أيام قليلة وتفتح المدارس في السعودية أبوابها لاستقبال الطلبة للعام الدراسي الجديد، ويحذوا المجتمع السعودي الآمال والأمنيات أن تكون المناهج التعليمية (والكادر التعليمي) لهذا العام قد شهدت تطورا وتغييرا يناسب المرحلة الحالية مرحلة الحوار الوطني والإصلاح والانفتاح بين أطياف أبناء الوطن الواحد، بالرغم من الخوف أن يحدث كما يحدث في كل عام إذ تتبدد الأحلام وتتبخر الآمال، ويتسرب القلق، بمجرد استلام الكتب الدراسية ومعاينتها حيث يجد المتصفح إن نصف الكتب تقريبا دينية نظرية فضفاضة ذات توجه واحد تكرس الانغلاق والتشدد والتطرف والطائفية، وتكفير كل من يخالف رأي المؤلف، وهي كتب محشوة بمعلومات مترهلة، و مواد جامدة لا ترتبط بالواقع المعاش والحاجة الحقيقية.

ففي العام الدراسي الماضي وخلال درس الغلو في مادة التوحيد للصف الأول متوسط بنات أخذت معلمة المادة تشرح معنى الغلو في الدين، وان ذلك العمل يعتبر شركا بالله.. ثم استدلت المعلمة بمن يقوم بذلك العمل الشركي المنافي لكمال التوحيد بأتباع الطائفة التي تنتشر بالمنطقة.. إحدى الطالبات قامت، وببراءة قالت: يا معلمة هولاء الجماعة جيراننا.. يزوروننا و نزورهم، و لنا في المدرسة زميلات وصديقات منهن، وهم مثلنا يصلون ويصومون ويحجون و يقرأون القران كما نفعل. فردت المعلمة بطريقة غاضبة وبشدة وقوة: لا. لا غير صحيح أهل تلك الجماعة يتعاملون بطريقة التقية،،،، فهم لا يعبدون الله وإنما يعبدون علي ابن أبي طالب وأبنائه وأضافت المعلمة: الا ترون يا بنات إن هولاء يحجون إلى قبر علي والحسين في العراق، وقالت وقالت بما يؤدي للحقد والكراهية والطائفية، ومن ضمن هولاء يدعون بأنهم يحبون آل النبي وهم في الحقيقة لا يحبونهم....!!

وفي حدث آخر احد الطلبة في المستوى الابتدائي يأتي لوالده و ببراءة يسأل: أبي لماذا تحلق لحيتك، وتستمع للأغاني وتدخن؟

وبتعجب واستغراب يسأل الأب أبنه: لماذا تسأل هذا السؤال يا بني؟

فيرد الابن أن معلم المواد الدينية قال: إن من يحلق لحيته ويسمع الأغاني و يدخن شخص غير ملتزم بالإسلام، وهو يقلد أهل الكفر؟

والأكثر غرابة ما حدث لابن احد المقيمين العرب من بلاد الشام من أتباع الديانة المسيحية وله أكثر من 20 عاما بالمملكة. في أول يوم من بداية العام الدراسي اخذ المعلم الجديد القادم من المنطقة الوسطى بالمملكة يسال الطلاب عن أسمائهم فتوقف عند اسم بيتر فسأله لماذا اسمك بيتر؟ فرد الطفل ببراءة أنا مسيحي! فستشاط المعلم غضبا قائلا: مسيحي تدرس في المدارس الحكومية كيف ذلك! بعد ذلك غير المعلم من لهجته واخذ يمارس مع الطفل أسلوب الدعوة للإسلام بان الدين عند الله الإسلام وانه ينبغي عليك إن تسلم واخذ يذكر محاسن الإسلام والطفل يستمع وهو يطأطأ برأسيه للأرض خجلا..فذهب الطالب إلى المنزل باكيا شارحا لوالده ما حدث..في اليوم الأخر ذهب الأب مع ابنه إلى إدارة المدرسة شاكيا ومعترضا على أسلوب المعلم.

بالإضافة إلى ما نشرته الصحف اليومية مثل: (معلم يكسر يد طالب)، (معلمون يضربون مدير المدرسة أمام الطلبة)، (طلبة يضربون معلما)، (طالبات يمارسن التدخين)، وغير ذلك من أخبار وأحداث تخالف الرسالة التربوية والتعليمية الصحيحة.

من المؤلم والمحزن أن يحدث هذا الأمر في الفترة التي تشهد الساحة السعودية لقاءات الحوار الوطني بين جميع التيارات الدينية والفكرية لبناء الوحدة الوطنية.

من المسؤول عن ذلك الخلل الذي ينشر السموم في جسد الوحدة الوطنية: هل وزارة التربية، أم المناهج، أم المعلمون والمعلمات؟

وهل صحيح ما أشار إليه احد المقيمين العرب في السعودية إن الطالب في المدارس السعودية يدرس أكثر من سبع مواد دينية في العام الدراسي طوال تسع سنوات.. وبعد ذلك يخرج الطالب بدون دين!!