خلال اليومين الماضيين، انهمرت التعليقات الساخرة عبر مواقع الفيسبوك والتويتر من قبل بعض اللبنانيين، الذين تناولوا الحدث الانتخابي الاميركي بالكثير من السخرية والتهكم.


بيروت: quot;شيش باراك صحن يومي... وديك رومني للمناسبات فقطquot;.

quot;ولا تزال تحليلات الجيوبوليتيك مستمرة ...المفكر جورج اسطفان : اولى تداعيات فوز اوباما طلاق هيفاء وهبي.quot;

quot;الولايات المتحدة quot;اختارتquot;، والشعوب العربية quot;احتارتquot; مَن تؤيّد اوباما أو رومني.quot;

quot;جمهوريّ يتقبّل هزيمته... ديموقراطيًا.quot;

ككل مرة وأمام أي استحقاق عالمي أو محلي، اشتعلت مواقع الفيسبوك والتويتر في لبنان باطلاق النكات من هنا وهناك، فلا شيء بنظر اللبنانيين، يستحق التعليق عليه الا من خلال النكتة والمزاح.

سياسة جدران الفيسبوك

ترى العالمة الاجتماعية ميشلين فياض في حديثها لـquot;إيلافquot; أن بعض الناس يلجأون الى التعبير عن آرائهم السياسية التي يرون أن لا مجال للتعبير عنها بصورة علنية الا من خلال وسائل يرونها آمنة، حيث لا تظهر فيها شخصية المعبر كإطلاق النكات السياسية الساخرة من الواقع أو كتابة تعبيرات وتوقيعات على جدار الفيسبوك التي انطلقت اساسًا من الكتابة على الجدران العادية عندما لم يكن احد يعرف من هو صاحبها أو أن يستخدم رمزًا في تعبيراته الفنية يعبّر من خلاله عن موقفه تجاه أمور حياتية وسياسية معينة، وتؤكد أن ذلك لايعني أن الناس منعزلون تمامًا عن الاحداث السياسية الداخلية وانما هم يعانون من عدم التعبير عن آرائهم بصورة علنية اما لتأثرهم بالماضي وما شاهدوه من اضطهاد سياسي او تنشئتهم الاجتماعية التي رسخت فيهم شيئًا من السياسة، وتضيفquot; أن حل هذه المشكلة يتمثل في ثلاثة محاور أساسية وهي أن يتيح للناس والشباب خصوصًا التعبير الحر وتترك للقضاء سلطة من يسيء استخدام هذه الحرية في الوقت الذي تتيح فيه وسائل الاعلام الفرصة لظهور برامج توضح من خلالها دور الشباب في حل المشكلات العامة، كما يجب أن تغرس فكرة المشاركة السياسية من خلال العملية التعليمية ثقافة وسلوك المكتسب، حيث يجب أن نكون على يقين من أن الشباب مازال بخير ويستطيع تقديم المزيد واذا لم نعمل على تغيير الاوضاع التي دفعت للاحجام والخوف من المشاركة فسوف نقتل بداخله طاقات هائلة قد يتم توجيهها الى اعمال ضارة بالشباب بل وبالمجتمع ككل.

وتؤكد أن غياب الاحزاب ودورها الفاعل في لبنان جعل من فيسبوك اداة لتنفيس الاحتقان، فغدا الفيسبوك كبديل عن حزب تنضم اليه مجموعة ما وتعبر من خلاله عن رؤيتها السياسية للامور.

الفيسبوك والتويتر في الانتخابات الاميركية

في حملة الانتخابات الاميركية لعبت وسائل الاعلام الاجتماعي دورًا بارزًا في التواصل مع الناخبين والمناصرين، واصبحت وسيلة سياسية فاعلة لجمع المال للحملات وانخراط المجتمع المدني في المعركة السياسية، وتحفيز الشباب على النقاش في المجال السياسي.

فمن الحملة الانتخابية للرئيس الاميركي اوباما منذ العام 2008، حتى الحملة العام 2012، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تواجدًا كبيرًا لمناصري كل من المرشحين الديموقراطي والجمهوري، ورغم محاولة الجمهوريين اللحاق باوباما على شبكة الانترنت، فإن الاحصاءات المختلفة أظهرت تقدم اوباما الكبير على ميت رومني في الفضاء الافتراضي، خصوصًا أن فريق اوباما الانتخابي استنبط أخيرًا استراتيجية جديدة لاستهداف الناخبين، بشكل مباشر عبر البريد الالكتروني، على صفحات الفيسبوك بما عرف بالنرفيل بروجيكت.

وقد استفاد كلا المرشحين من مواقعهما عبر الانترنت في تقديم نفسيهما وأطروحاتهما إلى ناخبيهما سواء على الموقع الخاص بهما أو على موقعي الحزبين.

وكانت رسالة ورؤية موقع الرئيس الاميركي باراك أوباما الالكتروني الأساسية هي ثقته في الأميركيين أنفسهم على إحداث التغيير في واشنطن، فهو لم يسألهم التصويت له مباشرة أو تأييده، وإنما أعطاهم الحق في التفكير وإحداث التغيير.