تنطلق يوم غد الانتخابات الاميركية بين المرشحين الجمهوري ميت رومني والرئيس الحالي الديمقراطي باراك أوباما. ومع تقارب نسب الاصوات بين المرشحين، يرى قرّاء إيلاف أن ميت رومني الافضل من منظور عربي.


أمستردام: مع اقتراب انتخابات الرئاسة الأميركية السابعة والخمسين التي تنطلق يوم غد السادس من شهر نوفمبر الجاري يحتدم الصراع بين المتنافسين الرئيسيين الرئيس الحالي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني، وعلى جانبيهما تتصارع شعوب وأقوام كلٌ يرجح لهواه ومصالحه كفة أحدهما.
آخر استطلاعات الرأي (قبل 48 ساعة) كانت نتيجتها التعادل بين المتنافسين بحصول كل منهما على 48% من رغبات المصوتين فيها.

ولنتائج استطلاعات الرأي قوة في أوروبا وأميركا حيث تأتي في معظمها مقاربة للنتائج المرتقبة.
وفيما ينقسم العرب، كما بقية الامم، بين المرشحين الجمهوري (ميت رومني) والديمقراطي ( باراك اوباما) ينضم العرب الاميركيون لمواطنيهم في الولايات المتحدة الاميركية في اختيار احدهما وفق ما سيحققه داخلياً.
فقد أظهرت إحدى نتائج استطلاع المعهد العربي الأميركي أن 52% من العرب يؤيدون أوباما، مقابل 28 في المئة لرومني. ويكشف ذلك عن تراجع عن نسبة تأييد العرب لاوباما في انتخابات عام 2008 التي وصلت إلى 67 في المئة.

التابعون يرون أن العرب ليسوا وحدهم في تراجع تأييدهم لاوباما، فالاستطلاعات تؤكد أن شعبية أوباما تراجعت رغم أن رومني لم يستطع أن يتفوق عليه بوضوح حتى الآن، لأنهم أصبحوا في فترة رئاسة أوباما الاولى أكثر ميلاً وقدرة للاندماج في المجتمع حيث القضايا الداخلية باتت أكبر الهموم.
من جانبه يؤكد هاني خلاف مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أن العرب يفضلون فوز باراك أوباما بالانتخابات الأميركية لأن أوباما المرشح الديمقراطي في الانتخابات انتهج سياسة تقارب مع الدول العربية إلى حد كبير وتفاعل ايجابًا مع ثورات الربيع العربي في الدول العربية الخمس.

أما ميت رومني المرشح الجمهوري فإذا نجح سوف يبدأ العرب من اللاشيء وفي الوقت نفسهمقدماته التي يقولها هناك، بعض الاشارات تدل على أنه يميل الى انتهاج نهج الرئيس جورج بوش الابن التي فيها قسوة واستعداء، وفيها إن العالم ينقسم الى فريقين، فريق للأخيار وفريق للأشرار، حسب كلام خلف.
الحماس العربي لاوباما القادم من خلفية مسلمة خفّ، ولم يعد له ذات البريق الذي رافق فوزه التاريخي عربياً الذي تكلل لدى امة العرب والمسلمين في خطابه في جامعة القاهرة في السادس من شهر حزيران يونيو 2009 ولم يزل صدى عبارته التي بدا بها حديثه العربي المختار بعناية بـ quot;السلام عليكمquot; ليطمس كل خطط ومعالم سلفه الجمهوري التي حملت بشائر ونذر الديمقراطية ترغيباً وترهيباً.
لكن بعد أن دارت حبات المسبحة العربية بكف الرئيس أوباما ورهطه حتى انقلبت الطاولة من جديد على رؤوس العرب والاميركيين معاً. فلا سلام تحقق من الوعود الاوبامية للصراع العربي الاسرائيلي، وتنظيم القاعدة انتهى بتكتيك جديد في الحرب معه، رغم مقتل زعيمه بن لادن الذي تفرع التنظيم من بعده، وحقق ولم يزل مواطىء اقدام في أفريقيا وآسيا اضافة للنائمة من خلايا في الغرب.
ورغم عدم تأثير المشاكل والحلول العربية على نتيجة الانتخابات الاميركية التي تسير بمركب داخلي بحت، لكن تبقى تلك مجرد أمانٍ عربية، عادة ما يخالفها الواقع، وكما قيل فالأماني رأس مال المفلسين.

فلا لوبي عربي كالإسرائيلي في أميركا ولا دعم كبير لمرشح ما سوى بالكلام، والعرب أهل الكلام وحسب.
ميت رومني يمسك أوباما من جرحه الذي يؤلمه لحد الآن في حادثة القنصلية الأميركية في بنغازي بليبيا ومقتل السفير كريستوفر جونز، ومسيرة الهجمات الأخرى على السفارات الاميركية على خلفية الفيلم المسيء للنبي محمد. ويضربه أيضاً في يده التي يصر بها اوباما على العلاقات التي زادت توترًا مع روسيا من خلال انتشار درع صاروخي أميركي ndash; أطلسي على تخوم روسيا وهو أمر يرفضه الرئيس الروسي ( فلاديمير بوتين) الذي يعيد تعزيز قدرات روسيا النووية في البر والبحر والجو. ويخوف رومني الاميركيينمن احتمال نشوب حرب نووية عالمية.
لكن المقادير التي اتحفت الرئيس الاميركي السابق بزخة انتخابية من خلال طلب زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن من الاميركيين عدم انتخاب جورج بوش، كانت رغم قسوتها، باعصار ساندي الذي ظهر فيه، بل وسميّ من قبل محللين وموظفي حملته بـ رجل الاعصار، فجال على المتضررين وشاركهم خوفهم، وركض مع الهاربين وفزع مع الخائفين. شاكرًا في سره هبات الطبيعة الجليلة.
فطغت حركاته على دعوات رومني حول الاعصار الذي اذهبت ريحه بدعوات حملته بأن تكون الاولوية لمتضرري الاعصار.

العرب يطبقون مبدأ الذي تعرفه أفضل ممن لا تعرفه حتى في السياسة ومع الرؤساء الاميركيين، فمعظم رغبات الساسة تؤيد بقاء السيد الاسود في البيت الابيض على منافسه المجهول لديهم والبعيد عنهم الا في انتمائه لطائفة المرمون (سبعة ملايين أميركي) التي تبيح تعدد الزوجات وتقترب من تعاليم الإسلام الذي يبيح تعدد الزوجات، الامر الذي يميز طائفة المرمون وتدعو إليه، لأنه حسب منشورات المرمون يصون المرأة والأسرة والمجتمع.
لقرّاء إيلاف كان لهم تصويت استباقي في الانتخابات الاميركية من خلال الاجابة على سؤال الاستفتاء للاسبوع الماضي حول أي المرشحين في الانتخابات الاميركية أفضل من منظور المصالح العربية. فرأى 53,08% (2490) في رومني أفضلية على منافسه أوباما الذي تراجع عن رومني باكثر من 6%،وأيّده ما نسبته 46,92% (2201) وبلغ عدد المشاركين في الاجابة على سؤال الاستفتاء 4691.