إن نشوء أي ظاهره اجتماعيه سلبية في أي مجتمع تحتاج إلى بعض العوامل البيئيةوالاجتماعية حتى تستطيع أن تنشأ وتنمو فيها وبالتالي تكون تلك الظاهره قابلة على التأثير وفعالة في المحيط الذي تنشأ فيه.
إن تعزيز تلك الظواهر الاجتماعية ودعم وجودها ودورها في المجتمع عن طريق وسائل الإعلام المختلفة يحول بعض تلك الظواهر إلى عرف وتقليد اجتماعيين ويمنحهما المصداقية وتصبح حينها محاولة محاربة تلك الظواهر عملاً عسيراً يواجهه العاملون في مجال الثقافة الجادة وليس المثقف المكتسب فهذا الأخير معني بتسويق تلك الأفكار فقط.
يتحدث الكثيرون عن الأفكار الفاشية والظواهر الدكتاتورية، سواء كانت تلك الظواهر في المحفل السياسي أو في مجال الاسرة أو في مجالات العمل المختلفة، ولكنهم لا يتحدثون أو يبحثون عن هؤلاء الذين يسوّقون الأفكار الفاشية والقيم الفاسدة في المجتمع عن طريق وسائل الإعلام أو عن طريق مجالات الفن الأخرى، سواء كان ذلك من خلال مسلسل تلفزيوني أو عمل مسرحي أو لوح’ تشكيلية.
إن الفكر الغربي تعامل مع الفن ولعقود طويلة على أن وظيفة الفن هي تغيير الأذواق وليس ارضاءها على العكس من شكل تعامل العاملين في مجال الفن في العراق بشكل خاص. وهذا ما حدا بالكثيرين إلى استيراد الأشكال الفنية الجاهزة وتسويقها على أنها إنتاج محلي مما خلق هوة بين المنتج والمستهلك.
إن مشاهد ضرب الأطفال أو السخرية من إنسان معاق على خشبه المسرح واعتباره مادة للضحك والاكتساب، أو تقديم المرأة على أنها مخلوق ناقص وجزء لا يتجزأ من أثاث البيت أو تقديم الرجال على أنهم أنصاف الهة، أو تعزيز المظاهر المتخلفة عموماً في المجتمع على أنها بديهيات أو تقاليد يجب الالتزام بها، كفرض الزواج أو ما يسمى بغسل العار وتعزيز السلطة الذكرية في الأسرة أو تعميم عقيدة دينية معينة على ملايين البشر بغض النظر عن معتقدات هؤلاء أو أفكارهم، كل تلك المشاهد والكثير غيرها، تعوّد المشاهد العراقي على رؤيتها وفرضت عليه لتكون بذلك جزءا من القمع الفكري للإنسان العراقي وواحدة من أساليب التغييب للإنسان.

أسست الدوله العراقية في زمن البعث مؤسسات ثقافية ودعمتها إعلاميا وماديا وكانت جل وظيفة تلك المؤسسات الثقافية هو الترويج لإعلام وثقافة الحزب الواحد وتجييش الشعوب وقت الحروب وبث الفكر البعثي وروح الولاءات المطلقة،
إن الفاشية في العراق دعمت تلك المؤسسات الثقافية داخل العراق وخارجه ومنحتها امتيازات عالية ومنحت المتنفذين فيها سلطات غير محدودة حتى بات هؤلاء المتنفذين يمارسون دورا أشبه بدور رجال الامن أو ألشرطة، فهم يحملون السلاح في قاعات المسرح ويكتبون التقارير الاستخباراتية في حرم الجامعة ويساهمون في تعذيب الطلبه الخارجين على الوضع العام، وبذلك فهم يعكسون وجه السلطة الفاشي في أماكن الثقافة العامة.
وفي مطلع الثمانينات وعندما حولت الفاشية العراق بكل مؤسساته إلى مؤسسات تعبوية لخدمة الفكر الواحد ولخدمة الحملات العسكرية الفاشلة. فلقد جندت الدولة الكثير من المثقفين المسرحيين والتشكيليين والشعراء وكتاب القصة لخدمة ذلك التوجه وهنالك إنتاج لا يحصى وأموال لاتقدّر وضعت بشكل مكثف لحملات التعبئة والتغييب.
إن من أكثر المؤسسات التي ساهمت بشكل فعال بتهشيم المجتمع العراقي فكرياً، هي المؤسسة الاعلامية وهذا ما سوف نلاحظه وما سوف يواجهه العاملون في مشروع إعادة إعمارالعراق، لأن بناء البنية التحتية أيسر بكثير من عملية إعادة بناء أو تغيير الإنسان في العراق.
لقد أسست الدولة العراقية المسرح العسكري والذي يدار ويمول من قبل وزارة الدفاع ولقد أنتج هذا المسرح العديد من الأعمال ألمسرحية التي تغنت بالولاء لشخص السلطة وشاركت هذه الفرقه بحملة التعبئة خلال السنوات الثماني في حرب العراق ضد الدولة الايرانية وكذلك ضدّ دولة الكويت. وجندت الدولة الكثير من طاقات مثقفي الفرقة القومية للتمثيل لخدمة توجه الدولة التدميري.
قدمت الفرقة القومية للتمثيل الكثير من الأعمال التعبوية مبتعدة عن دورها الحرفي كمؤسسة مدنية معنية بشؤون الفن والبحث العلمي في مجال المسرح.
ومن أكثر الأعمال المسرحية شيوعا لما شكلته من تظاهره دعائية لفكر البعث وتطلعات السلطة في مرحله الثمانينات هي مسرحيه حكاية الأرض والعطش والإنسان. هذه المسرحية الغنائية بحواراتها الثورية ونداءات سعدية الزيدي الداعية للقتال ضد الأعداء والدفاع عن الوطن وقائده، تصنف وبدون شك واحدة من اكبر مهرجانات الولاء للفاشية.
المسرحية قدمتها الفرقة القومية للتمثيل وأخرجها قاسم محمد.
ومن أكثر المسرحيات إثارةً للجدل والتي أنتجت لاحقاً هي مسرحية " زبيبه والملك" من إنتاج ديوان رئاسة الجمهورية المنحل ومن تأليف صدام حسين وإخراج سامي عبد الحميد.
زبيبة والملك" هي رواية سجلت على شريط صوتي بصوت صدام حسين، ثم أوكل المهمة لوزير ثقافته والذي بدوره أحال المهمة إلى مجموعه من كتاب القصة العراقيين بكتابة الرواية وكان من بين الكتاب الكاتب سامي محمد والذي أكمل الرواية ووضع الشكل النهائي لرواية زبيبة والملك.
يصف وزير الثقافة العراقي السابق الرواية بأنها كبيرة وعظيمة للحد الذي أخذت منه أكثر من سنة حتى استطاع إكمال قراءتها, كذلك يصف الإعلام العراقي السابق تلك الرواية بأنها أعظم عمل أدبي أنتج في تاريخ الأدب العراقي، وفي السياق ذاته اعد التلفزيون العراقي السابق عشرين حلقة تلفزيونية عن تلك الرواية شاركت فيها نخبة من كادر الاذاعه والتلفزيون العراقي السابق وفي مقدمتهم الممثلة العراقية هند كامل والتي مثلت دور الملكة زبيبة في هذا المسلسل. وبعد هذا بقليل أعلنت الفرقة القومية للتمثيل إنها سوف تنتج عملا موسيقياً سيكون الأكبر من نوعه في تاريخ المسرح العراقي، والاسم الذي كان مقترحاً لهذه المسرحية هو (الربيع لصدام) من إخراج سامي عبد الحميد ومساعده كاظم النصار وإنتاج ديوان رئاسة الجمهورية المنحل.
الحكاية تروى على لسان امرأة كبيرة، تتحدث فيها عن شاب يدعى عرب، الصاحب الشرعي للعرش. عرب يعاني وقتا عصيبا في مملكته، وخصوصاً مع والده وإخوته من زوج أمه الثاني، حيث كان هؤلاء الاخوة يحيكون المكائد والمؤامرات وينطلقون بذلك من كونهم اقل شرفاً ومرتبة منه وذلك حسب وصف الرواية.
بعد مشكل عائلي يعاقبه أبوه وينفيه إلى مكان بعيد، وتحت حمى الصراع على السلطة يدس أحد معاوني عرب السم لأبيه فيقتله، وبدعم الشعب والجيش يعود عرب من منفاه ويصبح الملك الجديد لهذه البلاد.
بعد أن يتوج عرب ملكاً مطلقاً على البلاد، يذهب عرب في نزهة خارج العاصمة ليتفقد أحوال الرعية وعلى أطراف قصر الأمير الجشع هيزكل وفي مكان معزول وفقير حيث شاءت الأقدار أن يلتقي الملك بامرأة ينجذب إلى جمالها وحكمتها رغم مظاهر الفقر التي تتسم بها هذه المرأة.
يتردد الملك على زيارة هذه المرآة، ثم يدعوها إلى زيارته في قصره. تلبي المرأة دعوته وتخبره كيف أن والدها اجبرها على الزواج من احد أعوان هزكل وذلك نزولا تحت الضغط الاقتصادي الذي كانت تعانيه العائلة.يشهر الملك حبه الأبدي لها رغم كل الصعاب التي تواجههم. يحدثها عن أحلامه، عن الحياة، والموت، وعن كيفية إدارة الدولة.
وفي وقت لاحق من ذلك العام يهجم زوج زبيبة عليها ويغتصبها، الاغتصاب كان جزءاً من مؤامرة يكون الأمير هزكل وأعوانه طرفا فيها.
زبيبة تعي خطر المؤامرة، تتعجل الملك وتحذره من المكيدة المحاكة ضده. تثور ثائرة الملك ويقوده هذا الغليان إلى الانتقام لشرف زبيبة، وبينما كان الملك يعد العدة والجيوش، تقتل زبيبة ، كذلك يقتل زوجها في السابع عشر من الشهر الأول من ذلك العام. تقام مراسم احتفال دفن زبيبة قي نفس اليوم الذي تقتل فيه حيث يضع الملك الورود
على قبرها ويصدر أوامره بان تلقب زبيبة بشهيدة الشعب بينما يأمر الملك بأن توضع الأحجار والزبالة فوق قبر هزكل في مثل هذا اليوم من كل عام.

هذه باختصار حكاية الرواية والتي تعكس إذ نظرنا إليها بتمعن تطلعات وأحلام الرئيس العراقي السابق، كذلك إرهاصات علاقته بإخوته وشكل تعامله مع الموضوعة السياسية، فهو يضمن الرواية رموز واضحه، فهو يرمز لتاريخ السابع عشر، وهو اليوم الذي بدأ به الهجوم الأمريكي على العراق ويوم بداية تحرير الكويت من الاحتلال الصدامي. كذلك يرمز إلى أسماء يهودية قاصدا بذلك كما هو يسميه المؤامرات الصهيونية ضده.
الشخصيات التي تناولتها المسرحية، كانت مغرقة في التقليدية، تكشف عن مستوى ذهني خرب، طغيان المفاهيم الرجعية كان واضحاً، كون المرأة رمز للخيانة الدائم وسطوة الرجل المطلقة.
امتلأت الرواية بالحوارات المملة والشعارات القومية وبلغة الانتقام من الصهيونية العالمية وكأنها إحدى كتب التقرير المركزي لحزب البعث المنحل.
امتازت الرواية ذات المائة والستين صفحة ببناء ركيك، حيث تقفز الإحداث من عصر إلى آخر دون أي مقدمات أو فهم مسبق لطبيعة ذلك الانتقال الزمني أو القصد منه.

إنني ومن باب معرفتي بإشكالية العمل الفني في العراق تحت سلطه الفاشية البعثية، لم أكن ميالا للتطرق لما قدمته الفرقة ألقومية للتمثيل، ولكن وبعد أن تحرر الإنسان في العراق من تلك الضغوط الهائلة وعندما أصبح الفنان حراً في خياراته الفنية، فإنني لا أجد أي مبرر أن تتوجه مؤسسة فنية ينظر إليها الكثيرون على أنها خلاصة المسرح العراقي، أي الفرقة القومية بنفس كادرها لتقدم عملا مسرحيا يخاطب فكراً أصولياً لا يختلف كثيراً عن الفكر الذي سبقه من حيث إشكالية علاقته بالفكر الحر والفن وتطلعات الإنسان عموماً. هكذا تنازلت الفرقة القوميه عن دورها الحرفي وقدمت بعد اشهر قليلة من تحرير العراق مسرحية *ألف محنة ومحنة* والتي تتحدث عن حياة الزعيم الصدر، وتغازل الأصولي الشاب مقتدى الصدر.
إن التحول الجذري الذي حل بالمجتمع العراقي، أصاب المواطن بزلزال نفسي واجتماعي على حد سواء. فبقي المواطن يراقب عن كثب المسارات الثقافية والسياسية في العراق, يميل مع هذا الطرف أو ذاك وفقاً لمتطلباته الخاصة، أما (بعض المثقفين) فاستبدلوا ولاءهم للفاشية البعثية بولاءات ذات صبغة نفعية بحت. فتسابق الكثير من المسرحيين وفي
مقدمتهم الفرقة القومية لإرضاء تلك الأحزاب الجديدة بغية الحصول على منافع ذاتية معطلين بذلك أي محاولة جادة لبناء مسرح عراقي حر مستقل.ذهب هؤلاء المسرحيون في عصر الحوا سم ليحسموا باسم الثقافة والفن ويعرضون للمستهلك فكراً شمولياً يؤمن بالرجل الواحد والفكر الواحد ويكفر من يعاديه، فكراً يحرم الفن ويدعو إلى عبادة البشر.
وفي الإطار ذاته وفي مشهد الحوا سم الثقافي ذاته، يجول الطبيب علاء بشير بعض العواصم الاوروبية ليسوق كتابه الاخير الذي يتحدث فيه عن شكل وماهية علاقته بالرئيس العراقي السابق، والتي يصفها بشير بأنها كانت علاقة محترفة وفي لهجةاستباقية ينكر فيها تسويقه لأفكار الرئيس السابق من خلال إنتاجه كفنان تشكيلي. ولكننا إذ نظرنا إلى واحدة من اللوحات التي يفتخر بشير بعرضها على المشاهدين في معرض زيارته إلى السويد، منتصف حزيران 2004 اللوحة تظهر الرئيس العراقي السابق في تشكيلة خرافية، فهو يتوسط لوحة هائلة، يحمل بيده سيفاً، مرتديا بزته العسكرية والتي اعتاد المواطن العراقي على مشاهدته فيها، يدوس بقدمه أفعى جبارة والابتسامة تعلو وجهه.
إن من يشاهد هذه اللوحه لا يمكن أن يتجاهل الرسائل الضمنية التي تحملها هذه اللوحه والتي تصب دون أدنى شك في أساليب التغييب والإرهاب الفكري.
إن أول شكل تعبوي أراد بشير أن يخاطب به العقل الباطن لكثير من العامة، هو الصبغة الدينية التي تحملها بعض رموز تلك اللوحة. إن إقحام تلك الرموز جاء في اللوحة لتمرير شكل اعتاده الكثير من العراقيون، ألا وهو هيئة الإمام علي، ذلك المقاتل المغوار، المعروف ببسالته وشجاعته الفائقة.
أما الزى العسكري، يرمز به بشير إلى بطل الحروب المعاصرة الذي لا يقهر، أما رسالة الوحة (أو بشير) الثالثه، فهي مقدرة هذا (البطل) الأسطوري على سحق كل من يعاديه وذلك من خلال شكل وطريقة تشخيص بشير لهيئة وكيفية سحق هذا (البطل) لهذه الأفعى الجبارة والتي أرادت أن تدس السم في جسده، ولكنه سحقها والابتسامة تعلو وجهه.
هكذا قدم لنا هذا (الفنان) شخص السلطة إلى المستهلك وعلق لوحته على الجدار لترهب كل من رآها وكل من فكر في أن يمارس دور المعارض ضده. لكن هذا (الفنان) لم يكتفي عند هذا الحد، بل راح يدافع عن دوره كاعلامي ومروج للفكر الفاشي.
فهو يذهب للسويد في منتصف حزيران ليكتسب من تلك الأفكار وليبيع كتابه الذي يتضمن حسب قوله سيرة ذاتية له مع رجال السلطة. وإذا كانت بعض إشاراته الخجولة وتقييمه لماهية تلك العلاقة، فهي تأتي متأخرة في الوقت الذي ما زالت لوحة بشير معلقة في أذهان الملايين وما زال ذلك العملاق يدوس تلك الأفعى الجبارة ويسكن الرعب في نفوسهم، فهل يستطيع هذا الفنان أن يزيل ذلك التأثير المبرمج والبناء النفسي الذي تركته لوحته وأعمال الآخرين في نفوس الكثيرين من العراقيين وزرعت الرعب في نفوسهم لعقود من الزمن.
نحن نتحدث عن الماكنة الاعلامية الهائلة التي تقود المستهلك نحو صياغة رأي عام وقناعات ثابتة وبالتالي مواقف تحدد سلوك المجتمع ومواقفه وفقا لهذا البناء أو المشروع الإعلامي. وكون الإعلام في العراق كان شمولياً أحادي الجانب، تطلب من المثقف بشكل عام أن يخلق قنوات جديدة، يرفد المواطن من خلالها بثقافة مختلفة عن ثقافة الدولة الشمولية.
إنني لا أنكر هنا وجود ثقافات وقنوات فردية امتازت بها فرق مسرحية وكتاب وشعراء وتشكيليون، اختلفوا عن ثقافة الدولة ور فدوا المواطن بثقافة تتعارض مع نهج الدولة وهناك الكثير ممن دفعوا أثماناً غالية في سبيل هذا النهج، ولكن ثقافة الكسبة، أنصاف المثقفين غلبوا نهج المثقف المستقل ونالوا دعم الدولة اللا محدود.
إن هؤلاء الإعلاميين الذين زرعوا الأصنام في ساحات بغداد ولونوها بأجمل الألوان، وهؤلاء الذين حولوا المسارح الجميلة إلى أماكن للاكتساب الرخيص وهؤلاء الشعراء الذين كلما أفرط الحاكم في قسوته ازدادوا مدحا وإطراءا.
إن هؤلاء يشكلون أكثر خطرا على المجتمع العراقي من كل مسميات الخطوره من أسلحه الدمار الشامل الى الارهابيين الاجانب.
قد تكون هذه المقارنة غريبة بعض الشئ، ولكني أقول وببساطه شديدة إن رموز السلطة في العراق اختفت، وآثار الخراب المادي الذي خلفته الحرب سيزول قريباً، والارهابيون سيرحلون من حيث أتوا، ولكن التأثير الذي تركه الإعلاميون والبناء النفسي والتربوي الذي ساهموا به لعقود، عن قصد أو غير قصد ما زال موجوداً وسيمتدّ الوقت طويلا حتى يتم إصلاح البنية التحتيه للإنسان.

[email protected]
عادل خضر مخرج مسرحي عراقييقيم فيامستردام