عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: وقع الزعيمان الشيعيان البارزان عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الموحد ورئيس المجلس الاسلامي العراقي ومقتدى الصدر زعيم التيار الصدري اتفاقا بينهما اليوم ينص على التقارب بين تياريهما وتشكيل لجان لتفعيل الاتفاق الذي يأتي بعد اشهر من القطيعة بينهما وصلت الى التصفيات الجسدية والتشهير عبر وسائل الاعلام كانت ذورتها خلال الشهر الماضي في مدينة كربلاء خلال الزيارة الشعبانية التي راح ضحية الصدامات فيها نحو خمسين زائرا وجرح عدد كبير، و تبادل بعدها الطرفان الاتهامات في اسباب القتال في كربلاء.

وتدخل الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر على اثر ذلك وجمد عمل جيش المهدي لستة اشهر مع اعادة هيكلته حيث وجهت اتهامات لعناصر يستخدمون اسم التيار الصدري وجيش المهدي كواجهة ويمارسون القتل في المحافظات وبغداد. الاتفاق الجديد الذي نشر على مواقع تابعة للتيارين اليوم ينص ايضا على حفظ واحترام الدم العراقي تحت اي ظرف او مكان ومن اي طيف كان وذلك لان انتهاك حرمة الدماء هو خلافا لكل القوانين الشرعية والاخلاقية.

كما ينص على حشد المؤسسات والهيئات الثقافية والاعلامية والتبليغية من كلا الطرفين لاجل تفعيل روح المودة والتقارب والابتعاد عن اي امر يسهم في التباعد والتباغض او تبديد المبادئ المذكورة في الوثيقة (الاتفاق). وعلى انشاء لجنة عليا مشتركة ذات فروع في كل المحافظات تعمل على التقارب ودرء الفتن والسيطرة على المشاكل المحتملة الوقوع وتشرف على تطبيق ما تقدم.

ويتنافس الطرفان على ولاء الشيعة في وسط وجنوب العراق حيث يعول التيار الصدري على الارث الشعبي والعشائري الذي تركه والد مقتدى الراحل اية الله محمد محمد الصدر الذي نسج علاقات اجتماعية كبيرة لدى اوساط شيعة العراق خاصة لدى المهمشين منهم. فيما يعول المجلس الاسلامي الاعلى على رصيده في المعارضة العراقية ولدى الطبقة المتوسطة من الشيعة ومقلدي المرجع علي السيستاني باعلان اقترابه منه رغم تقليده فقهيا لاية الله علي الخامنئي.

ويمتد الصراع بين الطرفين لسنوات خلت حيث كانت صحافة المجلس الاعلى تتهم والد الصدر بالعمالة لنظام صدام لكن مقتل الصدر على يد نظام صدام منح اتباعه رد الاتهام للمجلس الاعلى بتورطه في التحريض على مقتل الصدر وخذلانه خلال الانتفاضة التي اندلعت جنوب العراق قبيل مقتله عام 1999.

الاتفاق الجديد يسبق انسحاب القوات البريطانية من البصرة ثاني اهم محافظات العراق بعد العاصمة بغداد اقتصاديا وسياسيا حيث يتنازع على فرض النفوذ عليها كل من تيار الصدر والمجلس الاعلى وحزب الفضيلة. ولم يتفق اي من هذه التيارات على صيغة للتعامل بينها في ادارة صراعها في البصرة. لكن الاتفاق الجديد سيكون بداية لوقف العنف في المدينة الجنوبية التي رجح عدد من المتابعين دخولها في دوامة العنف بعيد انسحاب البريطانيين منها. غير ان فترة الهدوء الرمضاني الذي يسود معظم محافظات العراق بما فيها العاصمة بغداد سيساعد في انجاح الاتفاق الجديد.

لكن لم يعرف حتى الان موقف حزب الفضيلة الاسلامي الذي يسيطر على ادارة المحافظة اذ اصر محافظ البصرة محمد مصبح الوائلي القيادي في حزب الفضيلة على البقاء في منصبه رغم التظاهرات التي جيشها المجلس الاسلامي الاعلى قبل شهرين من اجل اقالته.

من جانب اخر لم يشر الاتفاق بين الزعيمين مقتدى الصدر وعبد العزيز الحكيم الى بقاء او انضمام التيار الصدري للائتلاف العراقي الموحد الذي انسحبت منه الكتلة الصدرية قبل ايام وفشلت كل المفاوضات مع الصدريين لاعادتهم، بل وقعوا اتفاقا مع كتلة الفضيلة للعمل معا.

و يشار هنا الى ان تصريحات عضو الكتلة الصدرية في البرلمان أحمد المسعودي التي اتهم فيها منظمة بدر التابعة للمجلس الاسلامي بتشكيل ميليشيات لاغتيال قياديين من التيار الصدري، حيث كشف في تصريحاته عن ضغوط مورست من مكتب نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي القيادي في المجلس الاسلامي ومكتب وزير الداخلية وقيادات أمنية وسياسية على شرطة بابل لاطلاق سراح المعتقلين من المجلس الأعلى المتهمين بأحداث بابل التي وقعت مؤخرا. ولم يخف قياديون في التيار الصدري اتهامهم لمنظمة بدر بمحاولة تهميشهم بالترهيب او القتل. وفي الوقت ذاته يتهم قياديو المجلس التيار الصدري بانهم عصابات بعثية من فدائيي صدام.

هذا الاتفاق يأتي بعد يوم على اعلان الجيش الاميركي عودة الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر من ايران وهو ماينفيه مقربو الصدر دائما.