يلاحظ مرتادو المقاهي والمطاعم اللبنانية أن قانون منع التدخين في لبنان تحول حبرًا على ورق. فالجميع يدخّن في ظل تراخٍ ملحوظ من قبل السلطة التنفيذية.


بيروت: يلاحظ غالبية قاصدي المطاعم والمقاهي في لبنان اليوم، أن قانون منع التدخين غير ملتزم به كما كان في السابق، والسبب بحسب رئيس لجنة الصحة في البرلمان اللبناني عاطف مجدلاني الذي تحدث لـquot;إيلافquot;، أن قانون منع التدخين وصل الى مرحلة من التراخي من قبل السلطة التنفيذية، مع لغط في موضوع تعديل القانون واخيرًا أتت تصريحات بعض الوزراء خصوصًا وزير السياحة فادي عبود، كل هذه الامور جعلت اصحاب المطاعم، يتجاوزون القانون، وكذلك تصريح وزير السياحة عن موسم الاعياد وضرورة أن يتساهل البعض في قانون منع التدخين وكلها أدت الى هذا التراخي والفلتان.

وبعد الاعياد تحركنا، يضيف مجدلاني، مع المجتمع المدني، ونطالب الحكومة بأخذ قرار بتنفيذ هذا القانون، بشكل حازم، الى أن يصار الى تعديله، والمطلوب من السلطة التنفيذية أن تأخذ بيدها هذا القانون بشكل جدي وحازم.

ويضيف مجدلاني أن الموضوع قد يكون سُيّس قليلاً من قبل وزير السياحة، ولكنها مؤسسات سياحية تابعة لوزارة السياحة قد حاول الوزير التخفيف عنها، وتأثر بالضغط الذي مارسته تلك المؤسسات عليه، علمًا أن جميع الكتل النيابية وافقت على هذا القانون.

هل الفوضى في لبنان وراء عدم اتباع هذا القانون بصرامة؟ يقول مجدلاني إن هذا القانون بعكس كل القوانين، عندما اعلناه كان الالتزام به في البدء جديًا، بحدود الـ80%، لأن اللبناني يعرف من خلال ثقافته وكل الامكانات التي قمنا بها خلال سنوات وخلال برامج التوعية، من مضار التدخين، كلها جعلت اللبناني اكثر وعيًا، ومن جهة أخرى كان هناك تنفيذ حازم في البدء من قبل الاجهزة الامنية اللبنانية. ومع التراخي اليوم، فلتت الامور من زمامها.

ويؤكد مجدلاني أن وزير الداخلية وعد اليوم باعادة ضبط الامور، وسوف نستمر بالضغط لتنفيذ هذا القانون، وسيصار الى الالتزام به بشكل جدي.

اصحاب المقاهي يعترضون

وكان وفد من نقابة اصحاب المطاعم طالب أخيرًا، وزير الاقتصاد نقولا نحاس، بتسهيل شؤون القطاع، من خلال تطبيق قانون منع التدخين مع درس امكانية اقتراح تعديلات معينة على هذا القانون. وعرض رئيس النقابة بول عريس الواقع المرير الذي يعيشه قطاع المطاعم في لبنان، مطالبًا بضرورة تسهيل شؤون القطاع وتمكينه من الاستمرار للمحافظة على العاملين وفرص العمل التي يوفرها هذا القطاع.

مضار التدخين

لا تُخفى على أحد مضار التدخين الكبيرة التي لا تقتصر على المدخن بل تمتد الى التدخين السلبي، ويقول الطبيب المختص جهاد فاضل لـquot;إيلافquot; إن كل سيجارة يدخّنها المرء يمكن أن تزيد من مخاطر إصابته بالسكتة القلبية، فمن الحقائق المعروفة أن التدخين المتواصل يفاقم أمراض القلب على الأمد البعيد، لكن الجديد في الأمر هو أن الباحثين اكتشفوا الآن أن هناك مخاطر للتدخين على الأمد القريب أيضًا، وهي زيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب، والسبب في ذلك يعود إلى أن لكل سيجارة تأثيرًا على نظام عمل القلب.

كذلك من مخاطر التدخين أيضًا أنه يتسبب في إتلاف الخلايا في الدماغ، كما يمنع خلايا أخرى من إعادة إنتاج نفسها.

ويرتبط التدخين بأمراض عديدة لم تكن مدرجة من قبل على قائمة الأمراض المرتبطة بتلك العادة ذات الأثر السلبي الكبير من تلك القائمة التي يعتقد أنها مرتبطة بالتدخين والتي تتضمن سرطان الدم، وعنق الرحم، والكلى والبنكرياس والمعدة، وبعض أمراض العيون وفقر الدم. وكذلك سرطان المثانة، والمريء والحنجرة والرئة والفم، وتتضمن قائمة الأمراض التقليدية المرتبطة بالتدخين، بعض أمراض القلب والرئة وبعض المشاكل الخاصة بالإنجاب.

وبدأ في 3 ايلول/سبتمبر الفائت، تطبيق قانون منع التدخين 100 في المئة في الأماكن المغلقة في لبنان، وسط اصوات معارضة ومطالبة بأماكن للمدخنين، تزامنًا مع صرخة عدد من المطاعم، التي تعتمد على مدخني النرجيلة والسجائر.

يُشار الى ان القانون رقم 174 ينص على منع التدخين في الأماكن العامة المغلقة، ويُشار الى أن الغرامة المالية التي تفرض على المخالفين لقانون منع التدخين، اقلها 135.000 ليرة لبنانية (أي حوالي الـ90 دولاراً).

واثبتت الابحاث بحسب ''البرنامج الوطني للحد من التدخين''، أن نسبة التعرض للتدخين غير المباشر في لبنان مرتفعة جدًا، وأن الهواء الذي نتنشقه ''خطر'' على صحتنا وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية.

وهناك 3500 لبناني يموتون كل عام بسبب اصابتهم بأمراض سببها التدخين، واظهرت دراسة حديثة للبرنامج الوطني للحد من التدخين أن 92 في المئة من اللبنانيين يدعمون قرار منع التدخين في جميع الأماكن العامة المغلقة.