تضع الكويت كل ثقلها لإنجاح quot;القمة العربية الإفريقية الثالثةquot; التي تستضيفها يومي 19 و20 تشرين الثاني نوفمبر الجاري، وذلك من منطلق إيمانها أن التعاون العربي الأفريقي يصب في مصالح شعوب دول المجموعتين.


فادية الزعبي من الكويت: أكد نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي، ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، في مؤتمر صحافي عقده مساء السبت لدى افتتاحه المركز الإعلامي المصاحب لمؤتمر القمة quot;إن مبادرة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بالدعوة لاستضافة القمة العربية الأفريقية الثالثة، تأتي في إطار حرص سموه على ضرورة تفعيل التعاون العربي الأفريقي والانطلاق بمضامينه نحو كل ما يحقق مصالح شعوب المجموعتين.quot;

وركز الشيخ صباح الخالد على حرص الكويت على أن تعكس القمة العربية الإفريقية الثالثة الشعار الذي اتخذته وهو (شركاء في التنمية والاستثمار)، مشيراً إلى أن الدول المشاركة ستستطيع تحقيق التنمية المستدامة لشعوبها ومجتمعاتها، آملاً أن تحقق القمة الاستثمار الصحيح في الإمكانات التي تزخر بها دول المنطقتين العربية والأفريقية.

قواسم مشتركة

ذكر الشيخ صباح الخالد أن هناك قواسم عديدة مشتركة تجمع الجانبين العربي والأفريقي منها التداخل الجغرافي المشترك وتراثهما العريق.

وأضاف في المؤتمر الذي حضره وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الصحة رئيس اللجنة العليا للمؤتمرات الشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح أن استضافة الكويت للقمة يعكس بشكل واضح أسس ومبادئ سياستها الخارجية القائمة على التواصل الحضاري مع الجميع، والتعاون من اجل تقدم ورخاء البشرية، تحقيقا للرسالة النبيلة الهادفة إلى سمو الكرامة الإنسانية ورقيها.

وذكر أن الكويت تسعى في هذه القمة التي حققت جزء هاما من نجاحها بتحقيق انعقاد دورتها لأول مرة من خلال شعار (شركاء في التنمية والاستثمار) إلى تحقيق هدفين رئيسيين هما الشراكة بمعناها الحقيقي والقائمة على التعاون والمنفعة المتبادلة، والسعي إلى تحقيق مصالح وتقدم الشريكين من خلال ابتكار فرص تنموية جديدة وخلاقة وتعزيز المشروعات الاستثمارية القائمة.

جهود كبيرة

وقال انه تم بذل جهود كبيرة ومتواصلة لتحقيق الأهداف المتوخاة من القمة، حيث تم تشكيل ثلاث مجموعات رئيسية هي لجنة تنسيق الشراكة وفريق صياغة الوثائق واللجنة الثلاثية التحضيرية التي ضمت الكويت والأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي.

وأضاف ان اللجان عقدت 13 اجتماعا في كل من الكويت والقاهرة وأديس أبابا ونيويورك، وخرجت بحصيلة معلوماتية وموضوعية وافرة هيأت لانعقاد مثمر لأعمال القمة، كان أبرزها المنتدى الاقتصادي العربي الأفريقي الذي هدف إلى تعزيز التجارة البينية، والتعرف على فرص الاستثمار في المنطقتين، وتسليط الضوء على مجالات التعاون المشترك.

وأوضح أن الجوار العربي الأفريقي الذي يتوسط خارطة العالم بموقعه الاستراتيجي يشكل أهمية حيوية للشعبين العربي والأفريقي وللمجتمع الدولي. داعيا إلى إيلاء موضوع الشراكة العربية الأفريقية الأهمية اللازمة انطلاقا من الإرث التاريخي المشترك، والتداخل الجغرافي الذي يحتم على الطرفين التفكير والحديث بلغة مصالح مشتركة.

71 وفداً

من جهته قال الشيخ محمد العبد الله إن القمة يشارك فيها 71 وفدا بينهم 34 رئيس دولة وسبعة نواب رؤساء، وثلاثة رؤساء وزراء، إضافة إلى ممثلين عن منظمات وهيئات دولية، وذكر أن 40 جهة حكومية كويتية اشتركت في التعاون لإنجاح هذه القمة.

كثافتنا العربية في أفريقيا

وقال الشيخ صباح الخالد إن 10 دول عربية أعضاء بالاتحاد الأفريقي وكذلك فان 70 بالمائة من الشعب العربي يقع في قارة أفريقيا، أي أكثر من ثلثي العرب. ما يؤكد أهمية الفضاء الأفريقي quot;لأنها امتدادنا المباشر، ونود من خلال هذه القمة التوظيف الصحيح للإمكانات المتوافرة لدى الطرفينquot;، على حد تعبير الخالد.

وأشار إلى أن الكويت quot;لها تواجد كبير في الجانب الأفريقي عبر الصندوق الكويتي للتنمية على مدار أكثر من 4 عقود لمساعدة الدول الأفريقية على إنشاء مشاريع البنى التحتية. وكذلك من خلال سفارتنا الـ 18 في القارة الأفريقية وهي تمثل 18% من حجم سفاراتنا في العالمquot;.

وأكد أن أفريقيا والوطن العربي يمثلان مركزا استراتيجيا متميزا بموقعهما في قلب العالمـ وان تم ترجمة ما اتفقنا عليه في شعار القمة العربية الأفريقية الثالثة quot;شركاء في التنمية والاستثمارquot;، فأمامنا فرصة كبيرة للاستفادة وعمل تنمية مستدامةquot;، على حد تعبيره.

تحديات وقضايا

وأوضح الخالد أن هناك تحديات وقضايا كثيرة تقف أمام التنمية والاستثمار، أهمها الاستقرار والأمن. وفي محافل كثيرة نشترك مع الجانب الأفريقي في طرح قضايانا السياسية والأمنية والإرهاب وغيرها من الأمور الأخرى. لان جميع تجمعات العالم تعاني من مثل هذه الأمور التي لن تكون هناك تنمية بدون استقرار ولكننا معنيين الآن باستثمار القمة في التركيز على كيفية ترجمة شعار التنمية. وسنتشارك مع أشقائنا العرب والأفارقة في مناقشة القضايا المشتركة في شتى المحافل الدولية وإيفاء كل موضوع حقه.

وأضاف أن هناك أدلة وبراهين على أن المنطقة العربية والأفريقية ترتكز على أرضية صلبة للتعاون المشترك وتخفيف التوتر الحادث في المنطقة، والتركيز على ما ينفع الشعوب.

وقال الخالد أنه رغم وجود فقر ومجاعات ونقص في الاحتياجات داخل أفريقيا، إلا أن هذه القارة تملك تنوعا ثقافيا متميزا، وموارد متاحة، وموارد بشرية تصل لنحو مليار نسمة. وهو ما دعا الصين إلى التواجد باستثمارات كبيرة في أفريقيا وبمردود طيب، إضافة إلى الاستثمارات اليابانية والهندية.

ولدى سؤاله عن إمكانية تحييد القضايا السياسية بعيدا عن أعمال القمة، قال الخالد إن القضايا السياسية تشغل اهتمام العالم ومنها عالمنا العربي والأفريقي، وسنحاول أن يكون تركيزنا في القمة العربية الإفريقية على ترجمة شعار شركاء في التنمية والاستثمار دونما إغفال لحق القضايا السياسية التي تشغل عالمنا.

التزام إفريقي

وقال quot;أصدقاؤنا في أفريقيا سبقونا في الالتزام بعقد قممهم. وإذا كنا نحن في الجامعة العربية لم نستطع في فترات سابقة استمرارية عقد قمم عربية كاملة إلا أن الأفارقة كانوا منتظمين منذ سنوات في عقد اجتماعات مهما كانت ظروفهم ومهما كانت الأسبابquot;.

وأضاف quot;إننا نسعى لنكون على هذا المستوى العالي من الالتزام في قممنا. وقد نجحنا في الالتزام بعقد القمة العربية الافريقية بعد ثلاث سنوات من عقدها في مدينة سرت في ليبيا عام 2010. وذلك بعد طول توقف دام منذ أول قمة عربية أفريقية عقدت عام 1977.quot;

وتابع quot;علينا مسؤولية كبيرة، وقادرين على إنجاز أمور يستشعر بها المواطن جدية الجانبين العربي والإفريقي. ولدينا أدلة ناجحة على هذه العمل المشترك. منها على سبيل المثال: سيعقد مؤتمر لجمعيات النفع العام والقطاع الخاص والعمل التطوعي للمساهمة في الاستثمار في أفريقيا. ونحن في الجانب الرسمي علينا ان نوفر الظروف الملائمة للاستفادة من توظيف كل الإمكانيات المتاحة من الجانبين.

وقال إن الأمن الغذائي من الأمور المهمة عربيا. وقد عقد في المملكة العربية السعودية بالرياض خلال الشهر الماضي، اجتماع بين الجانب العربي والأفريقي على مستوى وزراء الزراعة لمناقشة الأمن الغذائي. وتوصيات هذا الاجتماع معروضة على القمة للاستفادة من كل مما تم بحثه للنظر فيه واعتماده.