بهاء حمزة من دبي: اتفق ممثلو الإعلام العربي والغربي المشاركون في مؤتمر الإعلام العربي والعالمي على ان اولى خطوات الحرية الاعلامية استقلالية العمل الصحافي بعيداً عن ضغوطات الحكومة ومؤسسات المال والأعمال.

جاء ذلك خلال أولى جلسات مؤتمر الإعلام العربي والعالمي التي انعقدت تحت عنوان " الصحافة العالمية: موازين القوى و مراكز الصراع" وشارك فيها خالد المعينا رئيس تحرير أراب نيوز عبد الرحمن الراشد أنور قرقاش ديفيد إغنيشيوس المحرر المساعد في صحيفة واشنطن بوست بيتر دايفد محرر أجنبي "ذي إكونومسيت" جميل مروة ناشر ديلي ستار في لبنان زيون لي مدير التحرير في مجلة الصين زينهوا.

وقد تعرضت الجلسة لبحث العديد من القضايا حول السياسة و آثارها وكيفية التعاطي مع الأحداث بطريقة مختلفة وكيفية تأثر الإعلام بصورة مباشرة في الشؤون السياسية والاجتماعية.

ولفت الدكتور أنور قرقاش أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات إلى سيطرة المصالح المادية على وسائل الإعلام وتشتت التغطية الإعلامية بين أخبار الصفحة الأولى التي تركز على العراق والإرهاب والصفحات الداخلية حول ما يمكن تسميته بإعادة الرؤية حول ما يحدث في المنطقة. وقال أننا نعيش في مرحلة غير واضحة المعالم مما يلقي على وسائل الإعلام مسؤولية مضاعفة في إظهار الحقائق.مطالبا بتوجيه التركيز في الوقت الحالي الى دعم وسائل الإعلام والعمل على تحريرها من احتكار السلطة ودفع القطاع الخاص للاستثمار في المجال الإعلامي

في المقابل اعرب بيتر ديفيد الصحافي بجرية الايكونوميست عن اعتقاده في أن ملكية وسائل الإعلام لا تسبب أية مشكلة في العالم الغربي "فنحن نعيش في عالم يشهد إعلام متنوع فهناك إعلام حر وموضوعي وهناك إعلام يخضع لسيطرة الحكومات أو المال وأظن أنه علينا أن نترك للإعلاميين قرار اختيار الجهة التي يريد ان يعمل بها".

من جهته قال عبد الرحمن الراشد مدير عام قناة العربية أن فرص تأثير الإعلام في المنطقة العربية ضئيلة جداً حيث لا يقرأ الناس بالشكل المطلوب كما تعاني أنظمة التعليم من مشاكل جوهرية. وشبه راشد الإعلام بالسكين التي يمكن استخدامها في المطبخ كما يمكن لها أن تقتل البشر.

وفي كلمته طالب جميل مروة ناشر ديلي ستار في لبنان بضرورة دفع الحكومات إلى رفع سقف الحرية وفتح المجال أمام مؤسسات القطاع الخاص لدخول قطاع الإعلام. وقال "نحتاج إلى إعادة النظر بشكل عملي حيث لا نستطيع ان نكتفي بأطنان الكلمات التي ننتجها كل يوم وعلينا أن ننتقل إلى الفعل الجاد والمنظم على الصعيد الإعلامي".
وتحدثت زيون لي مدير التحرير في مجلة الصين زينهوا عن الصفات المشتركة بين وسائل الإعلام العربية والصينية من حيث تأثير السلطة وصعوبة التحرك للكشف عن مواطن الفساد إلى جانب العوائق الموجودة في حرية الحصول على المعلومة.

وحول تركيز وسائل الإعلام الغربية على القضايا المحلية قال ديفيد "من الصعوبة بمكان اختيار أخبار الصفحة الأولى حيث لا يستطيع الإعلامي التحرر من ضغوطات الشأن الداخلي في حين عليه أن يركز أيضاً على ما يجري في الخارج. مشيراً إلى أن تزايد العداء ضد أمريكا يدفع وسائل الإعلام لإحضار العالم الخارجي إلى أمريكا في محاولة للتخفيف من عناصر التوتر وتعريف المجتمع الأمريكي بحقيقة الوقائع في مختلف أنحاء العالم.

من ناحية اخرى أكد عدد من مراسلي الحرب المشاركين في ورشة عمل "صحافيون على خط النار" ضمن فعاليات المؤتمر ان ظروف المعارك في الوقت الحالي باتت اسوأ للعمل الصحافي من ذي قبل اذ بات طرفا الصراع في العراق على سبيل المثال (الأمريكيون و والمعادين لهم من العراقيين) يتعاملون بعداء مع الصحافيين كما قال نبيل الخطيب مسؤول التحرير في العربية " مما يدفعهم للتردد في معظم الاحيان لتغطية الأحداث الجارية على أرض العراق بسبب الأخطار المحيطة بهم كما أنهم لايستطيعون دائما الحصول على المعلومة مما يجعل عملية إعداد تقارير تنقل الحقيقة امراً صعباً للغاية".

وقالت ديبورا أوموس مراسلة "ان بي ار" ان الجميع ينظرون إلى كافة وسائل الإعلام العاملة في العراق على أنها غير حيادية وقد ولت الأيام التي كانت فيها إشارة "صحافة" كافية لتأمين حياة الصحافي. الوضع في العراق خطر جداً نحن نعرض أنفسنا خلال عملنا هناك".

وقال المشاركون في جلسة الحوار أن على وكالات الأنباء الأخذ بعين الاعتبار العديد من الأمور المتعلقة بالسياسية والدين عند ارسال صحافيين إلى العراق. وفي هذا الإطار قالت أموس: " لا يمكن إرسال صحافيين سنيين إلى مسجد شيعي كما لا يمكن لمراسل شيعي أن يعمل في المناطق السنية".

وأشار جان عراف إلى أن الالتحاق بالجيش الأمريكي يمثل الطريقة الأكثر سلامة لعمل الصحافي في تغطية الأحداث في العراق وقال "على الرغم من أن هذا الموقف يحد من قدرات المراسل على اختيار موضوعاته إلا أننا تمكنا من إعداد سلسلة من الأخبار التي لم تكن لتروق للقوات الامريكية".

وقالت أموس: "على الرغم من ان كلا الطرفين يحاولان التلاعب بالصحافيين إلا أن الطرف الامريكي هو الاكثر نجاحاً في هذا الامر علينا ان نكون حذرين في هذه النقطة خاصة واننا قد حصلنا منهم على العديد من المعلومات التي تستهدف إعداد أخبار على مقاسهم".