طالبوا برفع أجورهم ومساواتها بزملائهم في اقليم كردستان
معلمو العراق اضربوا فوعدهم المالكي بزيادات خلال شهر

أسامة مهدي من لندن: اثر اعتصامات وتظاهرات نفذها المعلمون العراقيون في مختلف محافظات البلاد عدا قليم كردستان الشمالي اليوم مطالبين بزيادة مرتباتهم ومساواتها مع زملائهم في الاقليم وسط دعم من المرجعية الشيعية وعد رئيس الوزراء نوري المالكي بتعديل مرتباتهم هذه خلال شهر واحد داعيا الى العودة الى الدوام الرسمي والالتزام به. فقد اكد مجلس الوزراء العراقي ان الحكومة جادة وعازمة على رفع المستوى المعاشي لشريحة الموظفين خصوصاً للفئات التي تقع ضمن الدخول الواطئة ومن ضمنهم المعلمين . وقال انه من اجل ذلك فقد تم تشكيل لجنة وزارية تعكف على دراسة الأمر وتقديم التوصيات والمقترحات بشأن ذلك على اسس علمية وموضوعية تأخذ بنظر الإعتبار مستوى التضخم وإرتفاع الأسعار للفترة السابقة وكذلك تعديل الأمر الذي حجب أنواع المخصصات ومنها المخصصات المهنية والزوجية والأطفال وكذلك إعادة النظر كلية في جدول الرواتب والعلاوات السنوية التي نعمل على أن تأخذ بنظر الإعتبار أي تضخم أو زيادة في الأسعار.

واضاف مجلس الوزراء في بيان ارسل نسخة منه الى quot;ايلافquot; المركز الاعلامي للمجلس ان هذا يعني بأن إجراءات وتشريعات تخصيصات مالية يجب أن تتخذ . واشار الى ان المالكي قد أكد على ضرورة الإسراع بإنجاز النظام الجديد بتعديلاته المناسبة خلال فترة لاتتعدى الشهر وتجري الآن عملية مراجعة نهاية للموضوع من أجل البت فيه قريباً.

واضاف بيان المجلس قائلاquot; إننا ندرك دور المعلم الريادي القيادي في بناء لبنات المجتمع الجديد، كما ندرك جيداً بأن تحسين المستوى المعاشي للأسرة التعليمية ينعكس بشكل إيجابي وفعال على الكفاءة والاداء الوظيفي لهاquot;. وقال ان المطالبة بزيادة الرواتب أو تحسينها حق محفوظ لهذه الشريحة المهمة على أن يكون منسجماً مع التشريعات والقوانين وبما بيّنه الدستور العراقي فضلاً عن إنسجامه مع مستوى وعي هذه الشريحة لما يترتب على الإخلال بالدوام وإنتظامه من آثار ونتائج سلبية تتمثل بإهدار وضياع وقت الطالب وخاصةً في ظروفنا الحالية.

ودعا مجلس الوزراء في بيانه الذي وقعه الامين العام علي محسن اسماعيل نقابة المعلمين والإدارات والهيئات التعليمية إلى الإلتزام بالدوام الرسمي quot;مع دعوتنا لممثليهم بمراجعة الأمانة العامة لمجلس الوزراء لمتابعة الموضوع الذي يحضى بعناية خاصة من دولة رئيس الوزراءquot;.

وقد تظاهر المعلمون اليوم في ساحة الفردوس وسط بغداد فيما شهدت مختلف المحافظات اعتصامات واحتجاجات من جانب المعلمين والمدرسين. وقال جاسم حسين الكعبي نقيب المعلمين في بغداد ان المتظاهرين رفعوا مطالبهم إلى رئاسة الوزراء للنظر فيها ووعدنا المسؤولون خيرا . وقال quot;شكلنا وفدا من المعلمين للتفاوض مع رئاسة الوزراء بخصوص مطالبنا المشروعة التي سبق وان طالبنا بها لاكثر من مرة لكن دون جدوىquot; .

ومن جانبه قال نائب نقيب المعلمين برهان نعمة في التظاهرة إن quot;فكرة الاعتصام أقرت في السابع من الشهر الحالي إلا أن مطالبنا بزيادة الرواتب قديمة جدا.quot; وأضاف quot;تلقينا الدعم من عدد من الاحزاب والمؤسسات والهيئات إلا أننا رفضناها كوننا نتبع لمؤسسة حكومية.quot;

وقد جاءت الى بغداد مجاميع المعلمين جاءت من محافظات مختلفة من العراق على شكل وفود تحمل لافتات تطالب بزيادة اجورهم أسوة بمعلمي إقليم كردستان كما قالت وكالة انباء اصوات العراق اضافة الى الاعتصامات والتظاهرات التي قام بها زملائهم في محافظات البلاد الاخرى .

ووفقا لوزارة التربية العراقية فان راتب المعلم يتراوح ما بين 200 ألف دينار عراقي quot;الدولار الواحد يعادل 1117دينارا عراقياquot; إلى 550 ألفا في حين يبدأ راتب المعلمين في كردستان بـ 280 وقد يصل إلى 750 ألف دينار.. اضافة الى المخصصات الشهرية. وفي محافظة واسط ، ذكر مصدر في نقابة المعلمين بالمحافظة أنه تم ، صباح الاحد ، تنفيذ أكبر اعتصام للمعلمين والمدرسين بعموم مدارس المحافظة وذلك للمطالبة بتعديل رواتبهم وجعلها تساوي رواتب أقرانهم باقليم كردستان.

وقد حضر المعلمون الى مدارسهم كالمعتاد لكنهم لم يدخلوا الصفوف لتدريس الطلبة وانما اكتفوا بالحضور الى الدوام معتبراً عملية الاعتصام اليوم خطوة أولى وستعقبها خطوات اخرى اذا لم يتم النظر بمطالبهم مهددين بشن اضراب مفتوح حتى تتحقق مطاليبهم .

وقد حظي الاضراب بدعم من المرجعية الشيعية في البلاد . وقال المرجع الشيخ محمد اليعقوبي الاب الروحي لحزب الفضيلة الاسلامية في بيان اليوم quot; إن هذا الاعتصام يحظى بمباركة المرجعية لأنه نافذة للمطالبة بأدنى الحقوق المشروعة لشريحة المدرّسين والمعلمين التي تمثل البنية التحتية الإستراتيجية للشعوب والحضارات وبعد أن استنفدوا كل الوسائل لإسماع الحكومة فان رواتبهم لا تكفي أحياناً لتغطية أجور النقل فكيف يستطيعون تأمين متطلبات المعيشة الأخرىquot;.

وعبر عن الامل في ان تنظر الجهات المعنية في البرلمان والحكومة بعين الإنصاف والجدّية لهذه المطالب المشروعة ليكونوا أوفياء لشعبهم الذي تحدّى الإرهاب وخرج لانتخابهم. وأن تنال كل مكوّنات الشعب حقوقها.