تتجه القمة العربية الأفريقية التي تستضيفها الكويت الثلاثاء والأربعاء لتكون قمة دورية، إذ تُعوّل جامعة الدول العربية والإتحاد الأفريقي عليها لتكون بوابة لتعاون حقيقي وشراكة دائمة سياسية واقتصادية بين الدول العربية وأفريقيا.


على الرغم من أن فكرة انعقاد قمة لقادة الدول العربية والأفريقية لم تأخذ طيلة العقود الماضية شكلًا تنظيميًا دوريًا، إلا أن هذه القمة تتجه تدريجًا للإنعقاد كل ثلاث سنوات، بالتناوب بين القارتين الصفراء والسمراء.

وتبدأ غدًا الثلاثاء في العاصمة الكويتية برئاسة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أعمال القمة العربية الأفريقية الثالثة، في حضور أكثر من 100 مسؤول يمثلون الدول العربية والأفريقية، يناقشون كل معوقات الشراكة العربية الأفريقية.

وأكد الأمير الكويتي أن الظروف الدقيقة والتطورات المتسارعة التي يشهدها العالم، خصوصًا التحديات الاقتصادية، تحتّم على الدول العربية والافريقية المزيد من التقارب وإرساء قواعد صلبة للتعاون، ما من شأنه تحقيق كافة المصالح المشتركة.

وقالت مصادر خاصة داخل القمة لـquot;إيلافquot; إن رئاسة القمة ستعطي القارة الأفريقية حق تنظيم النسخة المقبلة من القمة، بالإتفاق بين الدول الأفريقية نفسها، لاختيار إحدى العواصم الأفريقية لاستضافة القمة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016.

هيمنة القذافي

كانت أول قمة عربية أفريقية إنعقدت في العاصمة المصرية القاهرة في العام 1977، ثم غابت عن الإنعقاد 33 عامًا، إلى أن أعادها الزعيم الليبي معمر القذافي المقتول إلى مدينة سرت، المدينة الليبية التي ولد فيها القذافي وقتله الثوار فيها وهو يحاول الهرب.

وكان العديد من الدول العربية يتجنب وضع ملف العلاقة مع القارة الأفريقية على طاولة البحث، تلافيًا للصدام مع نظام القذافي الذي كان حينها يضغط بقوة ترهيبًا وترغيبًا على القادة الأفارقة لمنعهم من التواصل مع المجموعة العربية في آسيا وأفريقيا، بعيدًا عن مظلته، إذ كان القذافي يتباهى في سنوات حكمه الأخيرة بقدرته على حكم أفريقيا، وأنه يرأسها من خلال نظرياته ومبادراته ومشاريعه في القمم التي كان يحضرها عربيًا وأفريقيًا، وهي قمم لم تكن تخلو بطبيعة الحال من هيمنة القذافي وطرائفه التي كانت تصل حد السخرية من القادة والزعماء.

إنجاز كبير

وتقول الدبلوماسية المصرية نهلة العاطي لـquot;إيلافquot;، وهي مطلعة على ملف العلاقات العربية الأفريقية، إن انعقاد القمة بحد ذاته بعد التذبذبات الحادة في القرار والحماسة تجاه انعقادها يعتبر إنجازًا، quot;ذلك لدعم العلاقات العربية الأفريقية التي بصدد انطلاقة جديدة تتطلب إظهار الإرادة الحقيقية والعزم الجاد لمواجهة تلك التحديات، خصوصًا ملف مياه حوض النيل، فلا بد من الاستفادة من دروس الماضي وانتهاز الفرصة القائمة لإحداث نقلة نوعية على صعيد استعادة وتيرة التعاون العربي - الأفريقي في شتى المجالات، من خلال دفع العمل الأفريقي العربي المشترك، وتعزيز التعاون بينهما من خلال تبني استراتيجية مشتركة وخطة عمل تفصيلية محددةquot;.

الطريق الصحيح

يقول السفير سمير حسني، الممثل الخاص لأمين عام جامعة الدول العربية رئيس الاجتماعات التحضيرية للجنة الثلاثية للقمة العربية الأفريقية الثالثة التي عقدت خلال الأشهر الماضية: quot;أهم إنجازات القمة العربية الأفريقية أنها أصبحت دورية بعد نحو ثلث قرن من الزمان على انطلاق أول قمة عربية - أفريقية في القاهرة في العام 1977، وكانت القمة الثانية في سرت في العام 2010 والثالثة ستكون غدًا في الكويت، ومن ثم فإن هذه الآلية الجديدة وضعت خطط التعاون على الطريق الصحيحquot;.

ويضيف حسني: quot;هناك تطور في آليات التعاون، لكن الأوضاع التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط والربيع العربي أثرت كثيرًافي إنجاز خطة الشراكة العربية - الأفريقية المشتركة التي أقرت في سرت في العام 2010 والتي تغطي الفترة من 2011 وحتى اليومquot;، موضحًا أنه على الرغم من هذه الظروف، إلا أنه تم إنجاز بعض المشروعات المشتركة، معربًا عن تطلع الجانب العربي إلى أن تشهد الثلاث سنوات المتبقية من الخطة إنجاز ما تبقى من مشروعات الخطة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.