غزة : أوصى عدد من الخبراء في سلطة البيئة الفلسطينية، أشرفوا على إعداد مشروع متكامل حول الحماية البيئية المتكاملة للمناطق الريفية في فلسطين، الممول من قبل الاتحاد الأوروبي، بالعمل على إصلاح الوضع البيئي في المناطق الريفية، منع استنزاف بيئة الريف الفلسطيني، إضافة إلى منع المزيد من التدهور في جميع القضايا البيئية. وأوضح فريق الخبراء في ملخص للمشروع، وصلت " إيلاف " نسخة منه ، أن إصلاح الوضع البيئي في المناطق الريفية الفلسطينية يتطلب إنشاء مركز دولي لحماية الريف الفلسطيني ، إضافة إلى إنشاء نظام معلومات متكامل حول قضايا البيئة في المناطق الريفية .

وتابع ، إن هذا الإصلاح ، ومنع التدهور البيئي في الريف الفلسطيني يحتاج إلى تطوير خطة عمل بيئية في المناطق الريفية ، وتطوير خطة لتوليد و استغلال الطاقة المتجددة في الريف ، و تطوير القوانين الخاصة بالكسارات و المحاجر . و ذكر الفريق أن المناطق الريفية في الضفة الغربية، و قطاع غزة ، مهددة من الناحية البيئية ، موضحين أن الازدياد المضطرد لعدد سكان الريف ، يؤدي حتماً إلى زيادة الحاجة إلى وجود المزيد من الأراضي الزراعية ، و المياه ، و الطاقة ، و الموارد الطبيعية ، بما يلبي الاحتياجات الفعلية .
ولفتوا إلى أن عدد من المعوقات، تؤثر سلباً على فرص تطبيق خطة الحماية البيئة للريف الفلسطيني، لعل أبرزها تعرض الضفة و القطاع للإهمال من قبل الاحتلال الإسرائيلي، و انقطاع الاتصال بين مناطق الضفة الغربية، و القطاع، الأمر الذي يؤدي إلى تهديد البيئة في الريف من خلال ازدياد التصحر، و انجراف التربة.
وأشاروا إلى أن المناطق الفلسطينية تعتبر غنية ببعض مصادر الطاقة المتجددة، وعلى وجه الخصوص الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح التي يمكن استغلالها أفضل في العديد من التطبيقات المنزلية، و الصناعية، و الزراعية.

و أكد فريق الخبراء، أن حوالي سكان (150 ) قرية في الضفة الغربية يعانون من غياب الكهرباء أو رداءة خدمات التوصيل، الأمر الذي يؤدي إلى خنق الاقتصاد، و لهذا الغرض قدم الخبراء مقترحات لأربع مشاريع للطاقة المتجددة وهي كهربة المناطق، و العيادات النائية باستخدام الخلايا الشمسية، و استخدام الطاقة الشمسية في ضخ المياه لأغراض الري في الريف الفلسطيني ، وحلول طارئة لحل مشكلة الطاقة في الريف عن طريق تزويد المنازل النائية بفوانيس سحرية تعمل بالطاقة الشمسية ، و توليد الطاقة باستخدام المفاعلات الحيوية عن طريق تحضير اللا هوائي للمخلفات العضوية .

وأكدوا أهمية التعاون بين المؤسسات الإقليمية و الدولية في تبادل الخبرات في هذا المجال ، و البحث عن تمويل لمقترحات المشاريع ، إلى جانب برامج التوعية الجماهيرية ، لاسيما المدارس ، و المعاهد ، و الجامعات للتعريف بأهمية مصادر الطاقة المتجددة . و في ختام المشروع ، أكد فريق الخبراء أنه تبين أن أي آثار سلبية و تدهور بيئي و معاناة للسكان في الريف الفلسطيني يكون سببها الإحتلال الاسرائيلي و حملاته العدوانية ، الماضية قدماً في تجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية ، و التوسع الاستيطاني ، وتدمير الثروة الحيوانية و البنية التحتية ، و تدمير عشرات آبار المياه .