أجواء ماطرة غسلت شوارع الكويت وألقت برذاذ منعش على المئات من القادة وأتباعهم، الذين أمّوا قصر بيان في حفل افتتاح القمة العربية الافريقية الثالثة. فساد، زخم دبلوماسي، توجه أمير الكويت بتخصيص مليار دولار لخمس سنوات كقروض ميسرة لأفريقيا.
عبد الله العلوي موفد إيلاف إلى الكويت: طالت الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الأفريقية، وتوالى الخطباء بكل اللغات، من أمير الكويت الذي يقرأ بتمهل مديرًا الجلسات بأريحية واضحة، إلى انكليزية زوما رئيسة الاتحاد الأفريقي والزوجة العاشرة لرئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما، إلى صينية المندوب الصيني التي احتار معها الحضور هل يستعملون اجهزة الترجمة ومن يفك رموز المندارية في الكويت، لكن لحسن الحظ كان هنالك صيني يتحدث بعربية وصفها البعض بالمتصينة.
مليارات الكويت
غاب قادة المنظمات الدولية من الامم المتحدة، حتى البنك الدولي ومنظمة التعاون الاسلامي، اذ أناب النواب في إلقاء كلمات وصفها البعض بأنها مجرد اجترار لما قيل في قمم سابقة... وتثاءب البعض. لكن ما أنقذ قمة الكويت هو سعي أميرها لكي لا تكون مجرد رزمة من القرارات تبقى حبيسة الأوراق، اذ أعلن عن توجيهه تقديم مليار دولار كقروض بفوائد ميسرة للدول الافريقية، ومليار آخر كاستثمارات في بلدان القارة، الشيء الذي قوبل بعاصفة من التصفيق والترحيب من لدن الجميع، عربًا وأفارقة. تلك كانت بداية جيدة، يعلق احد المتابعين، على الأقل يمكننا الحديث منذ البداية عن نتائج ملموسة.
ليبيا الجديدة
رئيس القمة، ولدقائق، كان رئيس المجلس الوطني الليبي، قبل أن يحيل الرئاسة الفعلية لأمير الكويت، ورئيس وزراء اثيوبيا هيلا مريم كيسنغا. استغل الليبي الجمع للمطالبة الضمنية بتسليم عدد من رموز نظام القذافي الذين يعيشون في بلدان عربية وإفريقية، لكن دعوة رئيس المجلس لم تجد لها صدى، وظهر كأنه يصرخ في البرية، خصوصًا أن ليبيا الجديدة تتنازعها الميليشيات. فكيف لنا أن نثق بقدرتهم على الإنصاف، يعلق رئيس احدى دول الساحل الأفريقي لـquot;إيلافquot;، ورئيس وزرائهم يُخطف علي يد المليشيات من دون أن يحرك ساكنًا.
زخم دبوماسي
لكن نجاح قمة الكويت ليس في حجم الاتفاقيات الثنائية التي وقعت على هامشها فحسب، لكن في الزخم الدبلوماسي الكبير الذي شهدته أروقة قصر بيان. الرئيس المصري عدلي منصور استغل فرصة القمة للقفز فوق قرار تجميد عضوية بلاده في الاتحاد الأفريقي، مستقبلًا رؤساء دول القارة السمراء، وكأنه يريد أن يقول لهم هأنذا رئيس بكل الشرف، رغم حظركم، مقتسمًا الشاي والعصير الذي يفيض على زوار قصر بيان.ايران أوفدت وزير ماليتها، وكان حصاده لقاءات مع بضع دول إفريقية وعربية وفي منطقة الساحل الأفريقي، التقى رؤساء موريتانيا والنيجر ومالي وبوركينافاسو لتقاسم ما تعد به الامم المتحدة من مساعدات لمواجهة الإرهاب الذي يضرب اطنابه في المنطقة. وظل الرئيس الغامبي يحيى جامع يعرض نفسه على من يجود عليه بالاستقبال، حاملًا سبحته الطويلة وعصاه، وأضاف اليها هذه المرة نسخة من المصحف الشريف.
بين القاعدتين
الرئيس السنغالي جار غامبيا القريب استقبل بالأحضان من أمير الكويت ورئيس وزرائها، حفظًا لمكانة البلد الذي قاتل إلى جانب الكويت في حرب تحريرها. السنغالي عرض آفاق الاستثمار في بلاده واستقرارها، وهي البلد الأفريقي الوحيد الذي لم يشهد انقلابًا عسكريًا. وانشغل بعض القادة الأفارقة في محادثات مع أعضاء وفده، ولقاءات جانبية مع جيرانه من الرؤساء لقتل الوقت في انتظار الجلسة المغلقة. جلسة شهدت الكثير من المصارحة، فالجميع يريد إرساء أسس حقيقية وقواعد للتعاون الذي يربح طرفاه في مقاربة تطرح لأول مرة. نريد أن نبني قاعدة للتعاون حتى نتفرغ للقاعدة التي تخرب، يقول باسمًا احد أعضاء احد الوفود الافريقية من منطقة الساحل، قبل أن يضيف: quot;شتان بين القاعدتينquot;.
تغطية إيلاف الخاصة من القمة العربية الافريقية الثالثة في الكويت
التعليقات