الياس توما من براغ: دعا الاتحاد الليبرالي اليهودي جميع أنصاره ولاسيما من الشباب والجنود والرياضيين والناس الأصحاء إلى تحضير أنفسهم لمقاومة ما اسماه الاتحاد باستفزاز النازييــــن الجدد في إشـــارة إلى تنظيـــــم تشيكي يطلــق على نفسه quot; الديمقراطيون الوطنيون الشباب quot; .

وقد جاءت هذه الدعوة بعد إبطال محكمة في براغ قرارا حظرت فيه البلدية على أنصار هذا التجمع تنظيم مسيرة داخل الحي اليهودي في براغ في العاشر من تشرين الثاني نوفمبر القادم بعد أن كانت البلدية نفسها قد وافقت عليها باعتبار أن المتقدمين بالترخيص للمسيرة كتبوا بان هدفها هو التظاهر على الحرب في العراق .

ويصادف العاشر من تشرين الثاني ذكرى ما يسمى بالليلة الكريستالية التي قام فيها الألمان في برلين في عام 1938 بقتل عشرات اليهود وسوق نحو 30000 ألفا منهم إلى معسكرات الاعتقال كما تقول المصادر التاريخية الأوروبية ولذلك رأت التنظيمات اليهودية ومعها العديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية التشيكية بان الهدف من هذه المسيرة ليس الاحتجاج على الحرب على العراق وإنما ترهيب اليهود وإثارة البغض والكراهية تجاههم .

وقد سارع ممثلو الطوائف اليهودية اليوم إلى عقد اجتماع قرروا فيه تنظيم فعالية لإحياء ذكرى اليهود الذين قتلوا في عام 1938 وذلك في الحي اليهودي وسط براغ في الساعة 14,00 من يوم العاشر من تشرين الثاني أي في الساعة نفسها التي سيقوم بها أنصار تجمع quot; الديموقراطيون الوطنيون الشباب quot; بمسيرتهم داخل الحي اليهودي الأمر الذي يثير المخاوف من حدوث مواجهات بين الطرفين خاصة وان ما يسمون بالفوضويين أعلنوا أنهم سيشاركون أيضا في فعالية تستهدف إحياء ذكرى ضحايا الإجرام النازي .

ويسوغ الاتحاد الليبرالي اليهودي دعوته لأنصاره للتصدي لهذه المسيرة بالقول إنه عندما يتبين أن النظام القانوني للجمهورية التشيكية غير قادر على منع مسيرة ينظمها النازيون الجدد في شوارع المدن التشيكية فلا يتبقى سوى القيام برد فعل يتمثل بالرفض المدني غير المهادن .

وقد رفض ممثلو تجمع الديمقراطيين الوطنيين الشباب التراجع عن عزمهم تنفيذ مسيرتهم في الحي اليهودي مشددين على موقعهم على الانترنت بأنهم ماضون في تنفيذها على الرغم من مختلف الضغوط وأعمال القمع التي تمارس عليهم الآن حسب موقعهم هذا وقد ناشد الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس اليوم الهيئات المسؤولة في بلاده للعمل على منع تنفيذ هذه الفعالية التي وصفها بأنها غير مقبولة لا سياسيا ولا أخلاقيا .