مع ارتفاع عدد النازحين السوريين الى لبنان، هل يمكن القول إن الأمان السياسي في خطر اليوم، وما مدى تشابه هذا النزوح بمجيء الفلسطينيين في اربعينات القرن الماضي؟.


بيروت: يرى النائب عاطف مجدلاني ( المستقبل ) في حديثه لـquot;إيلافquot; أنه لا يجب ربط الامن في لبنان بالنازحين السوريين، لأنه مرتبط بالحكومة وكيف هذه الاخيرة تتعامل مع هذا الموضوع، والحكومة يجب أن تكون لديها خطة بالتأكيد على الامن الذي يجب أن يكون مرتبطًا بمجمل الامور الاقتصادية وتحسين اوضاع الناس، والامن في البلد يهتز منذ العام 2012، حيث شاهدنا حواجز امنية لم نشهدها من قبل، بمعنى خطف وطلب فدية، وهذا كله نتيجة تراخي الحكومة وعدم وجود رؤيا لديها لتحسين اوضاع الناس، في ظل هذه الحكومة تراجع الاقتصاد كثيرًا.

وفي السياسة هذه الحكومة لم تستطع حل المشاكل، وكذلك التعاطي مع الامور الحياتية بمسؤولية.

اما هل هناك تراخٍ حكومي ورسمي بضبط الحدود وحركة النزوح؟ فيجيب مجدلاني:quot; هذه الحكومة تأخرت كثيرًا في التعاطي مع موضوع النازحين بطريقة مسؤولة ومنظّمة، وكنا نطالبها خلال اشهر بالاهتمام بالنازحين، وكانت تنأى بنفسها عن هذا الموضوع، واليوم الحكومة بمواجهة مشكلة تكبر يومًا بعد يوم، نتيجة الظروف التي نشهدها في سوريا، بالامس اجتمعت لوضع خطة للنازحين، كان من المفروض سابقًا أن تضعها، وهذا التخبط سيكلف لبنان الكثير.

هل يشبه نزوح السوريين ما حصل في اربعينات القرن الماضي مع تهجير الفلسطينيين باتجاه لبنان؟ يؤكد مجدلاني أن هناك فارقًا اساسيًا وهو أن الفلسطينيين لا دولة لهم يرجعون اليها، بينما السوريون السبب في نزوحهم الخطر الامني على حياتهم، لذلك الامر يختلف جذريًا.

الوافدون السوريون بعضهم يتمركز في بؤر امنية مشبوهة ومليئة بالسلاح، ما مدى خطورة ذلك على لبنان؟ يجيب مجدلاني:quot; طبعًا هناك خطر من اوضاع هؤلاء النازحين، ومن الممكن أن يدفعهم ذلك الى التسلح وعرض خدماتهم على مجموعات مسلحة للقيام بأعمال عنفية، لذلك على الحكومة مراقبة هذا الموضوع عن كثب لمنع حدوث أي خلل امني.

هل بقاء السوريين النازحين في لبنان سيشهد في المستقبل تصادمًا امنيًا بينهم وبين القوى المناهضة لهم وعلى رأسها حزب الله؟ يجيب مجدلاني:quot; لا اعتقد أن السوريين سيبقون، لأنهم شعب حي، ولن يتخلوا عن وطنهم، وسيعودون متى هدأت الامور في سوريا، بخاصة بعدما تنتهي الاعمال العنفية.

النازحون السوريون.. والرأي الآخر

النائب ناجي غاريوس ( تكتل التغيير والاصلاح التابع لعون ) يؤكد في حديثه لـquot;إيلافquot; أن النازحين قد يكونون من جنسيات مختلفة ومع وجود مشاكل في سوريا، هذا يشكل خطرًا اضافيًا على لبنان، وعددهم مع وجود تطمينات من الامن العام، اكبر مما يعلن.

لا قدرة في لبنان، بالوقت الضيق الذي يأتي فيه النازحونلا يمكنتسجيلهم كلهم.

اما النازحون في لبنان فمنذ عامين هناك خلاف على الحكم في سوريا ومن كان مستفيدًا من الوجود السوري في لبنان، اليوم اصبح ضده، اما نحن كتيار وطني حر لا نأخذ طرفًا سياسيًا، ولا نريد التدخل.

ما قلناه في اليوم الاول لدخول السوريين إننا لا نقبل أي تدخل سوري في لبنان، ولذلك لوحقنا وادخلنا السجون، واليوم الفريق الآخر المستفيد من الوجود السوري في لبنان سابقًا، اصبح اليوم ضده بعدما اوعز الاميركيون له بذلك.

اما هل يشبه النزوح السوري اليوم نزوح الفلسطينيين في اربعينات القرن الماضي؟ فيجيب غاريوس :quot; مع التهجير الفلسطيني في الـ1948 قالوا إن الفلسطينيين سيأتون موقتًا،غير أن الدولة اللبنانية حينها وضعت الفلسطينيين حول المدن الكبيرة في لبنان، من طرابلس الى بيروت وصيدا وصور والبقاع.

واليوم مر اكثر من 62 عامًا ولم تحل قضيتهم، واثرت القضية الفلسطينية على لبنان، اما في سوريا فمعروف مَن وراءهم، فأميركا واوروبا وبعض الدول العربية، يرغبون بقلب الحكم في سوريا لأنه لم يعد يخدم مصالحهم.