تشكل قمة الكويت الأفريقية المرتقب انعقادها بعد يومين فرصة كبرى ومهمة لجلب المستثمرين بقوة إلى القارة السمراء بمالهم وأعمالهم، خصوصًا أنها سوق ضخمة تشمل أكثر من مليار شخص، ويعوّل أمير الكويت على القمة بعد النفط في رسم مجد بلاده.


عبدالله العلوي- خاص إيلاف من الكويت: جلس الوزراء العرب والأفارقة مطولًا في إحدى قاعات فندق الشيراتون في الكويت للتحضير لما سيقرره الرؤساء في قمتهم التي تفتتح بعد غد. الوضع يختلف كثيرًا عن آخر قمة عقدت في سرت في ليبيا قبل سبع سنوات. غياب القذافي سهّل المهمة، quot;فليس لدى ليبيا اليوم ما يربك التفاهم ويعقد التوصل إلى قراراتquot;، يقول أحد الخبراء في الشأن الأفريقي، quot;فليبيا تعيش حربًا أهلية، والجميع ينظر بحزن إلى ما آلت إليه أوضاعهاquot;.

عبد الله العلوي من الكويت: quot;نريد أن نستفيد من حوافز النمو في أفريقيا، حيث تتسابق القوى الكبرى على فرص الاستثمارquot;، يقول الشيخ صباح الخالد الصباح وزير الخارجية الكويتي. الأميركيون والصينيون والهنود والكوريون مهتمون بهذه السوق التي تربو على أكثر من مليار شخص، فلم لا يذهب العرب... ونسبة سبعين بالمئة منهم يعيشون في أفريقيا؟. يؤكد الوزير الكويتي quot;صورة أفريقيا تتغير. الأوضاع في غالبيتها تميل نحو الاستقرارquot;. الديمقراطية تتحسن، ومعها الثروات. الاكتشافات الكبيرة في النفط والغاز والمعادن تسيل لعاب الشركاتquot;.

يقول خبير في الشؤون الأفريقية إن هذه فرصة العرب، لكن البعض لا يعوّل كثيرًا على القرارات السياسية التي تتلاشى قبل أن يجفّ حبرها، يعلق صحافي في وكالة أخبار أفريقية.

ويعتقد مانكير إنجاي وزير خارجية السنغال، وهي البلد الأقرب إلى العالم العربي من أفريقيا جنوب الصحراء، أن quot;ثمة اتفاقيات قادرة على الحياة، فصناديق التمويل العربية تقوم بعمل مهم الآن في القارة، حيث يتم تنفيذ مشاريع حيوية للبنية التحتية، وهي ستستفيد من النمو الحاصل في القارةquot;.

أرقام النمو في القارة جلبت العديد من رجال الأعمال وأصحاب الشركات الآسيوية والغربية إلى الكويت. هذه فرصة نادرة للقاء المسؤولين والحصول على صفقات، كما يشير إلى ذلك الحضور الكبير في أوساط المال والأعمال.

ومع اقتراب القمة، تزداد هواجس الكويتيين، مما يعكر صفو اللحظة التاريخية أن تحتضن الكويت حدثًا كبيرًا كهذا. التخوف هذه المرة ليس من كورونا، التي تقول إحدى الصحف إن اثنين من المتلبسين بها لا يزالان على قيد الحياة، بل الخوف هذه المرة من السيول والعواصف بسبب المنخفض الجوي. إلا أن خبير الأرصاد الجوية جمال إبراهيم قال لصحيفة كويتية إن الأمطار المتوقعة لن تخلف سيولًا، ولن تضرّ بمنشآت النفط، عكس ما تم تداوله عبر الوسائط الالكترونية.

خبر يثلج قلب الأمير الذي زار مراكز أمنية قبيل انعقاد القمة وها هو مطمئن إلى ما يصنع مجد الكويت في الوقت الحاضر... النفط والقمة.