لست هيبيا ..أنا هو إسمي

الهيبية في لبنان: ثقافة فوضى وموضة

ياسمين علي: " المسيح كان تباتيا .. أمن بالمحبة والسلام ..

لم يلبس حذاء في حياته

تميز بشعره الطويل ولحية

كان يقضي أوقاته متسكعا من مجموعته الخاصة

وكان يعلم أنهم سينالون منه إن عاد مجددا

لا بد أنه كان هيبيا " .

..حسنا ، إنه ليس تشبيها عاديا. لكنه على بساطته يختصر فلسفة الحركة الهيبية .."محبة وسلام"وإن بشكل محافظ أكثر بكثير ممكا كانوا عليه قبلا . فالهيبي الاميركي إذن لا يزال يؤمن مع بعص التحفظ بمبادئ الهيبية ، أما الهيبي اللبناني فله قصة مختلفة تماما .

انا هو اسمي

لهم أماكنهم الخاصة التي يتجمعون فيها ، وذوق مشابه في الملابس والشعر والاكسسوار والاقراط المنتشرة في مختلف انحاء الوجه والجسد ولهم طريقتهم الخاصة في التفكير التي تترجم بنطق غير مألوف . فتختلط الإنكليزية بالفرنسية بالعربي المكسر . والمهنة المتداولة بينهم هي الرسم او التمثيل او الموسيقى .

لم نكت عملية البحث عنهيبي لبناني والوضوع على هذا النحو بالمهمة الصعبة . ولم يأخذ الامر أكثر من التقدم بضع خطوات الى داخل المقهى حتى تتكون معالم عالم مختلف تماما عما يدور في الخارج .وعلى انغام الموسيقى الصاخبة والدخان الكثيف المحيط تتمايل الاجساد الضائعة بين ملابسها بجنون بالغ .

" أنا لست هيبيا" يحتج سامر 21 عاما بشدة ، " انا هو اسمي ، انا صورة عن روحي . انا انسان .. انا حيوان " . جمل وتعابير قد تعبر عن قناعة سامر " الفلسفية " وقد تكونتعبيرا عن حالة " السكر" او " الهذيان" التي كان يعاني منها في تلك اللحظة .وسامر هو واحد من كثر يرفضون تسمية هيبي . وبالتالي فالهيبيون الجدد يقلدون القدماء شكلا ويتبعونهم تحررا لكنهم يرفضونهم في الان نفسه في حالة إنفصام غير مفهومة يعيشونها .

"نحن مسالمون ، نعيش حياتنا كما بحلو لنا لكننا ضد الظلم الوتعسف . ولكل منا عقائده وتفكيره الخاص ".يرفع يده التي لا تفارقها السيجارة على مختلف أنواعها منتبغ وأصناف اخرى ." أحب الحياة ، اسهر واشرب وارقص . وحر بكل شيء تعني حر بكل شيء".

بيد أنهم لا يشكلون حزبا او تجمعا او جكعية ، فما يجمعهم ليس خطا فكريا او عقائديا وانما الاشياء العارضة التي بقيت بعد إنتهاء الحركة الهيبية " قد يكون سامر واحد من المسالمين الرافضين للظلم والتعسف ن لكنهم مسالمون جدا لدرجة تدفعهم الىعدم القيام بما يعبر عن رفضهم ." أنا ارفض مجتمعي واعبر عنه على طريقتي " ، تشير ديانا 18عاما الى نفسها " لا اؤذي احد بطريقة واسلوب ملابسي او تصرفاتي فلا افرض على احد ما احب ان اقوم به " .

في المقابل تبقى القلة القليلة من المقلدين تعرف عن الحركة العيبية أكثر من الملابس والشعر واللحية . " بعد خمس سنوات قمت بحلاقة لحيتي " . يصمت هادي قليلا قبل ان يتابع سرد تاريخ الهيبية وصراعاتها ليخلص في النهاية الى انه ليس هيبيا وانما " لطالما اعجبت بصورة الرجل الملتحي" .

كيف تكون هيبيا لبنانيا

"كي تكون هيبيا عليك ان تؤمن ان السلام هو الطريقة الوحيدة لحل الخلافات بين البشر والايدلوجيات والاديان وان طريق السلام هو المحبة والتسامح . المحبة تعني تقبل الاخر كما هو وإعطاءه حرية التعبير عن رأيه . إذن الهيبية ليست مجرد طريقة لبس او تصرف إنها فلسفة الحياة التي تؤكد على الحرية التسامح والمحبة واحترام الارض" .

هكذا بتبني هذا المفهوم يمكن الانضمام الى المجموعة جسب مبادئ الهيبيين الاصليين في اميركا والعالم . اما على الصعيد اللبناني فالخطوات مختلفةتماما . " إنها مسالة اسلوب حياة وموضة ومن يشتطيع مجاراتنا يصبح واحد منا " يقول فؤادثم يستطرد " او مثلنا " .

إن الامر غاية في البساطة يتلخص ببضع تغيرات اولها واهمها الشكل الخارجي من ملابس وشعر واكسسوارات يليها تعلم التدخين والسهر والتحرر الجنسي وغستسهال الامور كافة . اضافة الى الاقراط في الانف او الشفاه او الحاجب او اي مكان اخر وطبعا غيلا الاذنين . في المحصلة ، سواء اطلقوا على انفسهم لقب هبيين جدد او اي اسم اخر ، يبقى امر اكيد وهو ان المظهر لا يزال نفسه وإنما المعتنق هو الذي تغير .

وبعيد ا عن الهبيين القدماء ، فان الجيل الجديد يسعى وراء حلم لم تتبلور معالمه بعد . ربما هو خليط من الحلم الاميركي والجنة الشيوعية الفوضوية التي بلا حدود يرفعهم مما هم عالقين فيه .. وربما هو مجرد هروب لا ينتهي .