لندن: وجه جنرال ثان في الجيش البريطاني إنتقادات شديدة للسياسات التي اتبعتها الولايات المتحدة الأميركية في العراق بعد غزوه عام 2003. وقال الميجور جنرال تيم كروس، وهو متقاعد، إنه أعرب عن قلقه بشأن إحلال الأمن وإعادة إعمار العراق بعد الحرب لكن الأميركيين ظنوا أن الإستقرار والديمقراطية ستسودان البلد العربي وتجاهلوا تحذيراته.
وكروس هو أبرز من شارك من الجيش االبريطاني في التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب في العراق. وكانت الحكومة البريطانية قد هونت من تصريحات أطلقها الجنرال مايك جاكسون، وهو أحد القادة العسكريين السابقين وانتقد فيها السياسة التي انتهجتها واشنطن في العراق.
وكان جاكسون، القائد السابق للقوات البريطانية، قد وصف تلك السياسة بأنها مفلسة فكريًا ولا معنى لها. وقال مسؤول حكومي بريطاني إن جاكسون لا يمثل إلا نفسه. وقال حزب المحافظين المعارض إنه بكل تأكيد كانت الحكومة البريطانية وقت الحرب على علم بانشغالات الجنرال جاكسون وكان يتعين عليها أن تعلن عنها.
وعُدت تعليقات الجنرال جاكسون أكثر الانتقادات صراحة يوجهها ضابط عسكري بريطاني رفيع للسياسة الأميركية العسكرية في العراق. ويقول الجنرال جاكسون إن وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رمسفيلد رفض نشر قوات كافية يُناط بها مهمة المحافظة على القانون والنظام بعد سقوط نظام صدام وتجاهل الخطط المفصلة التي وضعتها وزارة الخارجية الأميركية بشأن كيفية معالجة الوضع بعد انتهاء الحرب.
وانتقد جاكسون على وجه الخصوص الرئيس الأميركي بوش بسبب قراره تسليم إدارة العراق بعد انتهاء الحرب إلى البنتاغون بدل وزارة الخارجية الأميركية التي كانت قد وضعت كل الخطط المطلوبة لإدارة العراق خلال مرحلة ما، بعد انتهاء العمليات العسكرية الرئيسة. وأضاف قائد الجيش البريطاني السابق أن المقاربة الأميركية إزاء مكافحة الإرهاب العالمي quot;ناقصةquot; لأنها تعتمد اعتمادًا كبيرًا على القوة العسكرية على حساب بناء الدول والدبلوماسية.