أعادت أحداث غزة امس إلى الأذهان ما حصل في العام 2006، حين بدأت الاحداث من غزة وانتقلت إلى لبنان، والتخوف اليوم من أن يتكرر السيناريو نفسه.
بيروت: يرى المنسق العام للروابط الشعبية في لبنان معن بشور في حديثه لـquot;إيلافquot; أن الهجوم الاسرائيلي على غزة، والذي بدأ باغتيال احمد الجعبري، أحد ابرز قادة حماس العسكريين، والذي اختار لنفسه اسم عامود النار، وهو اسم توراتي، يشير الى ترحيل انصار موسى الى سيناء، مما يحمل دلالات على أن هناك خطة اسرائيلية لترحيل اهل غزة الى سيناء، فهذا الامر يأتي في اطار الهجوم الاسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني وعلى الامة العربية، وكذلك في إطار احساس الحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو وحليفه ليبرمان، بالمأزق المتعاظم الذي يواجهه هذا الكيان، لا سيما عشية انتخابات مبكرة للكنيست الاسرائيلي، وثالثًا في اطار محاولة تل ابيب الدخول عبر الانقسام الفلسطيني والعربي، من اجل فرض رؤيتها ومشروعها في المنطقة.
ويضيف بشور:quot; اعتقد ايضًا أنه يأتي في اطار محاولة اسرائيل اختبار الحكومة المصرية، بعد التغييرات الاخيرة، واحراجها في الوقت ذاته، فاذا امتنعت هذه الحكومة عن الرد فستواجه مشكلة مع الشعب المصري، واذا لجأت الى أي نوع من انواع الرد، فإنها ستواجه مشكلة مع دول الغرب التي تنتظر مساعدات مالية منها لحل مشكلة الاقتصاد المصري.
وهذا الهجوم يأتي في اطار اختبار علاقة الرئيس الاميركي باراك اوباما باسرائيل، بعد انتخابه، خصوصًا بعدما تكاثرت التحليلات التي تتحدث عن وجود خلاف بين نتنياهو واوباما.
أما هل يمكن لتلك الاحداث أن تمتد الى لبنان من خلال حرب اسرائيلية على جنوبه؟ يجيب بشور:quot; من المبكر الحديث عن تداعيات هذا الهجوم على لبنان وعلى المنطقة، هذا الهجوم قد يكون امرًا آخر يرتكبه الاسرائيليون على قطاع غزة، بعدما باتت امكانية الهجوم على دول أخرى محفوفة بمخاطر استراتيجية كبرى على اسرائيل.
ويضيف:quot; يعتقد الاسرائيليون أن غزة هي النقطة الاضعف في الجبهات المحيطة بها، كما يعتقدون أن الهجوم على غزة يجنبّهم الحرب التي اعلنوا عنها مرارًا ضد ايران، أو ضد لبنان أو سوريا، ولكن لا يستطيع احد أن يتحكّم بمسار هذا الهجوم، فاذا امتد ربما يؤدي الى فتح جبهات أخرى وفي مقدمها الجبهة اللبنانية، وبالتالي، فإن هذا الاحتمال يبقى واردًا كما يبقى واردًا ايضًا فتح الجبهة السورية، وربما حرب مقبلة مع ايران نفسها، لان حكومة تل ابيب، خصوصًا بعدما فوجئت بقوة الرد الناري والصاروخي التي تملكها المقاومة في غزة، التي وصلت صواريخها الى تل ابيب نفسها، هذا الرد قد يؤدي الى تصعيد من الجهة الاسرائيلية، والفلسطينية ويؤدي الى حرب شاملة.
ولدى سؤاله في العام 2006 بدأت الاحداث في غزة ومن ثم انتقلت الى لبنان في تموز/يوليو من العام ذاته، هل يمكن ان يتكرر السيناريو ذاته اليوم؟ يجيب بشور:quot; لا اؤمن بتكرار السيناريوهات، ولكن اعتقد أن هناك ترابطًا وثيقًا للجبهة الشمالية لاسرائيل، أي لبنان، والجبهة الجنوبية، أي قطاع غزة، وخصوصًا أن هناك تشابهًا في الظروف واسلوب المواجهة، والصواريخ بعيدة المدى التي انطلقت من غزة، تذكر بصواريخ مماثلة انطلقت من لبنان في العام 2006، وقد تحدث الاسرائيليون بالامس بأنهم قصفوا مصنعًا لطائرات من دون طيار في غزة، مما يشير الى ان هناك نوعًا من التكامل الاستراتيجي بين الوضع في غزة وجنوب لبنان، ومن هنا فكل الاحتمالات واردة، ولكن :quot; اعتقد أن هذا الهجوم في ظل المتغيّرات العربية والدولية لن يكون لصالح اسرائيل وربما تضطر الى أن توقفه بين لحظة وأخرى اذا شعرت أن الخسائر الناجمة عنه تفوق المكاسب التي يمكن أن تحققها.
ويشير بشور الى أن على اللبنانيين أن يتحصنوا داخليًا لأي هجوم عليهم من خلال عدم الانقسام، لأن القوة الرئيسية لاسرائيل تكمن في اجواء الانقسام السائدة، فهذا الهجوم تسلل الى غزة مرة جديدة، من واقع الانقسام الفلسطيني، وقد يتسلل الى لبنان من واقع الانقسام، فاللبنانيون مدعوون الى أن يستوعبوا ما يجري في غزة ليتأكدوا أن الخطر لا يزال محدقًا وأن اي انقسام وأي تصعيد لبناني داخلي يمكن أن يشجعا اسرائيل على استهداف لبنان، والرد يكون بالحوار اللبناني-اللبناني وبحكومة وحدة وطنية لبنانية.
التعليقات