بغداد: حكمت محكمة عسكرية أميركية اليوم بسجن ضابط كبير في الجيش الأميركي عامين بعد ادانته بتهمة امتلاك الاف من الوثائق العسكرية السرية بصورة غير قانونية والتعامل باهمال معها. وقال متحدث باسم القوات متعددة الجنسيات ان محكمة عسكرية أميركية أدانت ضابطا كبيرا في الجيش الأميركي في العراق بتهمة الاحتفاظ بشكل غير شرعي بوثائق سرية كان يمكن ان تستخدم للاضرار بمصالح الولايات المتحدة كما أدانته بالتعامل مع تلك الوثائق باهمال فيما وجدته بريئا من تهمة مساعدة العدو على خلفية علاقته بالدكتاتور المعدوم صدام حسين خلال سجنه.

واعترف العقيد الاحتياط في الشرطة العسكرية ويليام ستيل بتهمة الاحتفاظ بالوثائق والتي تصل عقوبتها القصوى الى السجن عشر سنوات لكن المحكمة قضت بسجنه عامين فقط والطرد من الخدمة العسكرية. ووجدت المحكمة ستيل مذنبا بتهمة عدم الامتثال للاوامر وباقامة علاقة غير لائقة ووصفت بانها quot;عميقةquot; مع مترجمة عراقية متزوجة.

وحاكم الجيش الأميركي ستيل بتهم عدة منها مساعدة العدو والسماح لمعتقلين بارزين باجراء محادثات هاتفية دون رقابة في معتقلات من بينها المعسكر الذي قضى فيه رئيس النظام البائد صدام حسين لحظاته الاخيرة.

واعتبر ستيل اول قيادي عسكري أميركي توجه له تهمة (مساعدة العدو) في اشارة الى تنظيم القاعدة بحسب الادعاء وذلك منذ بدء العراق في مارس 2003. وأقر ستيل في وقت سابق من الشهر الجاري بثلاث تهم منها التعامل باهمال مع وثائق سرية واقامة علاقة مع مترجمة عراقية.

وقال المدعي العام في الجيش الأميركي الكابتن مايكل ريزوتي للمحكمة انه تم العثور على نحو 12 الف وثيقة لدى تفتيش محل اقامة العقيد ويليام ستيل في (معسكر فيكتوري) القاعدة العسكرية الأميركية غربي بغداد.

وتزايدت حدة الاهتمام بمحاكمة ستيل بعد ان كشفت التحقيقات معه انه قام بشراء سيجار كوبي لصدام حسين في معتقله بسجن كروبر. وراى المدعي العام ريزوتي انه quot;لم يكن يحق لستيل ان ياخذ هذه الوثائق او يحتفظ بها وكان يمكن ان تسبب اضرارا خطرة للولايات المتحدة لو وقعت بيد دولة اجنبيةquot;.

واضاف ريزوتي ان العقيد ويليام ستيل quot;ساعد تنظيم القاعدة في العراق وهو العدو ولا يوجد شك في ذلكquot;. ولم يسمح للصحافيين بدخول المحكمة لكن تم وصف وقائعها واعطاء امثلة عما قدمه الادعاء العام من ادلة تدين العقيد ستيل مثل صور فوتغرافية وخرائط جوية لقواعد أميركية في افغانستان.

من جانبه قال المتحدث باسم الجيش الأميركي رودلف بارويل ان القوات المسلحة استبعدت عقوبة الاعدام من الاحكام التي كان يمكن ان توجه لستيل.ووقعت الحوادث التي اتهم بها ستيل خلال الفترة من أكتوبر 2005 الى فبراير 2007 حيث عمل ستيل قائدا لكتيبة الشرطة العسكرية 451 في سجن (معسكر كروبر) حيث قضى صدام حسين لحظاته الاخيرة قبيل اعدامه في ديسمبر 2006.

وانتقل ستيل بعد ذلك للعمل كضابط رفيع في الكتيبة 89 التابعة للشرطة العسكرية في معسكر فيكتوري. ولم يحدد الجيش الأميركي الشخصيات التي سمح لها ستيل باجراء محادثات هاتفية وما اذا كان صدام من ضمنهم. وذكرت مصادر ان ستيل سمح بشراء السيجار الكوبي لصدام واقام علاقة صداقة مع ابنة معتقل آخر وان كان الجيش الأميركي اسقط كل هذه التهم فيما بعد.