بيروت: أبدى السفير الاميركي لدى لبنان جيفري فيلتمان استعداد بلاده الى تطوير العلاقات التجارية بين البلدين لافتا الى العمل داخل السفارة مستمرا لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية. وعقد في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان اجتماع موسع حضره السفير فيلتمان ورئيس اتحاد الغرف اللبنانية عدنان القصار، في حضور رؤساء الغرف اللبنانية وممثلين عن الهيئات الاقتصادية والتجارية ورجال الاعمال، بهدف شرح موضوع تطبيق حماية الملكية الفكرية في لبنان وتبادل وجهات النظر حول التبادل التجاري بين البلدين.

القصار

بداية افتتح القصار الاجتماع بكلمة قال فيها: "بالرغم من سنوات المحنة التي مر بها لبنان ماضيا وحضرا، حافظ قطاع الاعمال اللبناني دائما على حيويته ومرونته وسعة حيلته ووحدته. اذ لم يسبق ان اخلت مؤسسات الاعمال اللبنانية بالتزاماتها او تعهداتها حيال شركائها من المؤسسات الاجنبية او ان خالفت القوانين التي تحكم التجارة العالمية. ولا يزال التبادل التجاري بين الولايات المتحدة ولبنان يراوح مكانه على مدى العشر سنوات الماضية حيث بلغ معدل قيمة الواردات الاميركية حوالى نصف مليار دولار (580 مليون دولار). اما في قمة مرحلة اعادة الاعمار، فقد بلغت قيمة الواردات الاميركية الى لبنان اوجها عام 1996 بقيمة 824 مليون دولار. وحاليا تراجعت وارداتنا من الولايات المتحدة الى اقل من نصف مليار دولار، وذلك يعود بشكل اساسي الى الانخفاض الذي حصل مؤخرا في قيمة وارداتنا الاجمالية. في المقابل، يسجل الميزان التجاري بين بلدينا بلوغ صادراتنا السنوية الى الولايات المتحدة معدلا وسطيا يقارب ال 40 مليون دولار خلال العقد الماضي وقد بلغ ذروته في العام الماضي بقيمة 66 مليون دولار. هذه الارقام مردها الى جودة المنتجات الاميركية والجهود المبذولة من قبل المستوردين اللبنانيين. لكن نتمنى تحقيق نمو اكبر في التبادل التجاري وبالتالي توازن اكبر في الميزان التجاري بين بلدينا. الى جانب التبادل التجاري، يسرنا ان نؤكد لكم بانه لدينا اكثر من 50 شركة اميركية قد تم تأسيسها في لبنان، هذا طبعا الى جانب وجود العشرات لا بل المئات من الشركات الاميركية التي لديها علاقات عمل وعقود طويلة الامد مع مؤسسات لبنانية موزعة على سائر القطاعات الاقتصادية". اضاف: "نحن نؤمن انه يجب متابعة وحث التعاون بين مؤسسات الاعمال في بلدينا لتطوير العلاقات الثنائية. ان خلق هذا التعاون والشركات المختلطة كفيل بخلق ربحية هامة، كما تساهم في الوقت نفسه في تقريب مجتمعاتنا من بعضها للوصول الى فهم وتقدير افضل لثقافة كل من بلدينا. ويسرنا انكم يا سعادة السفير طلبتم لقاء المصدرين اللبنانيين الى الولايات المتحدة بهدف تبادل وجهات النظر حول وسائل تذليل العقبات التي يمكن ان تعوق التبادل التجاري من تحقيق كامل امكاناته، كما نتمنى ان يشمل مجال اهتمامكم ايضا تبادل الاستثمارات بين بلدينا". وختم: "نحن نعي تماما وجود بعض المعوقات التي قد تحول دون تحقيق تطور اكبر في العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة الاميركية ولبنان".

السفير فيلتمان

ثم تحدث السفير فيلتمان فقال: "ان احدى الايجابيات ان اكون سفير الولايات المتحدة في لبنان هو عمق وتاريخ العلاقات الثنائية بين لبنان والولايات المتحدة. كلنا دائما نتكلم في السياسة خصوصا في هذه الاوقات في لبنان، حيث يحصل الكثير من التطورات السياسية. ولكن العلاقات اللبنانية - الاميركية متجذرة بشكل ابعد من السياسة والحوار بين حكومة وحكومة. ان العلاقات اللبنانية - الاميركية مبنية على صلات قوية بين شعبين وبلدين، وهي غنية جدا ومتنوعة جدا". اضاف: "انا لا اريد للحوار السياسي بين حكومة البلدين ان يأتي على حساب تطوير علاقاتنا التجارية، فلدينا فريق عمل في السفارة، وبعضهم موجود معنا اليوم حول هذه الطاولة، يعملون بشكل دائم على تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية. وانا اريد ان اكون منخرطا في هذه العملية. كما قال القصار انا ايضا رجل اقتصاد، وامضيت معظم مهنتي في تطوير العلاقات التجارية والاعمال بين البلدان التي عملت فيها وبين الولايات المتحدة. فأنا اتطلع الى العمل معكم جميعا لتطوير العلاقات التجارية بين البلدين، فمهما يحدث على الصعيد السياسي, هناك امكانيات كبيرة لتوسيع علاقاتنا التجارية واغنائها. فالنقطة التي اود ان اتطرق اليها قبل ان استمع الى ملاحظاتكم في هذه الجلسة هي النقطة التي ربما اطلعتم عليها في الجرائد من حملة نشيطة قمنا بها في السفارة اثرنا فيها قلقنا حول امكانية ان يخسر لبنان قدرته على تصدير البضائع الى الولايات المتحدة من دون اعفاءات جمركية ضمن امتيازات برنامج GSP. ولفت الى "ان لبنان كان عضوا اساسيا في هذا البرنامج الحكومي الاميركي للسماح للدول النامية ان تصدر بعض البضائع من دون ضرائب جمركية الى الولايات المتحدة"، معتبرا "انها فرصة حقيقية لبناء اسواق للتصدير.