شباب عاطل يقبل على quot;الوظائف الانتخابيةquot; بحثا عن عمل دائم
الحملة الانتخابية في المغرب تنعش حرفا تشكو الركود

مشاركون في احدى الحملات الانتخابية
الدار البيضاء: تستحكم البطالة في شريحة واسعة من شباب المغرب، غير أن الحملة الانتخابية، التي دخلت مراحلها الحاسمة على بعد أيام قليلة فقط من اقتراع 7 أيلول / سبتمبر، أخرجت مجموعة من هؤلاء من حالة السبات إلى quot;الحركة الاستثنائيةquot;، فيما انتعش نشاط بعض الحرف التي تشكو ركودا في السنين الأخيرة. ويترقب العاطلون موسم quot; الوظائف الانتخابية quot; بفارغ الصبر، إذ يسارعون، قبل بداية الحملة، إلى البحث عن منافذ تقودهم مباشرة إلى المرشح حتى يضع الثقة فيهم، ويكلفهم بمهام تتعلق بحملته، بدءا من توزيع الملصقات على المواطنين إلى الإشراف على جميع مراحل الدعاية، والسهر على حسن سير المهرجانات الخطابية.

وتعد الحملة احدى البوابات، التي لا يتكرر فتحها إلا كل خمس سنوات، من عالم الشغل الموقت، الذي يدر عليهم هذا العمل دخلا لا بأس به، إلى مكاتب الوظائف المستقرة، في حالة فوز مرشحهم، إذ إن هذا الأخير يقطع وعدا على نفسه بالنسبة إلى بعض المشاركين معه في الدعاية بتوفير فرصة عمل جيدة لهم إذا نجح بالظفر بمقعد في البرلمان.

يقول حسن. ع (28 سنة)، شاب مشارك في حملة أحد أحزاب الائتلاف الحاكم، quot;أجزي وقت فراغي، الطويل جدا، في المقهى ولعب الورق مع أصدقائي، غير أنني قررت خلال هذه الفترة المشاركة في حملة أحد المرشحين لأنني سمعت بأنه وفر مناصب شغل لعدد من أبناء الحي بعد نجاحه في الاستحقاقات السابقةquot;.

كما أن هذا العمل الموقت، يوضح سمير ع، ل quot;إيلافquot;، quot;يدر علي دخلا يوميا يقدر بحوالى 20 دولارا يوميا.. وهذا المبلغ بالنسبة لي محترم، لأنني لا أحصل عليه طوال السنةquot;، مضيفا، وعيناه تتصديان أي مواطن مار في شارع آنفا في الدار البيضاء لتسليمه ملصق المرشح، quot;ليس أمامنا سوى المشاركة لأن أبواب الوساطة تفتح مع اقتراب كل استحقاق، وتغلق من جديد في وجهك لخمس سنوات.. لا ترى فيها لا مسؤول ولا حتى مساعديه، أما الآن فهم قريبون مناquot;.

ويشاطر سمير (24) زميله الفكرة نفسها، إلا أنه يعتقد أن quot;أكثر شيء سيستفيد منه في هذه الحملة هي 20 دولارا التي يتقاضاهاquot;، مشيرا إلى أن quot;أغلب المرشحين يتنكرون لنا وللمجهودات التي بذلناها في خدمتهم، بمجرد حصولهم على مقعد في البرلمان الذي يعد محطة بالنسبة إليهم في مسلسل البحث عن توسيع النفوذ وقضاء المصالح الشخصية والعائلية فقطquot;.

ولا تقتصر فوائد الحملة على quot;شباب الحيquot; الذين يرجع إليهم الفضل في رفع حرارة التجمعات الخطابية، بل يكون لها أيضا تأثيرفي بعض المهن والحرف التي تنتعش بشكل كبير مع انطلاق الحملة.ويتعلق الأمر بالطباعة وبيع الأقمشة وحتى الصحافة أيضا التي ترفع السقف المالي للإعلانات السياسية المدفوعة الأجر سواء في ما يخص الصفحات الداخلية أو الأخيرة.

ويعد الطباعون أكثر المستفيدين من هذه العملية، إذ ترتفع وتيرة عملهم إلى الضعف، إذ تتزايد في هذه الفترة الطلبات بشكل كبير جدا، ما يدفع عددا منهم إلى زيادة ساعات العمل حتى يتمكن من تلبية حاجيات جميع الزبائن.

يشرح رضوان. ط، مسؤول عن العمال في مطبعة في منطقة الألفة، quot;في كل يوم نتوصل بعدة طلبيات من مختلف المرشحين في المنطقة، ما يضطرنا إلى العمل ليلا حتى الساعات الأولى من صباح اليوم المواليquot;، مبرزا أنه quot;الحل الوحيد لإنجاز العمل لكوننا نعلم بأن هذا الانتعاش موسمي، وإذا ضيعنا هذه الفرصة فعلينا الانتظار خمس سنوات أخرىquot;.

وذكر رضوان، في تصريح ل quot;إيلافquot;، أن quot;المواد التي نستعملها في الطباعة هي أيضا يرتفع ثمنها.. فالجميع يريد الاستفادة من الحملةquot;، وعلق قائلا quot;هناك من يتفرغ إلى طباعة أقمشة حزب دون غيره في هذه الفترة، ويجمد جميع التزاماته الأخرى، فيما يفتح أصحاب المطابع الصغيرة، كما هو الحال بالنسبة لنا، أبوابهم أمام الجميع لأنهم يربطون المسألة بالجانب التجاري فقط ولا يدخلونها في اعتبارات أخرىquot;.

وأشار إلى أن الأرباح تتراوح في اليوم ما بين quot;250 دولارا إلى 500 دولار إذا كانت الكمية كبيرة، وتوفق صاحب المطبعة في إنهائها بيوم واحد فقطquot;.سوق الأقمشة هي الأخرى كان لها نصيب من الانتعاش، إذ يقول عدد من المهنيين إن الطلب على القماش الأبيض ارتفع إلى أرقام قياسية، خصوصا أن quot;عدد الأحزاب هذه السنة كبيرquot;، موضحين أن quot;أغلبه يستخدم في خياطة أقمصة تحمل رمز الحزب والمرشح، فيما يستعمل جزء كبير منها في quot;كتابة لافتات المرشحين والدعاية لهمquot;.

وقال الحاج المكي، بائع أقمشة في سوق القريعة في الدار البيضاء، لquot;إيلافquot;، quot;لم نستطع تلبية جميع الطلبيات، فلجأنا إلى جلب كميات أخرى من المخزون حتى نغطي جميع الحاجيات، ما أدى إلى ارتفاع سعر الخام الأبيضquot;.وتستعد الأحزاب المغربية ال 33 إلى رفع إيقاعها والانتقال من مرحلة التسخينات إلى الدخول في التباري quot;الحقيقيquot; في ما بينها لكسب ثقة الناخبين، الذين لم يعد يفصلهم سوى أيام قليلة عن التوجه إلى صناديق الاقتراع للتصويت على مرشحيهم.