سعود الفيصل وكلينتون يبحثان في التحديات الاقليمية

أفشين مولافي من واشنطن: وقع أكثر من 200 عضو في مجلس النواب الأميركي رسالة موجهة الى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز تدعوه الى اتخاذ quot;مبادرة دراماتيكيةquot; من أجل السلام مع اسرائيل على غرار الطريق الذي سار فيه الرئيس المصري الراحل أنور السادات والعاهل الاردني الراحل الملك حسين. الرسالة التي يجري تداولها في أروقة الكونغرس الآن ولم يجر ارسالها تحمل حتى الآن أكثر من 200 توقيع والعدد آخذ في التزايد. هناك 435 عضوا في مجلس النواب، احد مجلسي الكونغرس الأميركي، والآخر هو مجلس الشيوخ المؤلف من 100 عضو. قالت الرسالة ان الموقعين quot;خاب أملهم بالرد المعلنquot; من السعودية على طلب الرئيس باراك أوباما ان تبادر الدول العربية الى اتخاذ اجراءات لبناء الثقة نحو السلام بين العرب واسرائيل.

وانتقدت الرسالة التصريح الأخير لوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عندما أشار الى ان مقاربة الخطوة خطوة لن تجدي ودعا بدلا من ذلك الى مفاوضات شاملة تتصدى لكل ما يختلف بشأنه الفلسطينيون والاسرائيليون من قضايا جوهرية تتعلق بالوضع النهائي. وتقول الرسالة الموجهة من أعضاء الكونغرس الأميركي الى الملك عبد الله: quot;بدلا من إبداء الاستعداد لإزالة الحواجز القائمة بين العرب والاسرائيليين أكد وزير خارجيتكم (الأمير سعود الفيصل) ان العربية السعودية لا يمكن ان تتخذ اي خطوة باتجاه التطبيع قبل عودة الأرض العربية كلهاquot;.

وتابعت الرسالة: quot;نحثكم على القيام بدور قيادي قوي والمساعدة في قيادة الشرق الأوسط نحو حقبة جديدة من السلام والصلح بالتقدم بمبادرة دراماتيكية تجاه اسرائيل على غرار الخطوات التي اتخذها في وقت سابق قادة مصر والاردنquot;. يقوم بتعميم الرسالة عضوا الكونغرس عن الحزب الديمقراطي براد شيرمان وايد رويس، وكلاهما من ولاية كاليفورنيا. وتُجمع تواقيع على رسالة أخرى موجهة الى الرئيس اوباما في مجلسي النواب والشيوخ داعية الرئيس الى دفع الدول العربية كافة نحو اتخاذ اجراءات لبناء الثقة مع اسرائيل. وتحظى الرسالتان بدعم اللوبي الموالي لاسرائيل والمعروف باسم لجنة الشؤون العامة الأميركية الاسرائيلية (ايباك).

تشاس فريمان، السفير الأميركي السابق في العربية السعودية والصين والخبير المرموق بالسياسة الخارجية، انتقد التشديد على اجراءات بناء الثقة لأن الدول العربية جربت ذلك وquot;احترقتquot; يدها في السابق، بحسب قوله. وأضاف في مقابلة مع الخدمة الاعلامية للعلاقات السعودية الأميركية SUSRIS: quot;قالوا إذا فعل العرب شيئا لطيفا لاسرائيل فان هذا سيحقق لهم شيئا من قبيل بادرة اسرائيلية ـ تقدم نحو السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. في الحقيقة لم تسفر اي من المبادرات التي أُطلقت، بما فيها المبادرة المهمة جدا التي تضمنها اعلان بيروت عام 2002 الصادر عن الجامعة العربية ـ المسمى مبادرة السلام العربية ـ عن اي رد ايجابي من الاسرائيليين الذين اكتفوا بأخذ ما يُعرض عليهم دون تقديم شيء بالمقابلquot;.

وقال فريمان: quot;في حالة السعوديين والعرب فانهم قدموا ما يعتقدون انه مقايضة معقولة جدا من أجل السلام في شكل مكافأة لاسرائيل على توصلها الى اتفاق مع الفلسطينيين. وهم يعتقدون ان ذلك من مصلحة اسرائيل. فالعرب ليسوا مستعدين لتقديم عربون أو التساوم حول تفاصيل ما سيكون عليه السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. هذا أمر على اسرائيل ان تفعله مع الفلسطينيين الأسرى لديها وليس العرب عموما. ولا اتوقع ان يتغير هذا الموقفquot;.

تتفق الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط هيلينا كوبان مع موقف فريمان. وقالت في مدونتها ذات الشعبية في قضايا السياسة الخارجية: quot;في التسعينات تحركت عدة دول عربية لانهاء quot;المقاطعة الثانويةquot; التي أبقتها في وقت سابق ضد الشركات العالمية التي تتعامل مع اسرائيل، بل ان بعضها مثل قطر اتخذت حتى بعض الخطوات الصغيرة الأخرى نحو التطبيع مثل فتح مكتب تجاري اسرائيلي في عواصمها. وكان ذلك كله يراهن على تحرك اسرائيل لاحراز التقدم الحقيقي الذي تنص عليه اتفاقات اوسلو نحو التوصل الى اتفاقية سلام بشأن الوضع النهائي مع منظمة التحرير الفلسطينية قبل الموعد المحدد في ايار/مايو 1999. quot;لم يحدث ذلك قط. جاء الموعد وفات. وظل الاسرائيليون يسوفون بمساعدة كبيرة من دنيس روس في البيت الأبيض. كما استمرت الحكومة الاسرائيلية في استقدام عشرات الألوف الاضافية من المستوطنين غير القانونيين الجدد الى الأراضي المحتلة كل عام...quot;.