود مجلس اعلى للدفاع يضع الخطط العسكرية، ورئيس الجمهورية يدعمها أو يتحفّظ تجاهها، ولم يعرف حتى الساعة اذا ما كان ميت رومني رجل حربquot;.

... حتى يصبح المرشح رئيسًا

أما باتريسيا ابو خليل فتؤمن بالديموقراطية والتغيير، تقول: quot;شاهدنا سياسة اوباما، ويبقى أن نعرف سياسة رومني بحسب طروحاته، وأنا مع تنفيذ الأسلوب الديموقراطي من خلال ايصال الفريق الثاني للحكمquot;.
ولا ترى ابو خليل فريقًا أفضل من الفريق الآخر بالنسبة إلى لبنان، quot;لأن اميركا تحاول الحفاظ على نظام اسرائيل، وتبحث دائمًا عن توفير الامان لاسرائيل على حساب لبنانquot;.

آية عوض تؤكد أنه بحسب برنامج رومني والسياسة التي يتبعها، فهو لا يختلف كليًا عن برنامج اوباما، والفرق أن اوباما كان بالحكم وكان لديه تأييد اكبر. وهي لا ترى أي تغيير بالنسبة للمناظرات التلفزيونية، quot;لأن السياسة تبقى ذاتها، والمناظرات تبلور بعض الامور لكنها لا تسمح لنا بالحكم المطلق الا عندما يصبح المرشح رئيسًاquot;.

جهاد كلش لا يرى تغييرًا في السياسة الاميركية في حال تغيّر الرئيس، لأنها مرسومة وما يفعله الرئيس الجديد هو اكمال طريق سلفه. ولهذا، لا يصدق جهاد كلام المرشحين وتبقى بنظره كلمات في الهواء، لكسب الاصوات لا اكثر ولا اقل.

ولا يرى جهاد ضررًا في أن يكون رومني مرمونيًا، فبرأيه quot;لم يكن اوباما كاثوليكيًا 100 بالمئة، علمًا أن الاميركيين برأيه لا يعيرون أي اهتمام للديانات كما في لبنانquot;.

من تعرفه أفضل ممن تتعرف إليه

يرى الاعلامي علي الامين، في حديث لـquot;إيلافquot;، أن لبنان وسوريا من القضايا المهمة على لائحة المرشحين الاثنين، quot;لكن لا يبدو أن تغييرًا ما سيحصل في السياسة الاميركية تجاه لبنان، أو سوريا تحديدًا، قبل أن نخوض بالموضوع الفلسطيني. فسواء أتى رومني أو بقي أوباما، ليس هناك من تغييرquot;.

يضيف: quot;هو أمر ننشغل به دائمًا، قد يكون الرئيس السابق جورج بوش الشخصية الوحيدة التي كان لها دور في اطلاق الحرب، واشكك في هذا الامر، ولكن لو صدقنا هذه المقولة، من الواضح أن الاميركيين بعد تجربة العراق اصبحوا اقل حماسًا لأي مغامرة قد تؤدي إلى تداعيات تصيب الاميركيين انفسهم، سواء بعدد القتلى أو الجرحى، لذلك اميركا اليوم، رومنية أو اوبامية، في حال حذر وعدم اندفاع، ومنكمشة اكثر مما هي مغامِرة في اتخاذ خطوات هجوميةquot;.

لا يفضل الأمين مرشحًا على آخر، لكن لبنانيته تميله إلى أوباما على قاعدة quot;من تعرفه أفضل ممن تتعرف إليه، ولهذا أقول إن أوباما يتميز على منافسه بهذه الأفضلية لا أكثرquot;، كما قال. وتابع: quot;هذا ما نعرفه نحن، لكننا خارج الولايات المتحدة، وقد تؤثر السياسة الخارجية للمرشح في ترجيح كفته في الانتخابات لكن هذا التأثير ضئيل، لا يتجاوز الخمسة بالمئة، فالجمهور الاميركي يهتم اكثر بالسياسة الداخلية، وهي التي تصنع الفارق بين المرشحين، وبما أن الفارق بين أوباما ورومني بسيط، أي موقف، داخلي أو خارجي، يساهم في بلورة التوجه الشعبي الأميركي، وبالتالي المواقف النافرة ممكن أن تؤثر بشكل كبير على المرشح خصوصًا في موضوع السياسة الخارجية.

شبيك لبيك.. الرئيس بين يديك!

جالت quot;إيلافquot; على مجموعة من النواب اللبنانيين، على مختلف انتماءاتهم السياسية، تستمزجهم في سؤال واحد: ماذا تطلبون من الرئيس الاميركي الجديد للبنان؟ كان النائب سامي الجميل، عن الكتائب اللبنانية، أول من التقته quot;إيلافquot;، فأجاب ضاحكًا: quot;لا نريد شيئًا منه، نريد من اللبنانيين أن يهتموا بأنفسهم من دون أي تدخل خارجيquot;. لكن زميله ورفيقه في الكتائب النائب سامر سعادة طلب من الرئيس الاميركي الجديد منع التدخلات الاجنبية في لبنان والحفاظ على أمنه. اضاف :quot;نريد الحرية والكرامة كما يريد الرئيس الاميركي الحرية والكرامة لشعبهquot;.

وضحك النائب علي فياض، عن حزب الله، مجيبًا: quot;لسنا من يطلب من الاميركيين شيئًا، فاتمنع عن الاجابةquot;.

أما النائب خالد الضاهر، عن تيار المستقبل، فقال: quot;نطلب تطبيق الديموقراطية فعليًا، والالتزام بحقوق الانسان في كل بلاد العالم، وعدم الكيل بمكيالين، خصوصًا في قضية الشعب الفلسطيني وعودته إلى بلاده، وعدم السماح لنظام سوريا المجرم في الاستمرار بقتل شعبه بهذا الشكلquot;.