صورة قاتمة ينقلها الشارع اللبناني الى الخارج، تبدأ بعدم قبول الآخر لكنها لا تنتهي بتقوقع كل فئة في مناطقها، بالرغم من التأكيد على الاستفزاز الذي شكله توجه الشيخ أحمد الاسير إلى فاريا.


بيروت: يقول النائب ميشال الحلو ( تكتل التغيير والاصلاح التابع للجنرال ميشال عون) إن موقف البارحة حدده الجنرال عون بالنسبة لزيارة الاسير الى فاريا، فكل الناس مرحب بهم، في كل منطقة من مناطق لبنان، ونحن آخر من يعاب علينا اقفال طرق، أو التعاطي بشكل طائفي، إنما في الوقت ذاته، لا ينقص البلد أي توتر أو استفزازات، وليس مسموحًا اقفال الطريق حتمًا بوجه أي كان، ولكن في الوقت عينه من غير المسموح استعمال الطريق لغايات استفزازية، وما جرى البارحة، أن زيارة الثلج المقررة لأحمد الاسير، مبدئيًا تتم من دون الاعلان عنها قبل ايام، وعندما يكون الوفد من قبل شخصية لها مواقف معينة، بخاصة مواقف نوعًا ما تتسم بالعنف تجاه زعماء منطقة أخرى، على الاقل يتم التنسيق مع من يجب التنسيق معهم، أمور كثيرة كان يجب أن تتم بشكل مرتب ومقبول.

ولدى سؤاله هل من المنطق اليوم أن اللبناني يرفض الآخر لمجرد أنه مختلف؟ يجيب الحلو:quot; حتمًا هذا أمر مرفوض، لأنه يدخل ضمن شرعة حقوق الانسان، وقبل ذلك هي قيم دينية وحضارية نصت عليها كل الاديان السماوية، بخاصة في لبنان الذي يعتبر بلد الحوار وتفاعل الحضارات، المفروض أن مبدأ قبول الآخر والتعاطي معه تقوم عليه الاسس اللبنانية، حيث لبنان بلد التعددية، فيه من كل الفئات، ومختبر انساني كائن بحد ذاته، المفروض أن ينفتح الجميع على بعضهم، من خلال الحوار وقبول الآراء، والمجال يتسع للجميع.

البعض اشار الى أن من قطع الطريق على الاسير هم من انصار الجنرال ميشال عون، يجيب الحلو :quot; تبين البارحة أن عون تحدث عن عدم ارادة بوسطة عين رمانة ثانية، ودعا اهالي كفرذبيان الى فتح الطريق والعودة الى بيوتهم واعمالهم، وتبين في ما بعد أن عون بالعكس لم يكن يريد ذلك، والمبادرة تمت من قبل اهالي كفرذبيان، ورأينا على الارض قوى سياسية أخرى، وفعاليات أخرى.

عون وتغيير المواقف

في النهار كان هناك موقف لعون شجب فيه قطع الطريق على الاسير ثم عاد في الليل ليغيّر رأيه عبر موقف قال فيه إن من هاجم شخصية سياسية يمنع عليه العبور في مناطق تضم مؤيدين لها، يقول الحلو :quot; لم يقل الجنرال يمنع، بل قال إنه بالرغم من تصريحاته وخطبه النارية، فإنه لا يجوز اقفال الطريق بوجه احمد الاسير، ولكن في الوقت عينه توجه الى القوى الامنية وقال لها لا يجوز الكيل بمكيالين والتعاطي بمعيارين مع الناس، وعندما تقطع الطريق في أي مكان على القوى الامنية أن تتصرف بشكل لا يغاير بين منطقة وأخرى، ولا ننسى أنه حصل قطع طرق من قبل الاسير في صيدا، وكانت طريقًا حيوية، وكان التعاطي معه بطريقة معينة، وكان يجب التعامل بالطريقة ذاتها مع اهالي كفرذبيان والمنطقة.

اما هل تتفاعل مسألة الاسير البارحة لنشهد مثلاً قطعًا للطرق امام شخصيات معينة في مناطق غير مرحب بها؟ فيجيب الحلو:quot; حصل ذلك سابقًا عندما توجه عون الى جبيل ومنع من الوصول الى دير ميفوق وسيدة ايليج، وشاهدنا قطع طرق بشكل دائم في لبنان، خصوصًا في الفترة الاخيرة، وهو أمر غير جائز، و غير مقبول، ويقتضي قمعه والتعاطي معه بشكل جدي، لأنها امور لا فائدة منها أو أي طائلة وتعطل اعمال الناس، وتعطي للخارج وللداخل صورة عاطلة عن البلد، نتمنى الا يبقى هذا الموضوع من يوميات اللبنانيين والفلكلور اللبناني، لأنه من المعيب على لبنان واللبنانيين أن تكون صورة لبنان بهذا الشكل حيث الشارع يتحكم بحياة الناس، ونطلب من الدولة المبادرة للنظر الى مطالب الناس من كل النواحي سواء المعيشية أو النواحي الأخرى التي تشكل حالة مطلبية عند الناس، كي لا يضطروا الى التعاطي بهذا الشكل.

ويضيف الحلو :quot; لا شك أن هناك توتراً سياسياً وانقساماً حاداً في البلد، ومنطقة تغلي، وانعكاسات ما يجري في سوريا، والتوتر في ما يتعلق بقانون الانتخابات، كلها امور تؤثر على الناس والشارع، وبالتالي الجو محتقن والاستحقاقات مداهمة، والانقسامات كبيرة وحادة وكلها امور تنعكس على حياة الناس وتصرفاتهم.