حاملاً معه دعمه للحل السلمي للملف النووي الإيراني
زيارة بوتين التاريخية لطهران تطغى على قمة قزوين

موسكو-طهران -وكالات: على الرغم من الأنباء عن احتمال تعرضه للاغتيال على أيدي مجموعة انتحارية في العاصمة الإيرانية، أصرّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على زيارة طهران التي وصل إليها اليوم لحضور قمة الدول الخمس المطلة على بحر قزوين، التي يشارك فيها أيضًا الرؤساء: الأذري إلهام علييف والتركمانستاني قربان غولي محمدوف والكازاخستاني نور سلطان نزار باييف، الذي وصل أمس إلى إيران، حيث استقبله الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. ووصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى ايران في اول زيارة لرئيس روسي لهذا البلد منذ الثورة الاسلامية، وورد في الموقع الإلكتروني للتلفزيون الايراني الرسمي أن quot;طائرة فلاديمير بوتين حطت قبل دقائق قليلة في مطار مهرباد في طهرانquot; بينما عرضت محطة quot;برس تي فيquot; مشاهد للطائرة الرئاسية على مدرج المطار.

وكان بوتين قد أكد الابقاء على زيارته، على الرغم من معلومات صحافية روسية حول احتمال استهدافه بهجوم انتحاري. وكان من المفترض ان يصل الى العاصمة الايرانية مساء الاثنين آتيا من المانيا، إلا انه ارجأ وصوله الى الثلاثاء لأسباب لم تتضح.

وتكتسب زيارة الرئيس الروسي إلى طهران، أهمية خاصة بشأن الملف النووي الإيراني، وسط احتدام الضغوط الغربية على إيران، والتلويح على مدى نصف عام بتوجيه الولايات المتحدة ضربة وقائية إلى منشآتها النووية، بينما تقف دول أخرى، بينها روسيا والصين، ضد استخدام منطق القوة ضد إيران، وتفضِّل حلّ المشكلة النووية الإيرانية والقضايا الأخرى في إطار الهيئات الدولية. ومن المواضيع التي يتوقَّع أن يبحثها بوتين مع القيادة الإيرانية، مسألة المحطة النووية في بوشهر (جنوب) التي تتولى روسيا بناءها منذ 1995 ويتأجل إنجازها باستمرار، حيث أعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عن أمله بأن تعلن قريبًا quot;أخبار سارةquot; بشأن هذه المحطة.

وقال الحسيني إن المحادثات في شأن أجهزة الطرد المركزي بين بلاده والوكالة الدولية للطاقة الذرية ستستمر هذا الأسبوع على مستوى الخبراء، ومن المحتمل أن تجري هذه المحادثات في طهران.

وكان الرئيس الروسي قد أكد أمس أنه سيتوجه، كما هو مقرر، إلى إيران رغم الشائعات التي تحدثت عن احتمال تعرضه لهجوم انتحاري في طهران وتشكيك الكرملين في حصول الزيارة. وقال، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في مدينة فيسبادن الألمانية (غرب): quot;سأذهب إلى إيران بطبيعة الحال. لو كنت أستمع إلى ما تقوله أجهزة الأمن، لامتنعت تمامًا عن الخروج. فليقوموا هم بعملهم، ولنقم نحن مع السيدة المستشارة وزملائنا الآخرين بعملناquot;، موضحًا أنه quot;سيبحث في المسائل المرتبطة بالملف النووي الإيراني خلال اللقاء مع القادة الإيرانيينquot;، معربًا عن تأييده للتوصل إلى حل سلمي للخلاف في هذا الملف. وأضاف بوتين أن quot;إخافة الشعب الإيراني وقيادته لا تجدي نفعًا. إنهم لا يخافونquot;، موضحًا أن الصبر آتى ثماره في حالة كوريا الشمالية المشابهة. وقال إنه quot;يجب اتباع الأمر نفسه مع الملف النووي الإيرانيquot;.


قمة زعماء قزوين تركز على الوضع القانوني للبحر

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قد ذكر أن قمة الدول الخمس (روسيا، إيران، كازاخستان، أذربيجان وتركمانستان)، تهدف إلى توقيع ميثاق، سيصبح quot;خطوة مهمة على طريق تسوية قضية وضع بحر قزوين القانونيquot;، في ما يتعلق بتقاسم ثروات البحر بين هذه الدول.
وفي طهران، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، إن إعلان طهران الذي سيصدر عن هذه القمة، لن يتضمّن التوقيع النهائي على النظام القانوني لهذا البحر.

وذكرت وكالةquot; ارناquot; أن حسيني قال في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، ردًا على سؤال عن المعيار لتقسيم ثروات بحر قزوين، إن quot;القضايا المتعلقة بالنظام القانوني لهذا البحر ستُطرَح وتُتابع في مباحثات الخبراء، وأن رؤساء الدول سيعلنون مواقفهمquot;.يشار إلى أنه لا خلاف بين روسيا وكازاخستان وأذربيجان في وضع بحر قزوين، حيث يوجد بين هذه الدول اتفاقات ثنائية أو ثلاثية لتقاسم ثرواته الهائلة، خلافًا لإيران وتركمانستان. لكن روسيا وإيران متفقتان على عدم السماح بالوجود العسكري للدول الغربية في هذه المنطقة. وتدعو إيران وتركمانستان إلى تقسيم بحر قزوين إلى خمس مناطق نفوذ متساوية بين الدول الخمس، فيما تطالب الدول الثلاث الأخرى بترسيم الحدود البحرية على أساس طول شواطئ كل بلد.

من جهته صرح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين أن زعماء الدول المطلة على بحر قزوين (روسيا وكازاخستان وأذربيجان وتركمانيا وإيران) سيوقعون في قمتهم المرتقبة في طهران اليوم إعلانًا يمثل الموجه السياسي لقضايا المنطقة حتى إعداد الاتفاقية الخاصة بتحديد الوضع القانوني للبحر.

وقال كامينين في مقابلة أجرتها معه وكالة نوفوستي: quot;سيصبح الإعلان الختامي الذي يتضمن قواعد تصرف الدول المطلة على بحر قزوين موجهًا أساسيًا لحين إعداد الاتفاقية الخاصة لتحديد الوضع القانوني للبحرquot;.

مقابلة ميخائيل كامينين حول قمة دول بحر قزوين

إيران تتهم الولايات المتحدة بالديكتاتورية

زيارة بوتين لإيران ستكسب العلاقات الثنائية زخمًا

تأجيل اللقاء المقرر ببرلين حول ملف ايران

إرجاء وصول بوتين الى طهران لصباح الثلاثاء

طهران تجدد رفضها تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم

ميركل تحذّر من التناقض بين روسيا والغرب دوليًا

بوتين يؤكد زيارته لطهران رغم تشكيك الكرملين

ميركيل تهدد إيران لعدم إنصياعها بمسألة النووي

طهران تنفي معلومات تحدثت عن تهديد حياة بوتين

أجرت وكالة quot;نوفوستيquot; مقابلة صحافية مع ميخائيل كامينين الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية حول قمة دول بحر قزوين. وفي ما يلي نص المقابلة:

ستنعقد في طهران القمة الثانية لدول حوض بحر قزوين. فما هو جدول أعمالها؟

أن القمة المرتقبة في طهران في 16 أكتوبر تستهدف إجمال نتائج العمل الذي تم إنجازه بعد اللقاء الأول لرؤساء دول حوض بحر قزوين بالصيغة الخماسية في عشق أباد في أبريل عام 2002 وتحديد السبل لتوسيع التعاون مستقبلا. وتجري التهيئة لتوقيع الإعلان الختامي ـ وثيقة سياسية هامة ـ الذي سيثبت مجموعة مبادئ سلوك الدول الساحلية وسيكون المرجع السياسي في قضايا بحر قزوين قبل إعداد اتفاقية حول الوضع القانوني للبحر. وستوفر القمة إمكانية تبادل الآراء بصدد قضايا التعاون في حوض بحر قزوين في مختلف المجالات بما فيها إجراءات صيانة الاستقرار والأمن والسلام هناك.

ما هي النتائج العامة لتعاون دول بحر قزوين خلال الفترة بعد قمة عشق أباد؟

بودي التذكير بأنه تم الاتفاق في عشق أباد على إجراء لقاءات دورية quot;لخماسي بحر قزوينquot; من أجل إقامة تعاون في مختلف ميادين العمل ومواصلة صياغة صفة قانونية جديدة لبحر قزوين.

وقد نشطت قمة بحر قزوين الأولي بشكل ملموس تعاون بلدان المنطقة في العديد من المجالات. وتم التوصل إلى عدد من الاتفاقات بشأن استثمار ثروات الباطن وبالتحديد:

- أعدت بروتوكولات ملحقة بالاتفاقية بين روسيا وكازاخستان حول اقتسام قاع الجزء الشمالي من بحر قزوين.
- وقعت اتفاقية روسية أذربيجانية في 23 سبتمبر عام 2002 حول اقتسام الأجزاء المتجاورة في قاع بحر قزوين.
- تم توقيع الاتفاقية الثلاثية بين روسيا وأذربيجان وكازاخستان في 14 مايو عام 2003 حول نقطة التقاء خطوط تقسيم الأجزاء المتجاورة في قاع بحر قزوين وألخ.
وقد أرست تلك الوثائق القاعدة القانونية التعاقدية لاستثمار واستخراج الثروات الطبيعية في الجزء الشمالي من قاع بحر قزوين. ولكن لم يتسن بعد للأسف التوصل إلى اتفاقات مشابهة بشأن المثلث بين أذربيجان وإيران وتركمانيا في الجزء الجنوبي من بحر قزوين. وهذا يعيق البت في قضايا استثمار ثروات الباطن في كل بحر قزوين وتكبح تنسيق الأطراف الخمسة بشأن أحكام إتفاقية الوضع القانوني للبحر عموما.

هذا وأصبحت ملحة منذ أمد ضرورة اتخاذ إجراءات مشتركة لصيانة الموارد الحيوية في بحر قزوين. فإن كافة البلدان الساحلية تتحمل - إذا أمكن القول - مسؤولية شخصية عن إنقاذ فصيلة سمك الزجر الفريد من نوعه الذي يهدد الخطر بقاءه. ومن الضروري توقيع اتفاقية بأسرع وقت ممكن حول صيانة الثروات الحيوية في بحر قزوين واستثمارها.

وهناك نقطة هامة تتمثل في إمكانية الإشارة إلى إحراز تقدم معين في العمل على اتفاقية الوضع القانوني لبحر قزوين ـ الوثيقة التي يجب أن تكون رئيسية في قضية البحر ومن المفروض أن تكون البديل للمعاهدات السوفيتية الإيرانية بهذا الشأن.

فقد اتفق quot;خماسي بحر قزوينquot; على عدد من أحكامها الهامة وبالتحديد quot;لا تتمتع بحقوق سيادية على البحر وثرواته إلا دول المنطقة وهي وحدها تتحمل مسؤولية صيانة كل ثروة بحر قزوين المتنوعة أمام الجيل الحالي والأجيال القادمةquot;.